الملك عبد الله والسنيورة بحثا الملف اللبناني
صفير ينادي ضد المقاطعة والنصف +1

الرئيس الجديد في جعبة صفير وبري والحريري

الحريري يدعو لمباشرة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين

صفير: الجدل بشأن نصاب الإنتخاب لا يدل على وطنية

لبنان: دعوات إلى التوافق على الإنتخابات الرئاسية من دون شروط مسبقة

إسماعيل: بيان الأكثرية اللبنانية يحتاج إلى القليل من الجهد ليكمل مبادرة بري

بري خائب من رد الأكثرية على مبادرته

الياس يوسف من بيروت-وكالات: تحوّل المقر البطريركي للموارنة في بكركي محجّة لمختلف التيارات السياسية، عشية صدور النداء السنوي الثامن لمجلس الأساقفة الموارنة ظهر الأربعاء، وهو سيتناول تحديدًا الموضوع الرئاسي وموقف البطريرك نصرالله صفير من السجال والنزاع في هذا الشأن. ونقلت quot;وكالة الأنباء المركزية quot;عن مرجع كنسي ان النداء الثامن سيكون حاسمًا في تناول أهمية التوافق على الإستحقاق الرئاسي واحترام النص الدستوري المتعلق بنصاب الجلسة الإنتخابية، وهو سيأتي بصيغة نداء إلى فريقي النزاع وفق الآتي: على المعارضة ألا تدفع الغالبية الى انتخاب رئيس بالنصف زائدًا واحدًا، وعلى الغالبية ألا تدفع المعارضة إلى المقاطعة.وكشف أن البطريرك يؤكد أمام زواره، في خضم ما ينقل عنه في النصاب والاسماء وغيرها من المواضيع والامور، ان اهتمامه بضرورة ان يأتي الانتخاب الرئاسي بمجموع الـ 128 نائبا والا في غالبية الثلثين، يوازي بل يساوي تماما اهمية ان يبتعد النواب عن مقاطعة الجلسة الانتخابية، التي ستكون مقاطعة للوطن وقد تأتي عليه بالوبال.

واشار الى ان البطريرك صفير يرى ان مقاطعة الجلسة ستكون اخطر بأشواط من مسألة النصاب، ويعتبر ان اي مناورة في هذا الشأن التي يعتبرها بعض الاطراف تكتيكا، ستؤدي حكما الى تطيير الاستحقاق والى جعل البلد على شفير الكارثة. ولفت المرجع الى ان سيد بكركي على يقين بأن تطيير النصاب سيقود حكما قوى الرابع عشر من آذار/مارس الى الانتخاب بالغالبية المطلقة (65 نائبا)، لذا يجب تحاشي اي مسّ بالنصاب، وهو يحمّل المعارضة مسؤولية وطنية كبيرة في هذا الشأن.

وأوضح أن البطريرك الماروني يشدد في كل لقاءاته والمشاورات التي يجريها على أهمية أن يكون الرئيس المقبل مقتدرًا، بحيث تكون له القدرة والنية على وضع المسيحيين وبالتالي لبنان، على السكة الصحيحة التي تحفظ الوحدة وتنبذ الفرقة والتباعد، وأن يعيد الثقة الى البلد والى اهله ويوقف النزف الاقتصادي والسياسي والأهم أن يوقف الهجرة.

وهو يرى أيضًا أن أي رئيس ضعيف سيستمر ضعيفًا طوال ولايته الرئاسية، وهو أمر لن يكون بالتأكيد عاملاً مساعدًا في معافاة البلد، بل قد يقود الى وضع كارثي. وقال إن الرئيس المقتدر لا يعني إطلاقًا، في عرف البطريرك، ان يكون قوي quot;الزندquot; ومفتولاً بل ان يكون راشد العقل، قادرًا على استنباط الحلول بحكمة صحيحة.

ولفت إلى أن سيد بكركي يرى ان بناء البلد لا يكون بسياسة المحاور التي قادت في كل مرة الى السيء من الامور. وأكد أن البطريرك لن يخوض راهنًا في اي لوائح اسمية بالمرشحين، لكنه لن يتردد في التسمية في لحظة الضرورة وعندما تفرض المصلحة العليا هذا الخيار.

بري والحريري

وفي مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والذي يشكل مع بكركي وقريطم المثلث التشاوري الذي يعوّل عليه داخليًا وخارجيًا لإنتاج الآلية التنفيذية لإنجاز الانتخابات الرئاسية ضمن المواقيت الدستورية، تبدو الحركة اقل ضجيجًا. وكشف مصدر مقرب من الرئيس بري ان رئيس المجلس سيواصل مبادرته على قاعدة الدعم الخارجي الذي تبلغه، وعلى خلفية تأييد معظم القوى السياسية المعارضة والمستقلة وبعض قوى الغالبية، وهو يعكف على جمع كل الافكار والاقتراحات التي سمعها من زواره او تبلغها بوساطة قنوات سياسية وديبلوماسية، وذلك لعرضها مع البطريرك صفير في الأيام الخمسة المقبلة .

وقال إن البطريرك صفير والرئيس بري سيقومان كل المواقف والمشاورات لإستخلاص العناوين الكبرى التي يمكن ان تشكل المواصفات الأساسية المطلوب توفرها في شخص الرئيس العتيد، تمهيدًا لبدء تعميمها quot;حيث يجبquot; من اجل تظهيرها امام الرأي العام اللبناني تسهيلاً لعملية الإنتخاب في الجلسة التي ستنعقد بعد التوافق عليها، بما يسقط اشكالية نصاب الثلثين التي هي موضع وتفسيرات دستورية متباينة بين القوى السياسية وحتى بين فقهاء الدستور والقانون.
وأعرب المصدر عن اعتقاده ان هناك مناخًا يتسم بالايجابية، على الرغم من ضبابية الصورة والمواقف المتباعدة، مرده الى الضغط الاقليمي والدولي الذي بدأ يتزايد في اتجاه اجراء الانتخابات الرئاسية ومنع حصول اي فراغ على الساحة اللبنانية يكون مدخلاً لقيام التقسيم الواقعي على الارض وتحت عناوين تفسيرات دستورية يعطيها كل طرف لخطوته. وقال المصدر انه وتحت عنوان الثغرة الايجابية هذا واذا استدعت الامور اتصالات خارجية فإن جلسة 25 من الشهر الجاري قد تؤجل بالتوافق بين الجميع افساحًا في المجال لهذه الاتصالات .

وأضاف أن بري سيقوم بزيارة للفاتيكان وقد يزور كذلك السعودية ومصر وربما سورية التي يتحدد موعد زيارتها في ضوء نتائج اللقاء الذي سينعقد في نيويورك على هامش اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة بين وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير ونظيره السوري وليد المعلم، خصوصًا أن فرنسا تربط تسهيل دمشق اجراء الاستحقاق بانفتاح فرنسي واوروبي كبير عليها يساعد في فك العزلة الدولية عنها.

وفي موازاة هذا التحرك ينتظر ان تشهد بكركي لقاء بين البطريرك صفير ورئيس quot;كتلة المستقبلquot; النيابية النائب سعد الحريري الذي اعلن وقوفه خلف البطريرك صفير في هذه المحطة الدستورية، وهو ايضًا يشدد على الوفاق لإنقاذ الاستحقاق، وهو اجرى اتصالات بالرئيس بري لذلك.وتوقع مصدر سياسي ان يلتقي بري والحريري في حال تقاطعت المشاورات ثلاثيًا بين بكركي وعين التينة وقريطم بما يؤسس لعقد مثل هذا اللقاء الذي يساهم في دفع الامور نحو التوافق.

مساعي الخوجة... والسنيورة إلى السعودية

في غضون ذلك، توقع مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت ان تشكل المملكة العربية السعودية مركز ثقل في المساعدة في انجاز الاستحقاق الدستوري من خلال تحرك سفيرها في بيروت عبد العزيز خوجة في أكثر من اتجاه، اضافة الى ان الرياض ستكون محور مشاورات وزيارات لبنانية .واشار المصدر الديبلوماسي نفسه الى ان حركة المشاورات المرتقبة هذه ستحتاج إلى نحو شهر قبل ان تتكامل مع المشاورات الاقليمية والدولية التي ستبلورت المواصفات المطلوبة من الرئيس العتيد للجمهورية.

واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بجدة مساء امس رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة والوفد المرافق له. وجرى خلال الاستقبال بحث تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات.

وحضر الاستقبال عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى الدكتور سعود بن سعيد المتحمي الوزير المرافق وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه.

وكان قد وصل فؤاد السنيورة مساء الثلاثاء الى جدة، على البحر الاحمر كما اعلنت وكالة الانباء السعودية. وتتزامن هذه الزيارة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان الذي يشهد ازمة سياسية حادة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2006 اثر استقالة وزراء المعارضة المقربة من سوريا والتي تعتبر حكومة السنيورة غير شرعية.

وبالمقابل تقدم السعودية دعما قويا لهذه الحكومة وكذلك تفعل الدول الغربية. ودعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري النواب ال128 الى جلسة تعقد في 25 ايلول/سبتمبر لانتخاب خلف للرئيس الحالي اميل لحود الذي يدعم المعارضة. ويجب ان يتم انتخاب رئيس الجمهورية، مسيحي، قبل انتهاء ولاية لحود في 25 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويتمتع الفريق الحاكم في لبنان المناهض لسوريا بكتلة من 69 نائبا تشكل اكثرية كافية لانتخاب رئيس ولكنها دون نصاب الثلثين المطلوب لانتخاب الرئيس من الدورة الاولى.

وتتمتع الاغلبية النيابية المناهضة لسوريا بالاكثرية لانتخاب رئيس مع 69 نائبا ولكنها لا تملك الاغلبية الكافية لتأمين نصاب انعقاد الجلسة الاولى من عملية الانتخاب وانتخاب الرئيس من الدورة الاولى وهي ثلثي عدد النواب (86 نائبا). وتطالب المعارضة بانتخاب رئيس الجمهورية باغلبية الثلثين وليس بالاغلبية المطلقة (65 نائبا).