أصوات دعت إلى كشف أسماء الصحافيين الذين إتهمهم بقبض رشاوى

ضاحي خلفان ينجح في إستفتاء لم يخطط له أحد!

سجال حاد في دبي بين قائد الشرطة وصحيفة رسمية

محمود العوضي من دبي: بلا سابق إنذار... قد تجد نفسك في خضم سباق على محبة الناس، يضعك بعضهم فيه، فتأتي نتيجته لصالحك، ربما النتيجة جاءت على طريقة الإستفتاءات الرئاسية العربية 99% أو أكثر... لكنه هذه المرة جاء عفويًا وصادقًا... الكل مع الفريق ضاحي خلفان تميم، الكل مع قائد شرطة دبي... نتيجة تؤكد أن الرجل أو كما يدعى (ابو فارس) يسير على الطريق الصحيح... هذا ما جرى الأربعاء في برنامج البث المباشر الذي يقدمه (ابو راشد) على راديو الرابعة من عجمان الاماراتية.

الحكاية بدأت مع اصغر قائد شرطة في العالم حينما اقفل ابوابه امام صحيفة (الامارات اليوم) ووصفها بأنها صحيفة صفراء، لأن الصحيفة انتقدت الشرطة على طريقة الرأي فقط لتهمل الرأي الآخر حسب قوله... وهو الامر الذي لم يوافق عليه ابو فارس الحادثة الاولى مرت بقطيعة فقط لأن الصحيفة حديثة الولادة اعتمدت مهاجمة شرطة دبي دون فسح المجال امام هذه الشرطة للرد بحسب خلفان.

القصة عادت من جديد الى الواجهة حينما استهدف ضاحي خلفان quot;الامارات اليومquot; في مؤتمر صحافي قائلاً إنها صحيفة quot;لها مأرب بعيدة عنه خدمة الصالح العام، بنشر الاكاذيب والافتراءات على شرطة دبيquot; بعد ان قامت الصحيفة بنشر شكاوى عن عدم اجابة غرفة عمليات شرطة دبي عن بعض الاتصالات التي تردها.. وهو امر لا ينفيه الفريق ضاحي لكن بعض الصحافة الاماراتية بدأت تستمر فيالهجوم على هذا الجهاز الذي يضم متعلمين من ذوي الدرجات العليا في المنطقة. الامر الذي حدى بقائد شرطة دبي بالاعلان عن ان بعض صحفيي الامارات اليوم يتلقون الرشوى وهو يملك دلائل على ذلك quot;الصحيفة تتقصد الاساءة لشرطة دبي وبعض الاشخاص في الصحيفة تاجروا بالمقالات ونالوا عليها مكافآت ماليةquot;.

الصحيفة اعتمدت مؤخرًا على تصريحات نشرها ضاحي نفسه تحدث فيها عن أن جهاز الشرطة اجاب على حوالى 1.7 مليون مكالمة هاتفية للطوارئ وعجز عن الرد عن 70 الف اتصال هاتفي فقط ... فما كان من الصحيفة إلا أن ركزت على الـ 70 الف مكالمة هاتفية عجز عن الرد عليها العاملون في الشرطة وهو شيء قد يحدث في اجهزة الشرطة الاكثر تقدمًا في العالم... كما أن حجم الانجاز لا يعني التركيز على النقطة السوداء بهذه الطريقة كما يرى العديد ممن اتصلت بهم ايلاف والكثير الاخر الذي تناول الموضوع بالبحث والتحليل في المنتديات الالكترونية وبرامج البث المباشر.

ويأتي هذا المنحى التصعيدي الذي يرى فيه خلفان أنه يأتي من قبل quot;الامارات اليومquot; في كل مرة يقترب فيها اعلان الفائزين بجائزة دبي للأداء المتميز من اجل ان يشبث من عزيمة هذا الجهاز في وقت لم تكد الصحيفة فيه تخرج من كبوة اخرى كما رأها العديد من الصحافيين ويعتقد ان لها علاقة بما قيل ان خلفان يتكلم فيه في مجالسه مع قيادات من بينها رياضية تمثلت في الهجوم على المنتخب الاماراتي لكرة القدم قبيل انطلاق التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم حتى ان احد الصحفيين في صحيفة اماراتية كتب معلقًا على قيام الصحيفة بنشر هذا الموضوع في هذا التوقيت بأنه مشبوه مذكراً بالمثل الشهير quot;من كان بيته من زجاج.. فلا يرمي الناس بحجرquot;..

الصحيفة تحدثت في موضوعها عن قيام عدد من لاعبي المنتخب الاماراتي بالتسرب عن معسكر هذا المنتخب امام ميلان الايطالي في بداية كانون الثاني/يناير 2008 في توقيت حرج للغاية، واكتفت بإيراد صور عن خروج لاعبين مفترضين من سلم الحريق في وقت متأخر كما يبين تسجيل التوقيت المفترض على جانب الصور تاركة المشهد الكروي الاماراتي يحزر اسماءهم، الامر الذي اثر على سمعة جميع لاعبي المنتخب اما عوائلهم وجماهيرهم.

عبد اللطيف الصايغ (35 عامًا) الرئيس التنفيذي للمجموعة الاعلامية العربية التي تصدر صحيفة quot;الامارات اليومquot; اختار تحويل واحد من البرامج الشعبية في اذاعة نور دبي الاجتماعية الاسلامية التابعة لمجموعته ويحمل عنوان (قابل للنشر) الى منبر يرد فيه على ضاحي خلفان فيه داعيًا اياه إلى أن quot;يكبر عقله... لأن دبي تكبرquot; دون ان يمنح اي فرصة للرأي الاخر (خلفان) للرد في البرنامج نفسهوهو ما يخالف تمامًا أي عرف صحافي متبع، كما أكد الفريق ضاحي خلفان نفسه مؤكدًا على ان quot;دبي اصبحت كبيرة.. والخطأ دائمًا وارد ويجب ان نتعامل مع الخطأ بروح مسؤولةquot;.

ويعرف عن مسؤولي دبي سهولة الوصول اليهم ومن بينهم قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم عبر الاتصالات التلفونية او بالمقابلة الشخصية وهو امر يصب في مصلحة قائد شرطة دبي فما الذي يمنع من الاتصال به للاستئناس برأيه او رأي اي مسؤول في الجهاز في مواضيع الصحف الاماراتية التي يجب ان تنشر وجهتي النظر المختلفتين (مع او ضد).

الصايغ أعلن عن منع اي حديث ضد مجموعته لاي مسؤول في دبي من بينهم خلفان وهو ما حدى بالاخير بالرد quot; من هو عبد اللطيف الصايغ حتى يمنع ضاحي خلفان من الرد.. هولاء شلة من اليهال (مجموعة من الصغار) يمسكون جريدة يشهرون فيها من يختارون هم فقطquot; جاء ذلك في حديث لبرنامج البث المباشر الجماهيري لراديو الرابعة والذي يقدمه (ابو راشد) وتسأل خلفان quot; هل هذه هي الحرية.. هل هذه هي الصحافةquot;.

العديد من الصحافيين طالبوا خلفان بالكشف عن اسماء الصحافيين وتقديمهم للعدالة بغية معاقبتهم ولم يتبين مدى الاستجابة على هذا الطلب حتى الان من قبل قائد عام شرطة دبي.

سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة quot;الامارات اليومquot; أكد في مقال له الاربعاء ان الفريق ضاحي خلفان quot;اضاف الكثير من الصلاحيات على مهام قائد الشرطة، حيث اصبح اليوم يمارس دور الرقيب الاعلامي على ما تنشره الصحف، وأصبح يقيم ويحلل الاخبار ونوعياتها، كما أصبح المسؤول عن وضع الاستراتيجيات الاعلامية لكل وسائل الاعلام، بعدما اضاف صلاحيات جديدة سابقة للمنصب بدءًا من رسم السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي والمطالبة بانضمام ايران الى المجلس مرورًا بوضع تصورات لحل قضية العراق وفلسطين ولبنان، ثم المرشد الاعلى لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش الخارجية حيث وجه له النصائح والرسائل مرارًا وتكرارًا، انتهاءً باقتراحات في التشكيل الوزاري الجديد من خلال اضافة وزارات وتغيير الهياكل ولعل المستقبل يبين لنا الطاقات الاخرى الكامنة في هذه الشخصيةquot; .. وعلى الرغم منان خلفان قدم العديد من هذه التصريحات الا ان الرجل يصر في كل مرةعلىان ما يتحدث به يمثل وجهة نظره الشخصية وليس نابعًا من موقعه الحكومي او يتحدث عن حكومة الاماراة التي يعمل فيها وهو امر اغفله الريامي في تعليقه..