أخوني بما أنني أمارس سياستي الخاصة، وبطريقتي الخاصة والتي تختلف عن سياسة الكل، وممارسة الكل لها. فان انتمائي الحزبي ذاتي.. وزعيمي الأوحد الذي اقتاد له ( طوعا وليس كرها ) هو ذاتي وفكري.. ومنهجي وموطني وانتمائي نوبي.. ولا أتوقع حدوث لبس غير متوقع عن.. ديانتي...!

هذا هو ولياب (العلة) الذي أزعج أو انزعج الكثيرون في البحث عن انتمائه.. ولونه.. وطعمه.. وقد رسم بعض الإخوة صورًا عديدة في مخيلتهم، وربما تجاوزوا بذلك حد المألوف.
وكنت اعتقد ( ومازلت) أن الكتابة تقرأ من حروفها التي تُشكل جُملاً وعبارات تسوق أو تفيد معنىً معين، لتصيب هدفًا او تحرك كامنًا. ( كوامننا كثيرة ) وليس لنا أن نبحر في شرح أصول الكلام حتى ينبرىْ لنا حملة ( ذات الدال التي تسبق الأسماء ) فيوسعونا شرحا وإفادة، ولكن اعتقادي الأسبق عن الكلمة ( ظني أنها ) صارت من أدوات الماضي. إن لم تدعم بمعرفة الكاتب وصفًا.
هنالك اجتهاد مشروع وتلازم مطلوب لمعرفة الانتماء الفكري للكاتب، وقد يجتهد البعض لمعرفة ذلك أو يستنتج من خلال ما يكتب. وهذا ( ربما كان في الماضي ) ليس بعسير، لكن اليوم الكلمة تحرك بعض ما هو آسن فتنبعث بعض ما يزكم الأنوف. وهنالك مردفات وملازمات (غير الذي ألفناها ) أصبحت واجبة. بل لها أن تكون هي الأساس والمنطلق، فإذا كان للمتلقي ( مصنفون بين مميز وتابع ) معرفة ودراية ببعض الخصوصيات. أو يكون من معارف ذاك (المميز). لتكون الكلمة اقرب إلى أدوات النصب.. والجر.. والجزم.. وأدوات إعراب جديدة.
لذا برع بعض أصحاب الكلمة في تلوين الحروف المنطوقة ( وليست المكتوبة ) بألوان زاهية واعتقد أنهم أحفاد من قالوا (إحنا إلى دهنا الهوا دوكو )!!!
والفئة الثانية من المتلقين لهم أدواتهم الخاصة للتتبع، أو هم أصلا أدوات غيرهم في التلقي، ومنهم من وصل مرحلة متقدمة ونال شرف ممارسة التحليل لما يكتب أو يقال. ويا ليتهم يفعلون ذلك وفق أسس منهجية بل أن ركيزتهم الأساسية إرضاء الغير ومجاملة من كلفوا بمجاملتهم، ومشاكسة هذا، ومناورة من اختلف مع طرح من والاهم. أو أولـوه طوعا أو كرها.. ولا نريد أن نسهب خشية أن يجرنا إلى اعتذارات جوفاء و حمقاء.
وبما أن انتماؤنا غير مألوف، وزعيمنا غير معروف، فلنا أن ننهج منهج العابرين. لنكون في مقام الصابرين ليس مع زمرة المساكين حتى لا يستكين عزمنا وينال منا المتربصون ما لا ترضاه الأنفس. نتزود بنوبيتنا المعقودة عليها الأمل. لذا وجب علينا نحن النوبيين العمل على إرضاء ذاتنا النوبية قبل انتماءاتنا الحزبية والفكرية والقومية. فان لم ترضى عنا أمنا الرءوم (النوبة) لن تقبل شفاعتها لنا،عند الوطن الكبير(أوطاننا بشقيه) اذا كنا ضعفاء فكر وارث، ربما ترتضي بنا الوطن ممزقين لينهل من ارثنا وثروتنا في غياب ألام ( كياننا النوبي). وهذا هو أيضا ما ارتضيناه رسمًا في زمن الخرائط.

واذا علم من حولنا وتيقنوا ان ما يمكن أن يدور بيننا أو يدار.. من (خلاف عائلي)..! أمر بديهي يمكن أن يتدارك.. ويمكن أن يؤجل أيضا. فقد علم الجميع مقدرة النوبي وإخلاصه وما يكنه للوطن من ولاء وإخلاص وتقديس. لذا وجب ان يدرك الجميع أن من يملك هذه الصفات (التي تندر في يومنا هذا ) ويكنه لغيرة.. أحق وأجدر بان يكنه لذاته ونوبيته. وحُق له أن يبجل باحترام وتقدير من كانوا حوله.

ومعشوقتي التي ارتضيت لها أن يشاركني في عشقها جميع المخلصين خلافا للعشق المألوف والمتعارف علية، ويقيني انه لا يستطيع احد أن يلومني على عشقها ولا أيضا بما ارتضيت لها من مشاركة.هي لغتنا الحبية ( نوبين ) التي بعدت عن البحث في مكنوناتها فترة انجرافي لممارسة الكتابة التي غلب عليها الطابع السياسي الممقوت، السياسة التي أطلق عليها روادها ( النتنة أو الوسخة ) ولكن اطمئن الجميع أن ما أمارسه ليست تلك كما أسلفت، ولكن أخشى على نفسي من الانجراف، وكذلك الابتعاد عن معشوقتي فليعذرني الجميع إذا اقتربت عن تلك، أو بعدت من ذاك. حتى ولو تلمست وحركت مشاعر البعض بما يسيء ظنهم بي إثناء تخبطي بين هذا وتلك.

وليــــــــاب
كاتب نوبي
[email protected]