كل يوم في باكستان يكشف عن جديد وغريب ...
بينظير بوتو قضت ضحية مؤامرة دولية!!!

الدفاع الاميركية قلقة من انشطة القاعدة بباكستان

عبد الخالق همدر من اسلام آباد: خلال لقاء خاص قال راجا ظفر الحق رئيس حزب الرابطة جناح نواز شريف quot; القوى الغربية تلهث وراء شيئين: نزع السلاح النووي والإسلام من باكستان quot; وكل المؤامرات الدولية تتمحور حول ذلك الهدف. طبعا عندما ننظر إلى خشبة المسرح الدولي نجد أبطاله يتحدثون عن هذين الأمرين بكل صراحة ويقدمونهما كـ quot; أخطر سلاح دمار شامل quot; للعالم؛ بيد أن تلك الدعاوي بعيدة عن الحقيقة كل البعد. ومن أجل كسب ذلك الهدف تم التقريب بين الجنرال مشرف وزعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو فتم عقد صفقة بينهما على الرغم من أن العسكر وحزب الشعب على طرفي النقيض في باكستان، على الأقل في الظاهر. وكان الجنرال برويز مشرف حبيب الغرب لأنه شن الحرب على الإرهاب والتطرف في باكستان ولا تزال المناطق القبلية وبلوشستان تصطلي بنيران الحرب سوى أن التطرف والإرهاب لم يشهد أي انخفاض بل يزداد مع كل يوم يمضي. وظاهرة العمليات الانتحارية في باكستان ليست سوى نتيجة تلك السياسات التي تبناها نظام مشرف للقضاء على الإرهاب.

وقد رفضت بينظير بوتو الجلوس مع الأحزاب الإسلامية في مؤتمر جميع الأحزاب الذي كان دعا إليه رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف بلندن خلال شهر يوليو العام الماضي تقربا إلى الغرب لأنه يتهم الأحزاب الإسلامية بالتطرف. وكانت بينظير تريد تسويق نفسها كزعيمة معتدلة معادية للتطرف لدى العالم على الرغم من أنها قد تكاتفت مع تلك الأحزاب في حركات في الماضي.

كما أنها بدأت تطلق تصريحات بأنها ستمكن الوكالة الدولية للقوة الذرية من التحقيق مع أبي القنبلة النووية الباكستانية الدكتور عبد القدير خان الذي يعيش تحت إقامة جبرية بالعاصمة الباكستانية والذي كان والد بوتو دعاه لتطوير البرنامج النووي الباكستاني. وذلك المطلب كان مرفوضا لدى الشارع الباكستاني وحتى الجنرال برويز مشرف حليف الغرب - ولاسيما الولايات المتحدة - على خط النار الأول في الحرب على الإرهاب. وذلك ما أثار حفيظة الكثيرين وبدأت أوساط مختلفة تبدي مخاوفها بأن بينظير بوتو ستعود إلى باكستان لتنفيذ أجندة أمريكية؛ في حين أكدت بوتو مرارا بأنها سوف تواصل الحرب على الإرهاب والتطرف إذا ما عادت إلى سدة الحكم في باكستان. وهو أمر ألجأ الغرب إلى الاعتماد على مشرف مهما يقم من أعمال إلى حين يوجد له بديل أحسن منه أو مضاه له.

والآن وبعد اغتيال بينظير بوتو نجد الصحافة المحلية تنشر تقارير تكذب ماضيها وتقدمها إلى الشعب وكأنها جاءت لإنقاذ باكستان. وقد نشرت جريدة (ذي نيوز) الوطنية تقريرا لأحد مراسليها بأن مصدرا مقربا من زعيمة حزب الشعب الباكستاني المغتالة أكد له أنها عوقبت جراء تغيير خطة المؤامرين الدوليين؛ لأنها كانت ترغب في إنقاذ باكستان من أي ضرر. و كشف المصدر مشيرا إلى لقاء له مع بوتو قبيل اغتيالها أنها كانت غيرت سياسته بعد عودتها إلى باكستان من منفاها وبدأت تبعد نفسها عما كانت تريد بعض الدول الرائدة متابعته من جانبها.

ولم تكن فكرته توقفت إلى ذلك الحد بل إنها أنشأت علاقات غير مباشرة مع بيت الله محسود قائد المسلحين بوزيرستان الجنوبية لانتهاج طريق سلمي للقضاء على التطرف بدلا من استخدام القوة ودون منح فرصة للتدخل من جانب دولة أجنبية. كما أنها بعثت برسائل إلى كل من الدكتور عبد القدير خان والجنرال المتقاعد حميد جل المدير العام السابق للمخابرات العسكرية العامة والذي اتهمته بوتو بأنه وراء مؤامرة لاغتيالها عقب تفجيرات كراتشي في أكتوبر 2007م.

وقد أفاد ذلك المصدر بأن بوتو ذكرت لحميد جل أنها ذكرت اسمه في رسالتها إلى الرئيس تحت ضغط كما طلبت من الدكتور عبد القدير بطريق غير مباشر أن يتناسى تصريحاتها الماضية عنه.

ويشير ذلك التقرير إلى أن الجنرال حميد جل قال إن بينظير بوتو راحت ضحية مؤامرة دولية ضد باكستان مشيرا إلى أنه تم اغتيالها بأسلوب متطور جدا. ومن الممكن أن تكون quot; الموساد quot; وراءه على حد قوله. في حين أكد الجنرال أنه تلقى آخر رسالة من بوتو في 24 من شهر ديسمبر الماضي يعني قبل اغتيالها بثلاثة أيام فقط.

على صعيد آخر أكد الجنرال حميد جل أن بينظير بوتو غيرت خطة العواصم المتنفذة حسب معلوماته. وراحت ضحية لعبة اللاعبين الدوليين المتآمرين على باكستان. وقد أبدى رغبته في تقديم دلائل على ما قال أمام مفوضية مستقلة متكونة من قضاة محكمة التمييز المتقاعدين. إلى ذلك وقد نفى الناطق الرسمي باسم حزب الشعب فرحة الله بابر أي اتصالات حالية بين بينظير بوتو والجنرال حميد جل ، مشيرا إلى أن حميد جل ذات مرة اتصل بها؛ بيد أنها رفضت التحدث معه. كما نفى أي علم لديه باتصال بوتو بالدكتور عبد القدير خان.

طبعا هذه الاكتشافات الجديدة لا تشفي الغليل بسبب المواقف المتضاربة للجهات المذكورة في ذلك التقرير حول قضايا مختلفة؛ لأن بينظير بوتو كانت على طرفي نقيض مع الجنرال حميد جل حين كان المدير العام للمخابرات العسكرية العامة وهي رئيسة وزراء باكستان. كما أنه كان يعارضها بسبب ميلها إلى الغرب أكثر من اللازم. في حين لم تدع بينظير بوتو أي فرصة لتشويه صورة الدكتور عبد القدير خان أثناء زياراتها الأخيرة إلى واشنطن قبيل عودتها إلى باكستان في شهر أكتوبر الماضي.

ففي هذا الوضع لو نفرض صحة ما ورد في ذلك التقرير فإن ذلك الأمر إذا دل على شيء فيدل على أن هناك مؤامرة دولية كبيرة ضد باكستان حيث لم تستطع حتى بينظير بوتو - أحد أقرب القادة الباكستانيين إلى الغرب ndash; الوقوف إلى جانب الغرب في تنفيذها. ولا ندري ما ذا سيكشف عنه الغد؛ لأن باكستان في عين عواصف داخلية وخارجية على حد سواء.