أظن أن الأمة الوحيدة التى لازالت تؤمن بحق مترفيها فى امتلاك البشر هى أمة الأعراب... حتى أن آخر أمة حرمت تجارة العبيد هى الدولة الموريتانية العربية... وطبعا القانون شىء وتطبيقه شىء آخر مختلف تماما لدى أمة الأعراب... لذلك لا زلنا نجد فى السودان العربى آثارا حاضرة لليوم لإمتلاك العبيد عن طريق الإغارة والسلب والنهب ... أما استغلال الفقراء والتجارة فيهم ومعاملتهم كالعبيد تماما فلازالت تجرى فى كل أقطار الأعراب... سواء فى ذلك من يظنون أن الخادمات الأسيويات هن ممن ينطبق عليهن وصف ملك اليمين فيأتوهن كيفما شاؤوا, أو من يبيعون ويشترون أطفال البنجالاديش ويربطونهم على الجمال للتسابق.
هذا شىء مقزز وفى طريقه للزوال ولو بالإكراه عن طريق تدخل الأمم المتحضرة. المشكلة فى تغيير سلوك الأعراب وخاصة الأثرياء منهم الذين هم أقرب للحيوانات منهم للبشر. المشكلة فى كيفية إمتناع هؤلاء الأثرياء تطوعا وتأففا عن استغلال الفقراء سواء عن طريق تشغيلهم خدامين والتصرف فيهم تصرف الملاك سواء بإكراههم على أعمال قذرة, أو تعذيبهم بالكى والضرب والحبس وافتضاض بكارة العذارى منهن كما نسمع ونرى فى الأخبار التى تصل إلى علمنا, وماخفى منها كان أعظم.
أحد أبطال أحدث هذه الحكايات للأسف الشديد مصرى يعيش هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية. يمتلك حضرة المحترم شركة سياحية وفندقا فى جبال كاليفورنيا, وقد أبى وزوجته إلا أن يفضحنا ويمارس ثوابتنا وخصوصيتنا على أرض الأمريكان فاصطحب وزوجته طفلة مصرية من أسرة فقيرة فى العاشرة من عمرها لمنزله العامر بكاليفورنيا لتخدمهم وأطفالهم الخمسة! استحضر الطفلة لتخدم سبعة أشخاص على أن تنام فى جراج المنزل وحرم عليها الخروج طبعا من المنزل (تصرف مالك فى عبيده), كل هذا مقابل أن يدفع لوالدها المصرى ما يعادل ثلاثين دولارا شهريا.
هذا يحدث فى أغلب إن لم يكن كل منازل الأثرياء فى بر مصر ولكن المصيبة مستترة إلا أن تنفضح واحدة هنا وواحدة هناك كما افتضحت مصيبة ممثلة مشهورة مؤخرا عندما عذبت خادمتيها وفضت بكارتهن ليعترفا بسرقة شىء ما من منزلها العامر وحكم عليها بالسجن ثلاثة سنوات لما اقترفت.
ثلاث سنوات سجن كانت كل عقوبة السيدة الفنانة (قال فنانة قال؟) التى عذبت خادمتيها بالكى والضرب وقامت بفض عذريتهن. هذا فى مصر حيث الإنسان لا يساوى فى نظر المجتمع والقضاء إلا حسب ثراؤه وإتصالاته (على الفقراء أن يمتنعوا عن التشبه بالإنسانية), أما هنا فى بلاد الكفر فالسيد وزوجته المحترمين تنتظرهم عقوبة تصل الى خمسين عاما فى السجن, نعم خمسين عاما كما صرح المدعى العام نظير فقط استعباد الطفلة, بدون تعذيب ولا كى بالنار ولا هتك عرض, إستخدام الطفلة لمدة عامين وحرمانها من حقها فى التعليم واللعب مع أقرانها جريمة يعاقب عليها بخمسين عاما فى السجن. أيضا للعلم, إستصحاب طفلة أقل من ثمانية عشر عاما على أنها زوجة جريمة يعاقب عليها بالسجن الذى لا يقل عن عشرين عاما... هذا تحذيرمنى للمتمسكين بالثوابت والخصوصيات فى الزواج من الأبكار الصغار.
وأرجوكم إن أبتليتم فاستتروا وابقوا فى بلادنا الحزينة فلقد أخجلتمونا...
الرابط لمزيد من المعلومات المقرفة:
http://www.sanluisobispo.com/mld/sanluisobispo/10800574.htm
عادل حزين
نيويورك
التعليقات