توابع مشاركة نجاد تطغى عل بيان القمة الخليجية الختامي
توجيه بوضع آلية لحضور الرؤساء الأجانب للقمم المقبلة
إيلاف في قمة مجلس التعاون الخليجي
تاج الدين عبد الحق من الدوحة: لم يستطع الإعلان عن قيام السوق الخليجية المشتركة، إبتداءً من الأول من كانون الثاني/يناير المقبل، أن يحتوي توابع الزلزال الذي احدثته مشاركة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها بعد ظهر اليوم بتوقيت الدوحة. فقد سيطرت على أجواء المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ما طرحه الرئيس الإيراني على القمة، فضلاً عن الظروف التي أحاطت بدعوته إلى المشاركة، وأثر هذه الدعوة على دول التعاون فضلاً عما اذا سيكون لطروحات نجاد مفاعيل على الارض .
وفي زحمة الاهتمام بالمشاركة الايرانية بدأ الانتباه الى البيان الختامي محدودًا، خاصة وانه وزع على الصحافيين ولم تتم تلاوته في الجلسة الختامية او في المؤتمر الصحافي، وكان ابرز الموضوعات التي سلط عليها الضوء خارج الموضوع الايراني العلاقات السعودية القطرية وموضوع العملة الموحدة واحتمال ان تقوم الدول الاعضاء بمجلس التعاون بفك ارتباطها بالدولار .
وفي التفاصيل، فقد جاء الاعلان عن قيام السوق الخليجية المشتركة متوافقًا مع التوقعات وتم الاعلان عن السوق في بيان منفصل سمي اعلان الدوحة تعبيرًا عن اهمية الموضوع من جهة وباعتباره الانجاز الاكبر والابرز في القمة على صعيد التعاون بين دول المجلس.
وحسب الاعلان، فإن السوق ستبدأ اعتبارًا من الاول من كانون الثاني/يناير المقبل، وسيكون الاطار العام هو معاملة ابناء دول مجلس التعاون معاملة المواطنين في الدول الاعضاء في كافة المجالات دون تحديد سقف لمن يستفيد من السوق من مواطني دول المجلس سواء كانوا طبيعيين او اعتباريين .
لكن الاعلان ذكر بعض ابرز المجالات والتي شملت مزاولة الانشطة الاقتصادية والاستثمارية والخدمية وممارسة المهن واحرف والعمل في القطاعات الحكومية والاهلية وتداول وشراء الاسهم وتملك العقار وتنقل رؤؤس الاموال والمعاملة الضريبية والاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية والتنقل والاقامة .
ومع أن الإعلان عن السوق يعني حسب مضمون السوق تحويل اسواق دول المجلس الى سوق واحدة تتحرك بها الاموال والاشخاص بكامل الحرية فأن التطبيق العملي كما قال الامين العام المساعد للشؤون الاقتصادية محمد عبيد المزروعي لـ (إيلاف ) يعتمد على الدول اعضاء التي يتعين عليها ان تكيف قوانينها المحلية بما يتلاءم مع قيام السوق، مشيرًا الى انه حسب الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، فإن الاتفاقيات الخليجية تصبح بعد اقرارها من دول المجلس ملزمة ولها الولاية على القوانين المحلية .
دعوة ايران
وفي تأكيد لكل ما نشرته ايلاف بخصوص الدعوة التي وجهتها قطر للرئيس نجاد للمشاركة بالقمة، قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري في مؤتمره الصحافي، إن إيران هي التي طلبت حضور القمة، وقال إن الايرانيين اعربوا لقطر عن رغبتهم في المشاركة بالقمة، وان الدوحة رحبت بهذه الرغبة وبادرت بإرسال الدعوة لها دون ان يحدد ما اذا كانت قطر قد استشارت شركائها بدول التعاون بشأن الاستجابة للرغبة الايرانية. إلا أن دفاعه عن المشاركة الايرانية بالقول إنها ليست السابقة الاولى التي توجه فيها دعوات لرؤساء اجانب للمشاركة بالقمة دللت على ان الدعوة ربما كانت قد جوبهت باعتراضات من الدول الاعضاء داخل اروقة المؤتمر، ولعل اشارة امين عام مجلس التعاون عبد الرحمن بن حمد العطية الذي شارك في المؤتمر الصحافي من ان قادة دول المجلس وجهوا الامانة العامة لوضع آلية يتم على اساسها دعوة الزعماء الاجانب هي دليل ثان على أن مشاركة نجاد اثارت الكثير من التحفظات على الرغم من الترحيب الخجول تجاه المشاركة والذي ابدته دول المجلس في بيان رئاسي منفصل عن البيان الختامي.
ودافع الشيخ حمد بن جاسم عن افكار الرئيس نجاد التي طرحها في القمة، مكررًا ما ورد في البيان الرئاسي من ان دول التعاون ستقوم بدراستها، وقال ان المشاركة تدخل من باب حسن النوايا الايرانية .
خليج فارسي
وفاجأ المسؤول القطري الصحافيين عندما قال ان الخليج الفارسي هو المسمى التاريخي للخليج العربي، وإن مصطلح الخليج العربي هو مصطلح حديث وهو ما يتفق مع الادبيات الايرانية في هذا الشأن.
وقالت مصادر خليجية إن هذه الاشارة اضافة للظروف التي وجهت فيها الدعوة لإيران إلى المشاركة في القمة، تشير الى ان قطر ربما تقوم بخطوات فردية تجاه ايران، وأن دعوة نجاد لمخاطبة القمة كان من باب ابراء الذمة امام دول المجلس . وأشارت الى ان قطر ربما تعيد احياء مشروع انابيب المياه من ايران وهو مشروع طرح منذ زمن . كما ان الشيخ حمد اشار الى ان شبكة الخطوط الحديدية التي تدرس دول الخليج يمكن ان تصل ايران وهو من بين البنود التي اقترحها نجاد في خطابه .
ونفى الشيخ حمد علمه بوجود انفراج في الموضوع النووي الايراني رافضا ان يربط دعوة نجاد للمشاركة بالقمة بهذا الانفراج المزعوم .
وقال رئيس الوزراء القطري ان العلاقات مع ايران ليست متعارضة مع العلاقات التي ترتبط بها دول الخليج مع الولايات المتحدة، وقال ان علاقاتنا بإيران ليست على حساب العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن.
العلاقات السعودية القطرية
واعتبر الشيخ حمد ان العلاقات بين بلاده والسعودية تجاوزت سوء الفهم الذي شابها ووصف حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للقمة بأنه حضور مهم، لكنه كرر اكثر من مرة لقب ( جلالة الملك عبد الله بدلا من اللقب الرسمي خادم الحرمين الشريفين ) وقال ان العلاقات بين قطر والسعودية علاقات تاريخية ويرفض ان يوصف التطور الاخير بانه تطور موسمي لضمان مشاركة العاهل السعودي بالقمة . وقال ان السعودية هي العمود الفقري لدول التعاون ومن المهم ان تكون علاقات قطر بها كما كانت دائمًا علاقات وثيقة وعلاقات محبة.
العملة الموحدة
ومن بين الموضوعات التي تناولها المؤتمر الصحافي موضوع العملة الموحدة ففيما اكد عبد الرحمن حمد العطية ان قادة دول المجلس جددوا التزامهم بالوصول للوحدة النقدية بحلول العام 2010 ، قال الوزير القطري انه لم يتم الاتفاق على فك ارتباط العملات الخليجية بالدولار رافضا الافصاح عما تم بحثه بشأن وضع الدولار الضعيف بسبب حساسية الاسواق لمثل هذه الامور وقال ان هناك عناصر لاعادة تقييم ارتباط العملات الخليجية بالدولار وان هذه العناصر ترتبط بكل دولة من الدول الاعضاء كل على حدة . وقال لايوجد هرولة من دول الخليج لفك ارتباطها بالدولار لكنه خيار لجأت له الكويت .
لا وساطة قطرية
ونفى الشيخ حمد بن جاسم وجود وساطة قطرية بين ايران والامارات مشيرا الى ان رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان والرئيس الايراني اجتمعا على هامش القمة وبالتالي فهما لايحتاجان الى وسيط كما قال .
البيان الختامي
وبدا البيان الختامي الصادر عن القمة باهتا بوجود اعلان منفصل عن السو ق المشتركة وبيان رئاسي منفصل آخر عن زيارة نجاد وجاء البيان فيجانبه السياسي تكرارًا لما ورد في القمم السابقة ، مع الاشارة الى التطورات التي جرت خلال العم المنصرم. وقد تضمن البيان اشادة بقوات الامن السعودية لإحباطها المخططات الارهابية في الفترة الاخيرة وجدد المؤتمر دعمه للاجراءات التي اتخذتها المملة في هذا الشأن .
وبشأن الجزر الاماراتية اعاد المجلس تأكيد نفس مواقفه السابقة التي تدعو ايران إلى الاستجابة للمسعى الاماراتي السلمي لحل هذه القضية على اساس احكام القانون الدولي.
وبشان الملف النووي الايراني اشار البيان الختامي الى احترام دول المجلس للشرعي ة الدولية ودعوته ايران للتوصل الى حل سلمي لهذه الازمة كما جدد مطالبته لاسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية .
وبخصوص العراق اعرب المجلس عن ارتياحه للتحسن في الوضع الامني هناك، كما اكد على ضرورة احترام وحدة وسيادة العراق والحفاظ على هويته العربية والاسلامية، ودعا أيضًا الى حل المليشات المسلحة وانهاء كافة المظاهر المسلحة غير القانونية، معربًا عن استعداد دول المجلس للمساعدة في هذا الجانب .
وفي ما يتعلق بالشرق الاوسط وصف مؤتمر انابوليس بخطوة ايجابية، داعيًا الى شمول المفاوضات كافة المسارات، والى حل دائم وعادل على اساس مرجعيات القرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.
وتضمن البيان عرضًا مفصلاً لما تم الاتفاقيه او الاطلاع على ما بذل من جهود بشأنه ومنها موضوعات تتصل بالربط الكهربائي والبئية وشبكة الخطوط الحديدية وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية .
التعليقات