علاقة الراضي بالأميركيين أكسبته عداء الإئتلاف
إيلاف تكشف ملابسات فرار رئيس النزاهة العراقية


عبد الرحمن الماجدي من امستردام: قال مصدر عراقي مقرب من رئيس هيئة النزاهة العراقية القاضي راضي الراضي، إن ما قيل عن وجود متابعات قضائية ضد رئيس هيئة النزاهة أمر مبالغ فيه وإن لا قضية مقدمة ضده سوى واحدة من قبل السيد موسى الفرج الذي كان نائبًا للراضي قبل أن يطرد من عمله بعد خلافات مع مقربين من الراضي، وقد تقدم بشكوى قضائية للطعن في قرار الطرد وكسب الدعوى لكن الراضي لم ينفذ قرار المحكمة. وهي قضية أصبحت قديمة، إذ مر عليها وقت طويل. وأضاف المصدر القضائي في حديث هاتفي مع إيلاف أمس من بغداد، أن الراضي كان مستهدفًا من قبل عدد من السياسيين وخاصة في كتلة الائتلاف وساعد في استهدافه انه ضعيف ويعتمد على القربين منه وظيفيًا في تمشية امور الهيئة وغير مقرب من أي جهة اسياسية.

وقال إن سفر الراضي لأميركا كان قد مهّد له قبل ذلك بهدوء بعد أن قام بتسفير جميع أفراد عائلته قبله ثم قام ببيع اثاث بيته وعدد من ممتلكاته في بغداد بعد نصيحة من الأميركيين الذين كان مقربًا منهم بضرورة سفره. ووعدوه بمساعدته في المطار حيث يوجد أمر حكومي بمنعه من السفر صدر منذ وقت ليس بالقصير. وفعلاً إلتزم الأميركيون بتعهدهم له، إذ رافقوه الى مطار بغداد الدولي وأجبروا الشرطة العراقية على السماح له بالسفر إلى الأردن في الشهر الماضي. وقال المصدر لـ quot;إيلافquot; إن الراضي كان يحمل معه في المطار 180 كيلو من الورق و 12 حقيبة. والورق كان عبارة عن وثائق لقضايا فساد عامة واخباريات كثير منها بلا ثبوتيات وكانت مستنسخة من اضابير دعاوى.

وحول علاقة الراضي بالاميركيين، قال المصدر القضائي العراقي إن هيئة النزاهة يشرف عليها الاميركيون أصلاً وقد اشرفوا على تأسيسها، وان الراضي كان وثيق الصلة بالسفارة الاميركية وكثير التردد على السفير كروكر وهو ما أثار حنق رئيس الوزراء نوري المالكي منه وتولدت من هذه الزيارات خشية لدى عدد كبير من الساسة والنواب أن الراضي يستهدفهم فأجمع هؤلاء وهم يتوزعون في قوائم عدة بأنه يعد العدة لاستهدافهم. وأضاف المصدر لـquot;إيلافquot; أن الاميركيين أحيانًا يتدخلون في عمل الهيئة كأن يطلبون توخي العدالة في اقامة دعاوى الفساد ضد السياسيين وضرورة أن يكون هناك من القادة الشيعة أيضًا مقابل عدد من السنة وكان أكبر تدخل لهم في قضية وزير الكهرباء السابق ايهم السامرائي الذي نصحوه بتسليم نفسه ثم قاموا بتهريبه خارج العراق لأنه يحمل الجنسية الأميركية. واستدرك المصدر بأن الراضي لم يكن طائفيًا وكان يتوخى في التعيينات الكفاءة أولاً، لكن ضعفه وعدم تمتعه بشخصية قوية وعدم انتمائه او تقربه لجهة سياسية ساهم في استهدافه.

وقد ازداد قلق الراضي بعد مطالبات كتلة الائتلاف التي تهيمن على لجنة النزاهة في مجلس النواب بطلب سحب الثقة منه واستدعائه للمجلس أكثر من مرة.
كل ذلك، والكلام للمصدر، جعل الراضي يستشعر الخطر وشاركه في ذلك الاميركيون الذين لا يحبذون التدخل في الامور البرلمانية. وكذلك مهد لسفر المقربين منه في الهيئة الذين كانوا مستهدفين ايضًا حيث ادخل الجميع في دورة في الولايات المتحدة الاميركية للتدرب على اجهزة كشف الكذب كانت الهيئة تنوي جلبها للعراق وبقي هؤلاء حتى الآن هناك وقد إلتحق بهم الراضي.

وكشف المصدر إلى أن مصادر داخل هيئة النزاهة تتحدث الآن أن الراضي كان ينوي بالتنسيق مع الاميركيين لعقد مؤتمر صحافي في واشنطن قبيل تقديم السفير الاميركي في العراق ريان كركوكر وقائد القوات بتريوس تقديم تقريريهما للكونغرس عشية ذكرى 11 أيلول/سبتمبر يطعن فيه بنزاهة حكومة المالكي. وقد استشعر المالكي خطرًا من سفر الراضي مصحوبًا برجال امن اميركيين فأعلن قرار الراضي اعلاميًا بنفسه مفوتًا بذلك على الراضي اي اتهام للحكومة، إذ سيبدو بمثابة رد فعل على اعلان الحكومة فراره.

يشار إلى المالكيالذيقال في مؤتمره الصحافي مطلع الشهر الحالي الذي اعلن فيه فرار الراضي، إلى انه quot;قد يقوم ببعض الاعمال او قد يكون اخفى بعض الاوراق او تلاعب ببعض الاوراق قبل أن يغادر العراق لكن كل هذا سيكون تحت ملاحقة ومتابعة الحكومة العراقية والقضاء العراقي لاستقدامه واعادته الى العراق لمحاسبته بموجب الاتهامات التي وجهت إليهquot;.

ووأوضح المصدر لـ quot;ايلافquot; بأن الراضي والمالكي اتفقا عن بعد بأن لا يعلن الراضي ماينوي فعله ضد حكومة المالكي مقابل أن يقبل الاخير طلبه التقاعد الذي كان الراضي تركه مع موظف في الهيئة يدعى محمد عليوي فوضه مكانه على إدارة الهيئة محله وسلمه طلب التقاعد، وقال له عندما اكون في اميركا قدمه كي يكسب لراتب التقاعدي وهو بمثابة راتب وزير ويفوت الفرصة على مجلس النواب سحب الثقة منه.

وأشار المصدر إلى نائب الراضي وهو بدرجة نائب مدير عام وهو سلام جدوع لجأ إلى مقر السفارة الاميركية مع افراد عائلته. وختم المصدر القضائي العراقي أن الهيئة الآن شبه معطلة ويديرها بالوكالة الآن موسى الفرج الذي أعاده رئيس الوزراء وهو الشخص نفسه الذي كان قد كسب الدعوى ضد الراضي وقد اوقف حساب الهيئة المصرفي وباتت بلا عمل الآن بعد أن ساهمت في خلق هيبة للدولة وطاردت عددًا من المسؤولين الفاسدين، وأصبح من يروم الفساد يفكر كثيرًا ويخشى من ملاحقة الهيئة له لكن التجاذبات السياسية والمسؤولين الفاسدين وتخبط الاميركيين نجح في تعطيل عمل هيئة النزاهة العراقية التي تعتبر المؤسسة العراقية الوحيدة التي لا تخضع للتجاذبات الطائفية.