مصر تتجه لإعلان حماس منظمة معادية، وتجميد إتصالاتها معها
مصادر تتحدث عن مخطط لكتائب القسام لاختطاف جنود مصريين

كتب نبيل شرف الدين: كشفت مصادر فلسطينية مطلعة في القاهرة لـ quot;إيلافquot; عما وصفته بمخطط تعتزم تنفيذه quot;كتائب القسامquot;، بالتنسيق مع القوة التنفيذية لحركة quot;حماسquot; الفلسطينية، يقضي باختطاف عدد من الجنود المصريين على معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، بهدف مبادلتهم بعناصر من حركة quot;حماسquot;، كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض عليهم داخل الأراضي المصرية، وبحوزتهم أسلحة وذخائر ومتفجرات، تمكنوا من تهريبها داخل البلاد في أثناء فتح الحدود المصرية مع قطاع غزة أخيرًا، وقالت مصادر أمنية إن هؤلاء الموقوفين الفلسطينيين كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية ضد منتجعات سياحية في شبه جزيرة سيناء .

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الخطة المشار إليها تتحدث عن افتعال مشكلة مع عناصر الأمن المصريين على معبر رفح بهدف استدراج بعض الجنود إلى الجانب الآخر ومن ثم تقوم عناصر كتائب القسام بالتنسيق مع أفراد من القوة التنفيذية لحماس، باختطاف هؤلاء الجنود وتصور الحدث باعتباره ردًا على اعتداءات من قبل الجنود المصريين، وأشارت إلى أن هناك أيضًا خطة بديلة تقضي باختطاف بعض الجنود المصريين والتكتم على الأمر بعض الوقت، ثم تطلق حملات دعائية تتهم هؤلاء الجنود بارتكاب جرائم بحق من تصفهم بمدنيين فلسطينيين، وهم في حقيقة الأمر من عناصر القوة التنفيذية للحركة، التي سيبدأ قادتها السياسيون بالتدخل حينئذ للوساطة مع هذه المجموعات، التي سينكر قادة حماس تبعيتهم للحركة، ويطلبون مبادلتهم بالموقوفين في الجانب المصري. على صعيد متصل نفى محمد بسيوني، سفير مصر السابق لدى إسرائيل ورئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى، تصريحات حماس بوجود تفاهمات مع القاهرة في قضية المعابر، وقال بسيوني إن المعبر أمر سيادي مصري،,rlm; ولن يعمل إلا وفق بروتوكول المعابر بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي.

اشتباكات الحدود

وبينما لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من القاهرة على الاشتباكات التي شهدتها الحدود المصرية مع قطاع غزة مساء الاثنين والتي أسفرت عن إصابة عدد من الجنود المصريين، نتيجة قيام مسلحين فلسطينيين ملثمين ـ ترجح دوائر رسمية في القاهرة أن يكونوا من القوات التنفيذية لحركة حماس ـ تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن المصرية عند حدود غزة مع مصر، فقد توقع مراقبون أن القاهرة سوف تعتبر أن حماس quot;منظمة معاديةquot;، وسترد بكل شدة على أي استفزاز جديد أو اعتداءات على قواتها، كما تتجه أيضًا إلى تجميد اتصالاتها مع قادة الحركة، التي لا تعترف مصر بشرعية سلطتها على غزة .

من جانبه قال اللواء محمد خلف، مستشار المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، إن حماس ليست أكثر من أداة لقوى إقليمية تنوي نقل الصراع للساحة الخطأ، في مواجهة أكبر داعم للفلسطينيين في المنطقة ـ وهي مصر ـ مشيرًا إلى أن مصر ينبغي عليها أن تقطع كافة اتصالاتها مع حركة حماس، وترد بكل حسم على أي محاولة لاختراق الحدود المصرية أو إطلاق الرصاص على الجنود . وقال مصدر دبلوماسي مصري إن إسرائيل تحاول التنصل من مسؤولياتها كقوة احتلال وتلقي بالاتهامات على الجانب المصري في سياق ما أعلنته إسرائيل من أن منفذي عملية quot;ديمونةquot; قدموا عبر الحدود المصرية، أو حصلوا على أسلحة من هناك أثناء فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة الأيام الماضية، ثم تسللوا إلى اسرائيل من مصر ليصلوا إلى ديمونة، وقال الدبلوماسي المصري إن الممارسات الإسرائيلية والحصار غير الإنساني هو الذي تسبب في تصعيد هذه المشكلات، محذرًا من تداعيات أكثر خطورة لو استمر الحال على ما هو عليه مستقبلاً .

وكانت الحدود بين مصر وقطاع غزة قد أغلقت تمامًا منذ صباح الاثنين، بعد 12 يومًا من فتحها إثر قيام نشطاء من حركة حماس بتدمير الجدار الحدودي الفاصل بالمتفجرات ما أدى إلى تدفق مئات الآلاف من سكان القطاع على الأراضي المصرية وسط فوضى عارمة لحركة الانتقال من غزة إلى الأراضي المصرية.

شهادات من رفح

وأعلنت سلطات الأمن المصرية أنها احتجزت فلسطينيًا يحمل كمية كبيرة من المتفجرات في رفح المصرية، وأبطلت أجهزة تفجير عبوة ناسفة تزن أربعة كيلوغرامات وضعت في مدخل رفحrlm;،rlm; ومزودة بجهاز تفجير، كما اتهمت بعض الفلسطينيين بترويج كميات كبيرة من الدولارات الأميركية المزورة، وأكدت دخول مجموعات من عناصر القوة التنفيذية لحركة حماس وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات،,rlm; ومزودة بأجهزة اتصالات ومبالغ مالية كبيرة بعملات مختلفة. وميدانيًا قال شهود عيان في اتصال هاتفي أجرته معهم (إيلاف) إن شرطيين مصريين أصيبا برصاص الملثمين الفلسطينيين، فضلاً عن إصابة ما لا يقل عن أربعين آخرين من رجال الشرطة المصريين نتيجة إلقاء الحجارة عليهم، وذلك بعد يوم واحد فقط من قيام السلطات المصرية بإغلاق الحدود مع قطاع غزة .

وروى شهود عيان في اتصال هاتفي بداية المصادمات عندما ألقى ملثمون فلسطينيون الحجارة على افراد الشرطة المصرية الذين ردوا بدورهم بإلقاء قنابل مسيلة للدموع عليهم لتفريقهم، وأضاف الشهود أن الملثمين ما زالوا يواصلون الاشتباك مع القوات المصرية في محاولة لاختراق الحدود، ودخول الاراضي المصرية عنوة من خلال إحداث مزيد من الثغرات، غير أن القوات المصرية حذرتهم بأنها لن تسمح بتكرار ماحدث في الأسبوع الماضي من اجتياح للحدود على النحو الفوضوي الذي حدث خلال الأيام الماضية .

وأكدت السلطات المصرية مؤخرًا أنها لن تسمح بعبور الحدود إلا لقاطني غزة الذين دخلوا أراضيها وللمصريين الذين دخلوا غزة بالعودة الى ديارهم، وفي هذا الإطار فقد استعملت الاسلاك الشائكة وقضبان الحديد يوم الاحد لاغلاق الثغرة الوحيدة الباقية في مدينة رفح الحدودية بين مصر وقطاع غزة، وشهدت مدينة العريش ملاحقات من الشرطة المصرية للفلسطينيين الذين بقوا داخل الأراضي المصرية، وقامت بتمشيط الشوارع، ودهم بعض المنازل في العريش بحثًا عنهم لإعادتهم إلى قطاع غزة. ويرى محللون سياسيون أن السلطات المصرية تواجه مأزقًا حرجًا، ينبغي عليها معه تحقيق التوازن بين حرصها على عدم الاصطفاف جانب فرض الحصار الاسرائيلي،ومخاوفها المشروعة من المد الراديكالي لحماس والاثار المترتبة على وجود عدد كبير من الفلسطينيين داخل أراضيها دون أوراق ثبوتية .