النائب اللبناني السابق صلاح حنين لـquot;إيلافquot;
إنتصار لبنان بديموقراطيته وليس بالحرب

ريما زهار من بيروت: يقول النائب السابق الدكتور صلاح حنين انه لم يبق الكثير بعد اكثر من عام على انتفاضة الاستقلال، ويؤكد في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; ان المتظاهرين الذين قصدوا ساحة الحرية شكلوا للمرة الاولى بتاريخ البلد ظاهرة فريدة، وهي ظاهرة على مستوى عالمي، وكلنا كسياسيين لم نستطع استثمارها جيدًا، وكان لهذه التظاهرة سبب وهو مقتل الرئيس رفيق الحريري، وكان لها هدف منظور وقريب وهو خروج الجيش السوري من لبنان، انما الهدف الآخر الذي كان ينتظر هو بناء الدولة الديموقراطية، كنا نأمل ان نحيا حياتنا الديموقراطية بعد خروج الجيش السوري من لبنان، وكان يجب ان نتفاهم مع حزب الله كيف نرى كيف سنبني دولة معه، وينضم الى الدولة ومؤسساتها، وهذا لم نستطع ترجمته فور انسحاب الجيش السوري من لبنان.
وتزامن هذا الانسحاب مع الانتخابات النيابية ولسوء الحظ عادت نزعة السياسيين الغرائزية وبدل ان نفكر في بناء البلد ركض السياسيون غرائزيًا على امور الانتخابات.
فمثلًا ما شاهدناه من تحالف رباعي خلال الانتخابات، دخل فيه السياسيون ثم خرجوا منه، ما جعل اننا كسرنا الجسور بدل بنائها ولم نستطع بعد الانتخابات ان نحقق اهدافًا سياسية، فاصبح هذا الصف اي 14 آذار مشرذمًا، فالساحة بالاصل كانت لشعبها وليس لرؤساء المنبر، وبدل ان يتحالف قوى 14 آذار/مارس للتحرير ومن ثم بناء الدولة انقسم على بعضه من اجل مصلحة انتخابية مع الفريق الآخر.
14 آذار/مارس نهائيتها بناء الدولة الديموقراطية ولم نصل لها بعد.
والحرب الاخيرة التي توصلنا اليها سببها اننا لم نستطع جر الآخرين الى جهتنا.
مفهوم لبنان
ولدى سؤاله بعد حرب تموز/ يوليو 2006 ماذا تغير بمفهوم لبنان داخل الشرق الاوسط وهل بالفعل انتصرنا؟ يجيب حنين:quot;لبنان كي ينتصر يجب ان يكون لبنان الرقي والديموقراطية والمعرفة والاقتصاد، بالنسبة لي لبنان المنتصر ليس لبنان التعبئة والمواجهة العسكرية، ولبنان لا يمكن حينها ان يكون منتصرًا، ولا يستطيع فريق سياسي ان يحمّل البلد دمارًا كبيرًا ونقول اننا انتصرنا.
لبنان لا ينتصر الا بقيام دولته، واهم ما يمكن استخلاصه من مفهوم لبنان، ان ما كنا عليه لا يجوز، لان الخبرة اظهرت ان ما كنا عليه كان خطأ، اليوم اهم ما يجب ان نتعلمه ان لبنان في الشرق الاوسط يجب ان يبني مؤسساته وان يكون ديموقراطيًا ونخرج جميعنا من قوقعاتنا ونبدأ الدولة الديموقراطية لنكون منارة الشرق كله.
المرحلة الجديدة هي للدولة الواحدة والقرار السياسي يجب ان يكون ديموقراطيًا ويجب ان نكون كلنا شركاء في القرار.
عودة مفهوم الدولة
ولدى سؤاله ما الذي ينقص لبنان اليوم لعودة مفهوم الدولة اليه يجيب حنين:quot;هناك معطيات كثيرة موروثة وكثيرة لسوء الحظ، يجب ان نخرج جميعنا من قوقعاتنا، وكي نبني لبنان حديثًا وآليات جديدة يجب ان نخرج من مخاوفنا ومن الزواريب الصغيرة، وكل هذه الامور الموروثة يجب ان نخرج منها ويجب ان نرضى ان نتخلى عن كل ما نتمتع به افراديًا، لنكون بين الجماعة، فمثلًا قانون الانتخاب الذي لا يزال على مثال العام 2000 بنظام اكثري ولا يمكن القيام به الا بتحالفات كبيرة، سينعدم فيه دور المواطن الذي يريد ان يطل على الساحة من زاوية معينة، ما يهمنا اليوم ان يتم السماح لاناس حديثين لديهم آداء وفكر جديد للبروز.
ويجب ان نطرح تعديلات اساسية على الطائف ليس من جهة توزيع الصلاحيات من جديد انما اقله لجهة تحسين الآداء السياسي وتطوير الطائف كي نستطيع تطبيقه انطلاقًا من آلية منسجمة مع نفسها اكثر.
فمثلًا هناك اللامركزية الادارية والغاء الطائفية، واذا توصلنا الى ذلك نكون بدأنا بوضع أنفسنا بمرحلة جديدة.
ويجب التفكير بالوطن ككل، و يجب ان نراه من زاوية ديموقراطية ولا بد ان نتخلى عن هذه المكاسب الشخصية المزيفة وغير الموضوعية التي نملكها من عشرات السنوات لصالح البلد.
متفائل
وردًا على سؤال عن مدى تفاؤله بمستقبل لبنان يجيب حنين:quot;انا متفائل جدًا، وانظر الى الامور بايجابية، فكل مجتمعات العالم لا تبنيها قوى الهية، فهناك بعضها متطور جدًا ولديه مقومات العيش الكريم، نحن شعب كغيرنا نستطيع بناء وطننا ولا احد سيبنيه لنا، المجتمع الدولي لديه اهداف في العالم وله علاقة بكادر معين ولن يدخل في كل منزل وكل شارع، واليوم جرّتنا الاخطاء الى القرارات الدولية والتي لها علاقة بلبنان، وهذا التمسك بالتمديد للرئيس اللبناني اميل لحود جرّ الى القرار الدولي، والتمسك السوري بلبنان جرّ الى قرار دولي آخر وتمسك حزب الله بسلاحه كذلك، فهذه القرارات الدولية تنظم بعض الامور، لكنها لا تبني بلدًا فنحن من نبنيها، ولذلك يجب ان نعمل بشكل جدي ودؤوب ويجب ان نؤمن بالبلد، ولا يجب ان نهاجر، يجب ان نعيش في لبنان ونتحمل مشاكله وحلوه ومره، البلد لا يقوم الا على اكتاف اللبنانيين، ويجب ان نجتمع جميعنا لنرى الطريقة التي تحسن البلد، والاطلاع على الدستور الذي ينظم حياتنا من خلال بعض القوانين التي تجدد الدم السياسي.
يجب ان نتقدم وكلنا نستطيع تقديم الكثير للبلد، يجب ان نعطي من جهدنا اليومي له ويومها نكون انتصرنا بالفعل.
واليوم حق تقرير المصير لشرعة حقوق الانسان يصدر من داخل البلد، ويجب جميعنا ان نقرر مصيرنا، ونستطيع بالفعل ان نبني دولتنا بالشغل الجدي وليس من خلال الخوف.
يجب ان نخرج من خوفنا وسنبنيه كمجموعة سيبقى ويستمر ويكون وقتها قد انتصرنا فعليًا، لان الانتصار ليس بالحرب والتشرد بل بالديموقراطية والفكر.