لم تستمع لتحذير عرّافتها بخطورة العودة
بينظير بوتو لبّت سريعا نداء الموت في باكستان
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قبيل مغادرتها لباكستان في شهر اكتوبر الماضي عرجت رئيسة وزراء باكستان السابقة نحو احدى العرافات في لندن لتستطلع لها نجمها في امر عودتها لباكستان فكان رد العرافة متشائما اذ اخبرتها انها تتجه لطريق مكلل بالخطر، فزاد الامر بينظير تحديا لتطلب من ذويها البقاء في بريطانيا بمن فيهم زوجها وابنة اخيها فاطمة مرتضى بوتو التي تشبهها العائلة بها. وكان الخطر يؤطر عودتها منذ لمست اقدامها ارض مطار بلادها حيث نجت من انفجارين استهدفا موكبها في مدينة كراتشي أكبر مدن باكستان مخلفين عشرات القتلى والجرحىممن كانوا يشاركون في الاحتفالات بعودة بينظير بعد ثمانية أعوام قضتها في المنفى بين دبي ولندن ممهدة بتحد واضح لجلب الليبرالية التي توجت زعيمة لها في باكستان؛ بمقالات في صحف بريطانية واميركية حول الحلول الانجع لوضع باكستان على الطريق الصحيح مصممة على تطهير البلاد اذا ما تم انتخابها رئيسة لوزراء باكستان من تنظيم القاعدة وقوى الاسلام المتطرف. فخشي على مكانته كل من قوى الاسلام المتطرف المتمثل بتنظيم القاعدة وذيوله في باكستان الذي وجد متعاطفين معه حتى بين العسكر المتخوفين من عودة بوتو الديمقراطية.
ورثت بوتو المولودة عام 1953 التحدي من والدها ذو الفقار علي بوتو الذي اعدمه ضياء الحق عام 1979 وسجن ابنته بينظير لتقضي غالبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي، وقد وصفت تلك الفترة بالشديدة القسوة. ثم أسست بوتو ـ خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج ـ مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن، التي كانت درست فيها في جامعة
وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة شبيهة بحشود اكتوبر عام 2007. وأصبحت رئيسة للوزراء بعد ان اخذت المقادير ضياء الحق بتفجير طائرته عام 1988.
واصبحت رئيسة لوزراء باكستان ما بين عامي 1988 و1990، و ما بين عامي 1993و1996. لكن لاحقتها وزوجها تهم الفساد حيث أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بتهم الفساد ذاتها .
بتاريخ 27/ 12/ 2007 خرجت بينظير بوتو التي عبرت كاريزماها حدود بلادها مبتسمة للحشود التي كانت تؤكد تقلدها منصب رئاسة وزراء باكستان في احتفال حزبي مهيب وضخم في حفل ختام تجمعها الانتخابي في روالبندي مقعل حزب الرئيس مشرفقبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية غير ان تفجيرا هز الموكب واطلاقة استهدفت رأسها مؤكدة موتها لاحقة بابيها المقتول اعداما عام 1979 وشقيقها مرتضى بوتو المقتول اغتيالا بعد ان فاز وهو في المنفى في انتخابات عام 1993، وعاد بعدها بوقت قصير ليقتل بالرصاص في ظروف غامضة عام 1996. وبشقيقها الآخر شاهنواز الذي عثر عليه ميتا في شقته في الريفيرا الفرنسية عام 1985
واغتيلت بوتو الخميس في هجوم انتحاري اسفر عن مقتل 16 شخصا على الاقل في ختام تجمع انتخابي في ضاحية اسلام اباد، وذلك قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية
ولتفتح الباب مشرعا امام ابنة اخيها فاطمة بوتو المتوقدة الذكاء وريثتها في ورطة السياسة والتحدي والتي تركتها في لندن خشية على حياتها اذ كانت تستشعر الخطر مسبقا فقد اتهمت الرئيس برويز مشرف بانه تلقت تهديدات من مقربين منه وانها اذا قتلت فان مسؤولية قتلها تقع على عاتقه.
اذن ماتت بنينظير بوتو الابنة الأكبر لذو الفقار من زوجته الثانية نصرت إصفهاني (الإيرانية من أصل كردي). فاتحة النار على بلادها التي التهمت عائلتها واحدا واحدا في قدر شبيه بعائلة كندي في الولايات المتحدة الاميركية.
وليقفز موقتا نواز شريف رئيس الوزراء السابق واحد المستفيدين من موتها رغم اتفاقه معها حيث مهدت له ليصبح المعارض الابرز للحكم في باكستان ولو الى حين حيث ينتظر من حزب الشعب ترشيح خليفة لبوتو من العائلة ذاتها قريبا.
كانت بينظير بوتو كما اسمها لانظير لها في باكستان ابان حياتها و في موتها.
التعليقات