إعتقالات في صفوف المعارضة الباكستانية
مشرف سيعاد إنتخابه حتمًا
وكان هناك إشاعات بأن زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية الأمين العام لمجلس العمل الموحد مولانا فضل الرحمن يعارض فكرة تقديم الاستقالات مبررًا بأن الحركة الديمقراطية قد اتخذت ذلك القرار دون استشارته، بيد أن جريدة (ذي نيوز) الإنجليزية أشارت إلى أنه قد وافق على قرار الاستقالات بعد لقائه مع رئيس الوزراء السابق نواز شريف بجدة. ومن الجدير بالذكر أن مولانا فضل الرحمن الذي يزور المملكة العربية السعودية حاليًا قد أجرى لقاءات مع السلطات السعودية ودبلوماسيين أتراك وليبيين هناك.
وكانت تلك اللقاءات تهدف إلى كسب تأييده للرئيس مشرف حسب محمد فيصل الوسيط الدولي ومراقب منظمة المؤتمر الإسلامي. وإذا ما حدث ذلك، فإنه سيكون القشة التي قصمت ظهر البعير في حق المعارضة. وسبب ذلك واضح لأن لديه أكبر عدد النواب من حزبه في إقليم الحدود الشمالية الغربية الذي يحكمه مجلس العمل الموحد إلى جانب إقليم بلوشستان والجمعية الوطنية. كما أن قراره هذا سيكون بداية لنهاية مجلس العمل الموحد. والآن الكل في انتظار قراره.
وعلى صعيد آخر، نقلت جريدة (ذي نيوز) أن مصدرًا بوزارة الداخلية أفادها بأن الوزارة قد تلقت أوامر للاستعداد لاعتقال مولانا فضل الرحمن على أي مطار يهبط به، إذا وافق قرار المعارضة بتقديم الاستقالات. بيد أن ذلك المصدر أضاف أن الأوامر تضمنت الاستعداد للاعتقال وليس الاعتقال.
إلى ذلك لدى الحكومة مخاوف من تمرد بعض النواب من الحزب الحاكم نفسه وسيظهر ذلك التمرد بشكل عدم التصويت لصالح الجنرال مشرف. ولم تغفل عن سد طريق المتمردين حيث طلبت من مسؤولي المديريات ورؤساء الشرطة للمديريات على مستوى البلاد تأكيد حضور النواب من الحزب الحاكم في 6 تشرين الأول/أكتوبر بإسلام آباد للتصويت للجنرال مشرف، حسبما أشار تقرير لجريدة (ذي نيوز). أضف إلى ذلك أن الحكومة لم تسمح للنواب من الحزب الحاكم بمغادرة البلاد لأداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك فحسب، بل استدعت النواب المتواجدين في الديار المقدسة إلى إسلام آباد إلى غرة تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ففي هذا الوضع، يبدو من الصعب أن تتمكن المعارضة من تخطيط استراتيجية لعرقلة محاولة اعادة انتخاب مشرف لأنها لا تجد موطئ قدم بإسلام آباد بسبب مطاردتها من جانب السلطات. وقد اضطرت لعقد اجتماعها في بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية.
والجديد في هذا الصدد أن السفارة الأميركية في إسلام آباد والاتحاد الأوروبي قد أبديا قلقهما من اعتقالات قيادات المعارضة مطالبين بإطلاق سراحهم، لكن المشكلة هي أن الشعب الباكستاني يرى أن الولايات المتحدة هي التي تساند الجنرال مشرف على الرغم من إرادة الشعب. ولأجل ذلك فإن تلك التصريحات ليست أكثر من quot; دموع التمساح quot;.
التعليقات