عودة الهدوء إلى جنين.. هل يخفض الضغط الاقتصادي؟

عاش مخيم جنين أحداثاً صعبة تأثراً بالحرب الإسرائيلية الشعواء على قطاع غزة، فلم ترحم إسرائيل سكان المخيم، بل قامت بتنفيذ حملات مداهمات للمنازل واعتقالات للشباب وهدم للبيوت، وكذلك تنفيذ انفجارات وإطلاق نار في ممرات المخيم، أفزعت المواطنين، كما أغلق جيش الاحتلال المخيم ضمن عملية عسكرية واسعة طالت العديد من المناطق في الضفة الغربية المحتلة.

ونعرف جميعاً أن مخيم جنين هو مركز للمسلحين الفلسطينيين، وأيضاً يسكنه مدنيون عُزّل، وشهد المخيم معارك عديدة خلال الأشهر الأخيرة، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات عدَّة داخل المخيم للبحث عن المسلحين، لذلك نشرت إسرائيل الآليات العسكرية في جميع أرجاء المخيم.

لكن في الوقت الذي يزداد فيه التصعيد الإسرائيلي على غزة مع تجاوز الحرب على القطاع عاماً كاملاً، لاحظ سكان جنين خلال الأسبوع الماضي انخفاضاً طفيفاً في تواجد جيش الاحتلال حول المدينة، وأدى هذا الانخفاض إلى خلق جو أكثر استرخاءً وارتياحاً ونشاطاً للحركة العامة، مما سمح للناس بممارسة حياتهم اليومية بسهولة أكبر.

ويمثل هذا الحدث بارقة أمل نحو قيام إسرائيل برفع التضييق على أهالي الضفة الغربية، فهناك العديد من الأفراد يشعرون بمزيد من الراحة والأمان، مما أثر بشكل إيجابي على الأعمال التجارية المحلية، وأدى إلى نشاط في حركة البيع والشراء، وانعكس ذلك بالإيجاب على الحياة اليومية.

إقرأ أيضاً: هل تستجيب إسرائيل لمحكمة العدل الدولية بحل الدولتين؟

وإذا حللنا هذا الموقف، فربما يعني انخفاض القيود من قبل الاحتلال ووجود عسكري أقل وضوحاً، السماح للمتاجر والأسواق بمباشرة أعمالها مع زيادة حركة المشاة، وهذا بالتأكيد يعزز المبيعات ويعزز الشعور بالحياة الطبيعية في المجتمع، كما يساهم في خفض الضغط الاقتصادي المفروض على المواطنين هناك، وخاصة على التجار وأصحاب الحرف والأعمال.

كل هذا يأتي وسط محاولات وجهود السلطة في دعم الأسر المتضررة بالإمكانيات المتاحة، خاصة بعد أن شهدت محافظة جنين وباقي محافظات الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ركوداً اقتصادياً كبيراً بعد فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات أمنية غير مسبوقة تسببت في شل الحركة التجارية بين المحافظات، إلى جانب إلغاء تصاريح عمال الداخل واستبدالهم بعمالة هندية.

إقرأ أيضاً: تنامي نفوذ السنوار يزيد حرب غزة اشتعالاً

لذلك قدمت اللجنة الرئاسية للمساعدات طروداً غذائية ومساعدات للأسر المحتاجة التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة في مخيم جنين، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي والاجتياحات المتكررة للمخيم، وجاء هذا بجهود مشتركة مع محافظة جنين وحركة فتح في المخيم، وبدعم وإسناد من قوات الأمن الوطني في المحافظة، مما يعكس مدى أهمية دور السلطة الفلسطينية في دعم ورعاية أبنائها.

كما أعطت السلطة الفلسطينية أولوية في هذه المرحلة لدعم صمود المواطنين وتعزيز بقائهم على الأرض لمواجهة المشروع الاحتلالي القائم على تدمير كل مقومات الحياة للمواطن الفلسطيني، ضمن مخطط التهجير الذي تعمل عليه الحكومة الإسرائيلية لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين ودفعهم إلى الرحيل، ولكن هذا لن يحدث.

إقرأ أيضاً: المملكة العربية السعودية وقيام الدولة الفلسطينية

ويعكس توفير المساعدات من قبل السلطة الفلسطينية مدى سعي القيادة الفلسطينية بكل السبل إلى دعم صمود المواطنين وتعزيز بقائهم في أرضهم، ودعم الأسر المحتاجة في المخيم.

ومع هذه الظروف، ربما يساهم عودة الهدوء في انسحاب القوات الإسرائيلية من مداخل المدينة في خفض التصعيد الإسرائيلي بالمخيم وخلق جو أكثر استرخاءً، مما يسمح للناس بممارسة حياتهم اليومية بسهولة أكبر وينعكس بشكل إيجابي على الأعمال التجارية المحلية، ما يعزز عودة الحياة الطبيعية مجدداً ويخفف الضغط الاقتصادي على الأهالي.