أغلب الإنتحاريين في تنظيم القاعدة غير عراقيين
الأدميرال سميث: العراق قد يشهد عنفا جديدا

سيف الخياط من بغداد:
قال الأدميرال غريغوري سميث نائب الناطق الرسمي باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق ورئيس قسم الإتصالات في لقاء خاص مع إيلاف ان هناك مظاهر جديدة للعنف تستعد للظهور في العراق هدفها السيطرة على المواقع وحيازة المزيد من القوة داخل مؤسسات الدولة والإقتصاد. وإعتبر أن العدو الأول للقوات الأميركية والعراقية هو تنظيم القاعدة وأن سواه هم ليسوا سوى أفراد خارجين عن القانون وعن عهد الشرف الذي أقره مقتدى الصدر. وتوقع سميث أن تشكل القبائل الشيعية مجموعات صحوة شبيهة بتلك التي أقامتها القبائل السنية وسط وغرب العراق. وحذر سميث دول جوار العراق من مشاكل أمنية قد يسببها تسلل عناصر هاربة من تنظيم القاعدة الى دولهم من العراق. ويقول سميث quot;ان الحملة الأمنية الأخيرة كانت مشتركة بين القوات المتعددة الجنسية والقوات العراقية واللافت للنظر ان القوات العراقية قد قامت لوحدها بعدة عمليات عسكرية في بغداد وخارجهاquot;.

وهل الهدف هو القضاء على تنظيم القاعدة بالدرجة الاساس؟
نعم الهدف الاساس هو القاعدة لانهم الاكثر خطرا والاكثر قتلا للمدنيين.

وماذا بخصوص بقية الجماعات؟
لا توجد جماعات غير تنظيم القاعدة ولكن يوجد افراد خارجون عن القانون الذين لم يؤدوا عهد الشرف الذي قام به السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في ما يخص جيش المهدي، وهؤلاء الافراد الخارجون عن القانون مستهدفون من قبل قوات التحالف واجهزة الامن العراقية المختلفة الجيش والشرطة.

هل تستطيعون ان تضعوا نسبة محددة لعملياتكم تؤكد الدرجة التي استهدف بها تنظيم القاعدة؟
لا استطيع ان احدد نسبة معينة لكن مجمل العمليات هو استهداف تنظيم القاعدة بشكل كبير.

هل لا زال لدى تنظيم القاعدة اوكار ومعسكرات ام تحول الى خلايا مبعثرة ونائمة؟
- ان تنظيم القاعدة خسر مواقعه وقواعده وقد هرب عناصره وفروا الى خارج مدينة بغداد والى شمال بغداد تحديدا والقرى والطرق الخارجية والبعض يختبئ بين الاهالي ويحتمون بهم لكن جميعهم متفرقون.

هل حققت عملية المطرقة الحديدية نتائج مرضية؟
ان عملية المطرقة الحديدية ليس لها حدود زمنية ولكنها ناجحة وقد تم اعتقال 200 عنصر والكشف عن عدد من مخازن الاسلحة وتحديدا في مناطق شمال بغداد، والمعتقلون هؤلاء من تنظيم القاعدة ولكننا سنقوم بالتحقيق معهم ايضا، وخلال العملية هذه قد اعتقلنا اكثر وقد اطلق سراح بعضهم بعد اكتشاف عدم تورطهم.

في السابق كانت التصورات تؤكد ان العراقيين غير منتمين إلى تنظيم القاعدة وان هذا التنظيم متكون من عناصر قادمة من خارج الحدود لكن الان نجد ان العراقيين لديهم حضور فاعل داخل هذا التنظيم ما هو السبب برايك؟
ان معظم المقاتلين في تنظيم القاعدة هم من العراقيين، ويشكلون الارهاب ذاته على الشعب العراقي كما يشكله المقاتل الاجنبي، لكن الانتحاريين في هذا التنظيم يشكلون نسبة 90% من المقاتلين الاجانب، وان القياديين في تنظيم القاعدة ايضا ليسوا عراقيين ومن جنسيات مختلفة لكن العناصر العادية فيهم عراقيون.

أي جنسية تحتل المرتبة الاولى من الانتحاريين في تنظيم القاعدة في العراق؟
ان النسبة الاكبر هم من المملكة العربية السعودية ويأتي بعدهم من جنسيات شمال افريقيا من جمهورية مصر وليبيا وسوريا ولبنان وكذلك من وسط اوروبا والغالبيةتأتي عبر الحدود السورية العراقية.

في السابق لم يشهد العراق وجودا لتنظيم القاعدة فلماذا بدأ العراقيون بالانتماء الى هذا التنظيم بعد عملية حرية العراق؟
نعتقد ان القاعدة الاساسية للتنظيم والتي توجد في افغانستان وشمالها وجدوا فرصة سانحة بعد حرب العراق للانتقال له ويؤسسون امارتهم او الخلافة الاسلامية الثانية.

اربعة اعوام وانتم تحاربون القاعدة وهم يتسللون الى العراق والان تؤكدون ان انتصارا قد وقع عليهم فهل سيبقى العراق ساحة لهم؟
ان العمليات العسكرية ضدهم كانت مؤثرة وانهم فقدوا سيطرتهم ومن المتوقع ان العراق بعد ان كان ارضا لهم ويتسللون اليه الان سوف يقومون بالهرب منه الى الدول المجاورة، ولهذا نحن نلاحقهم ونعتقلهم ونقتلهم في العراق، وكما نصح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دول الجوار بان تنظيم القاعدة يشكل خطرا على امن دول الجوار ويحصل فيها كما حصل في العراق، وطالبهم بالتعاون للقضاء عليه.

لم نشهد معارك حقيقية بين رجال الصحوة في الانبار وغيرها وتنظيم القاعدة وانتم تؤكدون ان لهم دورا في طرد القاعدة ما هو هذا الدور استخباري ام فعلا ميداني؟
ان العناصر المنخرطة في الصحوة دورها شبيه بعمل الشرطة واقرب الى الحراسة والامن في مناطقهم ولا يقومون بدور اساسي او عسكري مع قوات التحالف والجيش العراقي.

بعد مرور عدة اشهر على زيادة القوات الاميركية والخطط الامنية المشتركة كيف هي مؤشرات التحسن الامني؟
نعتقد ان الاعمال الجنائية الاجرامية مثل الاغتصاب والسرقة وتهريب الاموال والاختلاس هي عبارة عن عصابات داخل مؤسسات الدولة وهذه الاعمال مرتفعة وهي اشبه بالمافيات وقد شاهدنا جماعات شيعية تسيطر على مناطق وتريد ان تستحوذ على المناطق الاخرى وهذه المناطق الاخرى شيعية ايضا، ويوجد صراع على النفوذ والهيمنة داخل هذه المناطق ويوجد صراع على السيطرة على المؤسسات وهي السيطرة على المواقع كما تفعل المافيات ولهذا يوجد اغتيال وقتل واختطاف سببها السيطرة الاقتصادية فهو صراع ليس عقائديا وانما صراع على النفوذ.

هل نحن اذا حيال نوع جديد من اعمال العنف بعيدا عن افكار القاعدة والصراع العقائدي؟
على المدى البعيد سيكون هذا هو النوع من اعمال العنف اذا لم يسيطر عليه وان الحكومة العراقية تتفهم وتدرك هذا العنف الجديد.

بما انكم مدركون لهذا النوع من العنف الجديد هل فكرتم باجراءات استباقية قبل ان يتفاقم وينمو داخل الدولة؟
اعتقد ان الشيعة في العراق سيقومون بما قام به السنة في العراق وتكوين الصحوات التي قضت على القاعدة وسوف يشكلون جماعات لحفظ امنهم، ولكن عليهم ان يضعوا الثقة بالشرطة العراقية والجيش والحكومة ليستبقوا هذه الحالة.

لكن البعض يجد ان كفاية الجيش والشرطة العراقية بسيطة ولا تمنح شعورا بالثقة؟
في بعض مناطق العراق فان القوة الامنية العراقية تتمتع باداء جيد يمنحها الثقة لكن في غالبية المناطق لا، ولذلك تقوم الصحوات بدور جيد لان تدريب الشرطة والجيش غير كاف.