ثلاث فرضيَّات محتملة: المساحة أو دعم الجزيرة أو الأمير نفسه
كاتب بريطاني يحدد أسباباستثناء قطر من جولة بوش
مشهد عام لقاعدة العديد الجوية الأميركيَّة في قطر. أكتوبر 2002. أ ف ب |
وتستمرّ زيارة بوش إلى المنطقة تسعة أيام، ويعرّج على الكويت للقاء أميرهاالشيخ صباح الأحمد الصباح في خطوة تعكس مدى امتنانهللدعم الذي وفّرته الكويت، منبدايات الخطة حينوضع البنتاغون الأميركي الخرائط الأوليَّة لشنّ الهجوم على العراق، وليس انتهاءً بيومنا هذا. لكن، إن كان هذا هو المقياس الذي يكيّل به بوش-يقول ديليب بيرو- فموقف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الولايات المتّحدة لا يختلف كثيرًاعن موقف أمير الكويت. ويشير بيرو إلى أنَّ قطر قدّمت دعمًا لا متناهيًا للقوات الأميركيَّة المتواجدة على أراضيها، ومنحت ضوءًا أخضر للقيادة الوسطى الأميركيَّة لنقل مركزها إلى قاعدة العديد القطريَّة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2002، بهدف تطبيق مخطط الحرب. ومع هذا الدعم، تمكّنت الولايات المتّحدة الأميركيَّة من ضرب العراق من عدّة مواقع عالميَّة.
ولم تقتصر خدمات دولة قطر على هذا الجانب فقط - يضيف بيرو - بل تحمّلت تكاليف بلغت مليار دولار أميركيّ لبناء القاعدة العسكريَّة الأميركيَّة الأكبر خارج القارّة الشماليَّة، لتشكّل البديل الأمثل لقاعدة الأمير سلطان الجويَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة والتي هجرها الأميركيون بعد أن أجمع الرأي العام الشعبي السعودي على رفض تواجد القوات الأميركيَّة على تراب المملكة. والمثير في الأمر بالنسبة للكاتب أن الحكومة القطريَّة لم تحدّث حتى الآن خرائط الدولة، وبالتالي لا تزال قاعدة العديد بصورتها الحاليَّة غائبة عن هذه الخرائط، وترفض الدولة الاعتراف بها رسميَّا. ويعكس هذا الموقف رسالة إلى بوش، بأنَّ أمير قطر غير مستعدّ للتعامل بانفتاحمعه.
وتعتبر واشنطن أن أمير قطر ارتكب quot;خطيئةquot; بتقديمه الدعم الماليّ لفضائيَّة الجزيرة، ومنحها حريَّة تحريريَّة تامّة في التعاطي مع مختلف الملفات. وعلى الرغم من أنالفضائيّةانطلقت فيالعام 1996، إلاأنّإطلالتها الأقوى على المشهد العربيّجاءت مع انطلاق quot;انتفاضة الأقصىquot;في العام 2000.
ومع بداية الحرب الأميركيَّة على الإرهاب وحملتها لاستئصال حركة طالبان من أفغانستان في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2001، كانت فضائيَّة الجزيرة الوحيدة التي تبثّ تقارير quot;أزعجت الأميركيينquot;من كابول حول تأثيرات القصف الأميركي لأفغانستان. على سبيل المثال، حين أعلن البنتاغون انه استهدف بـquot;الخطأquot; مباني للصليب الأحمر في كابول في 16 تشرين الأوّل (أكتوبر)، بثّت الجزيرة تقريرًا يفيد بأن المباني كانت معلّمة بإشارة للتدليل على أنها تابعة للصليب الأحمر، الأمر الذي أدّى لاحقًا الى استهداف مقرّ الفضائيّةفي كابول. المشهد ذاته تكرّر في حرب العراق، مع إظهار قناة الجزيرة عدم صحّة التصريحات الأميركيَّة بالنصر في العديد من المواقع العراقيَّة وهو الأمر الذي أدّى الى استهداف مقرّ القناة لدى دخول طلائع القوّات الأميركيَّة إلى العاصمة بغداد في 7 نيسان (أبريل) من العام 2003، فأطلقت طائرة أميركيَّة صاروخين على مكتب الجزيرة، الأمر الذي أسفر عن مقتل مراسلها طارق أيّوب.
موظفو الجزيرة يعتصمون أمام مقرها الرئيس في الدوحة عام2005 وأحدهم يحمل صورة طارق ايوب. الاعتصام جاء على خلفية معلوماتأن بوش كان يخطط لضرب القناة. أ ف ب |
وفي بدايات العام 2006، أشار أمير قطر بوضوح إلى فشل الإدارة الأميركيَّة في فرض إصلاحاتها الديمقراطيَّة في المنطقة، ما أدى إلى وصول حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى السلطة في أوّل مشاركة سياسية لهم. تلا ذلك تقديمأمير قطر دعمًا ماديّاً كبيرًا لحركة حماس.
ومع اندلاع حرب تموز (يوليو) في لبنان عام 2006، والتي وصفتها الولايات المتّحدة بأنها حرب quot;ولادة شرق أوسط جديدquot;، قدّم أمير قطر دعمًا سخيّاً لإعادة إعمار المناطق المتضرّرة في لبنان، وزار جنوب العاصمة اللبنانيَّة.
ويختم بيرو بالقول إن الوقت حان لتردّإدارة بوش على ما سجّلته قطر ضدّها، واحدى طرق الردّ تأتي في تجاهلها دبلوماسيًّاً.
التعليقات