قارة إنسانية تتوهج مثل كوكب منير

يعرض53 فيلما جديدا من 28 دولة بمشاركة العراق والمغرب ولبنان

*العراق يشارك بفيلم "كيلومتر صفر" للمخرج العراقي هينر سليم في مسابقة المهرجان
* انفتاح علي "سينما المؤلف" و"التنوع الثقافي" في كل الفنون
* قسم جديد في كان ل " كل سينمات العالم "

صلاح هاشم من باريس: أعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان "كان" السينمائي في مؤتمر صحفي عقد يوم 19 ابريل في باريس، عن فعاليات دورة المهرجان "58" المقبلة، في الفترة من 11 إلي 22 مايو القادم، مؤكدا علي تركيز المهرجان خلالها علي محورين أساسيين، للمحافظة علي استمرارية تلك المؤسسة السينمائية العالمية، وضمان مستقبلها، ألا وهما: محور "متعة اللقاء" من جديد بين المخرج السينمائي الفنان، وبين الجمهور المتعطش إلي إبداعات السينما الجديدة، ومحور "الترحال والسفر" في قلب السينما والأفلام، وذكر في كلمته التي ألقاها بالمناسبة،أن مؤسسة "كان" السينمائية العملاقة استطاعت خلال ال57 عاما المنصرمة، أي منذ تأسيسها، أن تطور لنفسها مفهوما خاصا ب" العولمة " فريدا من نوعه، من خلال اكتشاف العوالم والقارات الجديدة المنسية، وتسليط الأضواء عليها، حتى يصبح " كان " مهرجانا (للقارات الخمس + قارة سادسة) قارة سادسة جديدة، تكتشف في كل دورة، ولا يتحتم ان تكون هذه القارة السادسة، كما نوه، قارة جغرافية أو اقتصادية أو لغوية، بل يتحتم أن تكون قارة " إنسانية " في المحل الأول، وهي تتوهج مثل كوكب منير، في كل مرة، بمواهب المخرجين والسينمائيين الجدد من أنحاء العالم. وأضاف جيل جاكوب انه يريد للمهرجان أن يكون، كما يقول الكاتب الفرنسي مارسيل ايميه، يكون معولا لدك الجدران بكافة أنواعها، السياسية منها والاقتصادية والإدارية والأنانية: جدران التعصب واللامبالاة، وهي إشارة ذكية من رئيس المهرجان بالطبع إلي جدار العار الذي تشيده حكومة الجزار شارون في فلسطين، ولا تعبأ باستنفار العالم وسخطه واستنكاره وإدانته. وفي المؤتمر الصحفي القي أمير كوستوريكا المخرج الصربي كلمة قال فيها انه يتمني أن يصبح مهرجان " كان " وبخاصة خلال دورته المقبلة 58 " قرية عالمية " للمشاركات الإنسانية والفنية، وأن ينفتح "المكان" في "كان" السينمائي FESTIVAL DE CANNESعلي التنوع الثقافي في كل الفنون..

العراق يشارك في المسابقة الرسمية

وذكر تيري فريمو المندوب العام للمهرجان أن لجنة المشاهدة واختيار الأفلام تلقت أكثر من 1540 فيلما من 97 دولة، أي بزيادة 16 في المائة عن العام الماضي، فاختارت 53 فيلما من 28 دولة، تشارك في أقسام المهرجان المختلفة مثل " نظرة خاصة " و"عروض خاصة" و"عروض منتصف الليل" وفي "مسابقة المهرجان الرسمية" التي يدخلها عشرون فيلما (من ضمنها 11 فيلما عمل أول) من 13 دولة، ويشارك العراق في المسابقة لأول مرة في تاريخ المهرجان، بفيلم " كيلومتر زيرو " للمخرج الكردي هينر سليم(من مواليد عقرة 1964) الذي عاش بين كردستان والعراق وايطاليا وفرنسا واخرج من قبل فيلما فكاهيا جميلا بعنوان " فودكا ليمون " ويقول عن السينما التي يصنع : " اعتقد ان السينما التي اصنع، نابعة من إحساسي بأن ما يربطني بالأرض هو فقط حذائي، عدم الاستقرار والمنفي، وبمحاذاتهما السينما، هي مكونات حياتي "، إضافة إلي الأفلام التي تعرض علي هامش المسابقة، ومن ضمنها فيلم جديد للامريكي وودي آلان، والجزء الثالث والأخير من مسلسل " حرب النجوم " الأسطورة للأمريكي جورج لوكاس، الذي يعرض هنا في "كان"، قبل عرضه الأول في أمريكا، وأفلام "مسابقة الأفلام القصيرة" و"مسابقة أفلام معاهد السينما"..

عودة إلي "سينما المؤلف" وحضور آسيوي لاتيني بارز

وذكر تيري فريمو ردا علي سؤال عن ابرز ملامح أفلام المسابقة، إن دورة المهرجان 58 تشهد أولا عودة مجموعة كبيرة من المخرجين المؤلفين الذين ترددوا كثيرا من قبل علي "كان" بأفلامهم وحصد بعضهم سعفة " كان " الذهبية او جوائز اخري، ومن ضمنهم الالماني فيم فندرز " باريس تكساس. سعفة ذهبية " والشقيقان لوك وجان بيير داردين من بلجيكا ومايكل هانكه من النمسا وجيم جامروش من امريكا ولارس فون تراير من الدانمرك وآموس جيتاي من إسرائيل وهو سياو سين من تايوان وآتوم اجويان ودافيد كورننبرغ من كندا، وذكر أن هؤلاء يصنعون سينما "شخصية" مغايرة عكس التيار الهوليوودي السائد، ولكل واحد منهم رؤيته وبصمته، بحيث ان دورة هذا العام ستكون دورة المخرج المؤلف وعن جدارة. وثانيا: تناقش معظم أفلام المسابقة موضوعين رئيسيين: هما موضوع " الأبوة " وموضوع "العنف" في العالم. وثالثا: تشهد " المسابقة " وقسم " نظرة خاصة " حضورا آسيويا ولاتينيا كاسحا، بمشاركة أفلام من الصين واليابان وتايوان وكوريا وسريلانكا من آسيا، والبرازيل والمكسيك والأرجنتين من أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلي مشاركة بعض الدول الأوروبية التي ظلت قابعة في الظل لفترة طويلة، وغابت عن الحضور والمشاركة، حتى حسب البعض أنها اختفت تماما من علي خريطة السينما في العالم، مثل رومانيا والمجر وأيسلندة

المغرب في "كل سينمات العالم"

وأعلن في المؤتمر الصحفي أن مؤسسة مهرجان"كان" أنشأت قسما جديدا بعنوان "كل سينمات العالم " TOUS LES CINEMAS DU MONDEوكرست له قاعة عرض جديدة في " القرية العالمية "، يعرض فيها كل يوم مجموعة من الأفلام لدولة ما، وتقرر ان تعرض الدورة الأولي لهذا القسم مجموعة كبيرة من الأفلام ل 7 دول، وتفتتح أعمالها يوم 13 مايو، بدولة عربية هي المغرب، ومن بعدها تأتي سريلانكا وجنوب أفريقيا والنمسا والفلبين والمكسيك وال بيرو، ويترك بالطبع لكل دولة من هذه الدول علي حدة أن تختار مجموعة الأفلام التي تعرض في اليوم المخصص لها بمعرفتها. وحسنا فعل المهرجان باختيار السينما المغربية لتمثيل السينما العربية في الدورة 58، حيث تشهد السينما المغربية حاليا طفرة إبداعية وإنتاجية لم يسبق لها مثيل، في أعمال كوكبة من المخرجين الرائعين من الشباب والمخضرمين من أمثال داود اولاد سيد وفوزي بن سعيدي ونبيل عيوش ومحمد عسلي وفؤاد سويبة من الشباب، وعبدالقادر لقطع وجيلالي فرحاتي من المخرجين المخضرمين، ويشارك ضمن 18 مخرجا من شباب السينما الجديدة في العالم في " أتيلييه المهرجان " المخرج الفلسطيني توفيق ابو وائل الذي عرض فيلمه " عطش " في دورة المهرجان 57 الماضية، وتقوم ادارة المهرجان بدعوة هؤلاء الي أتيلييه(ورشة) المهرجان، وتعقد لهم لفاءات دورية مع المخرجين والمنتجين ليستفيدوا من تجاربهم وخبراتهم ومعرفة أرائهم في مشروعاتهم السينمائية الجديدة، والاختلاط بجمهور المهرجان من السينمائيين المحترفين.

درس السينما: لعميد المخرجين الأفارقة عثمان سمبان

ويلقي درس التمثيل، الذي افتتح في العام الماضي2004 بالممثل السويدي العبقري ماكس فون سيدو، الممثلة الفرنسية كاترين دينوف يوم الخميس 12 مايو، أما درس السينما، فيلقيه عميد المخرجين الأفارقة السنغالي عثمان سمبان، الذي عرض فيلمه الأخير " مولاديه " في " كان " الماضي، وحصل علي جائزة " نظرة خاصة "، ويلقي عثمان درسه يوم الأحد 15 مايو، ليحكي فيه عن تجربته السينمائية الكبيرة والمهمة.كما ينظم المهرجان العديد من اللقاءات علي هامش المسابقة، وبمشاركة المخرجين المشاركين في لجان تحكيم مسابقاته مثل أمير كوستوريكا، وعباس كيارستمي (رئيس لجنة تحكيم " الكاميرا الذهبية) وغيرهم، للبحث في موضوع مستقبل السينما، والوسائل التي يمكن عن طريقها للمهرجان، التواصل مع وقائع زمننا، وعنف عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ويتطور الي الأمام. ويخصص المهرجان يوما لمناقشة السينما الأوروبية بحضور وزراء الثقافة في الدول المعنية، كما ينظم هذه المرة عرضا خاصا للأطفال (أكثر من 2000 طفل من 8 الي 12 سنة)، ويشارك لبنان لأول مرة في مهرجان " كان " بجناح في في " القرية العالمية "، كما يقيم المهرجان معرضين فوتوغرافيين: للممثل الأمريكي الراحل جيمس دين " شرق عدن "، بعنوان " جيمس دين بعد خمسين سنة " ومعرض آخر للفرنسي جان رينوار " قواعد اللعب" أحد أعظم المخرجين في العالم.
ويهبط لحضور هذه الدورة 58 مجموعة كبيرة من نجوم السينما العالمية تضم شارون ستون وودي آلان وجيسكا لانج وسام شبرد وداني جلوفر وايوان ماكجريجور ووليام هيرت وبروس ويليس وصامويل جاكسون وداني جلوفر وايد هاريس وغيرهم.ولنا لقاء مع قائمة أفلام التظاهرات الاخري في " كان " السينمائي الكبير 58 مثل تظاهرة " أسبوع النقاد " وتظاهرة " نصف شهر المخرجين " الموازية للمهرجان الرسمي وأفلامه، في عدد قادم من " إيلاف "،