نواز شريف يصل إلى أبوظبي سرًا:
بوتو تطالب بإلغاء الأحكام ضدها لإتمام المصالحة مع مشرف

تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي: وصل نواز شريف رئيس وزراء باكستان السابق، إلى ابوظبي في زيارة غير معلنة، فيما قالت مصادر دبلوماسية لـ quot;إيلافquot; إن بناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة ورئيسة حزب الشعب الباكستاني المقيمة مع أولادها في الإمارات حاليًا، طالبت بإلغاء الأحكام الصادرة بحقها وبحق أسرتها كجزء من الضمانات التي تطلبها من أجل إجراء مصالحة سياسية مع الرئيس برويز مشرف والتمهيد لعودتها إلى إسلام أباد.

وقد استبعدت المصادر عقد لقاء بين نواز شريف وبوتو في أبوظبي، لكنها قالت إن دولة الإمارات تبذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة باكستان على تجاوز المرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها حاليًا وقالت المصادر، إن طلب بناظير بوتو إلغاء الأحكام يحمل دلالتين متناقضتين فهو من جانب يعكس أجواء عدم الثقة التي سادت لقائها في نهاية الشهر الماضي مع مشرف في أبوظبي، والتي شكلت دولة الإمارات دورًا محوريًا في ترتيبه، دون أن تشارك بشكل مباشر في المداولات التي جرت فيه، كما يعكس من جانب آخر دخول المصالحة بين الجانبين مرحلة بحث تفصيلية، وهو أمر يفسّر تردد الرئيس مشرف في إعلان حالة الطوارئ في البلاد، على الرغم منالظروف الحرجة التي تمر بها باكستان.

وحسب هذه المصادر، فإن برويز مشرف لا يرفض من حيث المبدأ طلب بوتو، لكنه يريد أن يكون كجزء من المساومة الجارية بين الطرفين على بنود المصالحة السياسية. وأضافت أن مشرف قد يقبل فكرة إلغاء الأحكام مقابل تخلي بوتو عن طلبها (المستحيل) بتحييد الجيش في انتخابات الرئاسة المقبلة، وهو ما يعني تخلي مشرف عن قيادة الجيش وخوض الإنتخابات دون الإستقواء بشكل مباشر أو غير مباشر بموقعه في المؤسسة العسكرية الباكستانية.

وقالت المصادر إن بوتو التي تمتلك قوة سياسية كبيرة في الشارع الباكستاني، باتت تدرك حساسية المرحلة التي تمر بها باكستان حاليًا والتي تهدد نظام برويز مشرف، وهي تدرك أن أي انهيار سريع لنظام مشرف سيخلق حالة من البلبلة قد لا تستفيد منها القوى الليبرالية، وقد تصب في صالح التيارات السياسية المتشددة المناهضة حاليًا للرئيس الباكستاني. وتضيف المصادر أن لهذا السبب من المحتمل أن تبديَ بوتو مرونة في هذه المرحلة، على أمل أن تكون قادرة في مرحلة ما في المستقبل من استعادة موقعها في الخريطة السياسية الباكستانية .

وحسب المصادر، فإن مشرف أبلغ مقربين له أن بوتو إعتادت على المناورات السياسية، وأنه لا يضمن صمود أي اتفاق سياسي معها، ولذلك فإنه لا يريد أن يكون إلغاء الأحكام القضائية الصادرة بحق بوتو وأسرتها تمهيدًا لأي اتفاق بل جزءًا أصيلاً فيه. ولم يعرف بعد الدور الذي يمكن أن يقوم به نواز شريف في حال تمت المصالحة بين مشرف وبوتو، وتقول مصادر دبلوماسية باكستانية إن مشكلة نواز شريف تكمن في أن له خصومة مع مشرف وبوتو، وهو أمر يشكل عامل دفع للمصالحة بين عدويه السياسيين وعنصرًا ضاغطًا على حظوظه لإستعادة دور في الساحة الباكستانية.

وترى مصادر إماراتية أن دور دولة الإمارات ودول خليجية أخرى في تأمين مصالحة وطنية باكستانية، لا ينطلق فقط من اعتبارات العلاقات مع نظام برويز مشرف فقط بل لإعتبارات أمنية اهمها أن هذه المصالحة ضرورية لقطع الطريق امام قوى التطرف في المنطقة التي تعطي الذريعة لضغوط على باكستان ودول أخرى مجاورة لها. كما أنها تخشى من أن يؤدي أي انهيار لنظام مشرف إلى تداعيات أمنية خطرة على المنطقة برمتها.

إلى ذلك فإن دول المنطقة وظفت في السنوات الأخيرة استثمارات بمئات الملايين من الدولارات، وهي استثمارات باتت مهددة إن لم يتم تجاوز حالة الاضطراب السياسي الحالية في باكستان.