حزب الله للظواهري: quot;لكم دينكم ولي دينquot;
عباس في جدة والفيصل في باريس وشرم
سلطان القحطاني من الرياض: قالت مصادر سعودية في حديث لها مع quot;إيلافquot; إن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيكون في زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، إثر مغادرته روما التي شارك في مؤتمرها الضخم بغية التوصل إلى حل الأزمة اللبنانية، يجري خلالها مباحثات خاطفة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة خارجيته، في زيارة يرافقه خلالها ابن عمه وزوج شقيقته الأمير بندر بن سلطان الذي يتولى الأمانة العامة لمجلس الأمن الوطني في المملكة السعودية. وكما ذكرت المصادر ذاتها فإن الفيصل على موعد مع شرم الشيخ على الساحل المصري شرقاً بعد باريس لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك تتناول الأزمة اللبنانية بعدما قدمت السعودية مشروعها السياسي، وهو ينص على وقف فوري لإطلاق النار يتبعه تبادلٌ للأسرى بين الطرفين ومن ثم تصل إلى مرحلة تفكيك سلاح حزب الله ونشر قوات لبنانية حكومية على الحدود الجنوبية من البلاد.
ولعل هاتين الرحلتين المقبلتين للوزير السعودي الذي يهندس السياسة الخارجية لبلاده منذ ما يقارب نصف قرن نحو باريس وشرم الشيخ تشيان بمدى الحماس الذي لقيته الأفكار السعودية هناك حيث الرئيس الفرنسي الذي باعت بلاده الرياض تجهيزات عسكرية بقيمة مليارية، وفي القاهرة حيث الرئيس المصري العائد من قمة سريعة مع ملك السعودية في مدينة الباحة جنوب غربي السعودية.
وتقول المصادر ذاتها عن الرحلتين: quot;حتى اللحظة لم يأتِ ما يشير إلى تغيير الوجهة من قبل الأمير سعود الفيصل والأمير بندر موفدا الملك، لكن ذلك رهن بالتطورات السياسية في المنطقة وما يترتب عليها من إكمال الرحلتين أو إيقافهما... إنهما أمران واردانquot;.
وعن الحماس الفرنسي للأفكار السعودية قال دبلوماسي أوروبي خلال حديث له مع إيلاف - رافضاً ذكر أسمه كونه لا يستطيع التصريح دون إذن رسمي من حكومته - quot;لقد وجد السعوديون المسؤولين الفرنسيين متحمسين بشكل كبير لأفكار حل الأزمة اللبنانية التي طُرحتquot;.
وسبق وأن أعلنت مصادر وثيقة الإطلاع خلال حديث لها مع quot;إيلافquot; أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور مدينة جدة السعودية على ساحل البحر الأحمر في وقت لاحق من نهار اليوم السبت، وذلك لإجراء مباحثات سياسية مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يتعلق بالأزمة quot;السياميةquot; فلسطينياً ولبنانياً في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير إثر اختطاف فصائل مسلحة في كلا الدولتين جنوداً إسرائيليين.
ورجحت مصادر متطابقة أن زيارة عباس إلى جدة حيث مصيف الحكومة السعودية المعتاد منذ ربع قرن، سيكون من ضمن ملفاتها إطلاع الرياض على الخطوات المقبلة التي يعتزم الزعيم الفلسطيني اتخاذها، وهو يحكم quot;دولة على شفير فوضى وبرلماناً مصاباً بالرشحquot; كما يرى محللون، وذلك في ظل ترجيح المصادر ذاتها أن يطلق الفلسطينيون سراح الأسير الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة دون أن تفصح المصادر عن الضمانات الإسرائيلية المترتبة على ذلك.
إلا أن الوضع الأكثر تعقيداً يتبدّى لك كلما اتجهت شرق الرقعة الجغرافية لفلسطين الصغرى حيث الجنوب اللبناني معقل تنظيم حزب الله الشيعي، ذلك أن قيادة الحزب لا يبدو وأنها تضع في حساباتها الإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين اللذين أشعلا حرب تل أبيب منذ نحو أسبوعين على الجمهورية اللبنانية التي تركت قواتها الحدود الجنوبية مرتعاً للمليشيا المسلحة لحزب الله صاحب الشعبية الجارفة في البلاد.
ولعل الذي استشفه محللون من الإجابة التي أعلنها مسؤولٌ حزبي رفيع في حزب الله في معرض رده على النداء الجهادي الذي أطلقه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري هو على الطريقة القرآنية quot;لكم دينكم ولي دينquot;، كون أن المقاومة تجنبت بأي شكل تأييد الدعوة القاعدية لنقل الجهاد من أرض الرافدين إلى بلاد الشام ولبنان على وجه التحديد.
وكان توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بالشكر و التقدير الى المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني وquot;لقضيتنا العادلة على كافة المستويات السياسية والمالية وفي كافة المحافل الدوليةquot;، وفق ما جاء خلال اتصال هاتفي بينه وبين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقال الرئيس عباس: quot;لقد كان دوماً للمواقف السعودية البناءة الأثر الكبير في مساعدة شعبنا، وفي تقرير مواقفنا في كافة المحافل الدوليةquot;. وأضاف:quot; لقد واصلت المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على الدوام تقديم كافة المساعدات المادية والدعم السياسي في كافة المراحل، وفي أصعب وأدق الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية والتي كان آخرها تخصيص المملكة العربية السعودية مبلغ ربع مليار دولار لإعادة أعمار الاقتصاد الفلسطيني، وكان قد سبق ذلك وفاء المملكة التزاماتها المالية وفق قرارات القمم العربية المتعاقبة والتي ساهمت بمساعدة شعبنا في هذه الظروف الصعبة خلال السنوات الخمس الأخيرةquot;.
التعليقات