تاج الدين عبد الحق من أبوظبي:
محمد بن راشد متفائل بايجاد مخرج سلمي لازمة الملف النووي الايراني أجواء حميمة لمحادثات محمد بن راشد في برلين |
يزور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يوم الإثنين المقبل ايران يتبعها بزيارة لسوريا. وتكتسب زيارة الشيخ محمد بن راشد لطهران أهمية كبيرة في ضوء نذر المواجهة بين طهران والمجتمع الدولي على خلفية البرنامج النووي الإيراني الذي تعتقد الدول الغربية أنه يخفي طموحات إيرانية لإمتلاك سلاح ذري.
وتجيء زيارة الشيخ محمد لطهران بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الاميركي جورج بوش للامارات والتي أجرى خلالها محادثات تناولت ضمن أمور أخرى طموحات إيران النووية وما ترتبه هذه الطموحات من التزامات على دول الخليج في حال أصرت طهران على المضي قدمًا في برنامجها وتجاهلت التحذيرات الدولية في هذا المجال. وتعتقد أوساط دبلوماسية خليجية بأن دول الخليج عموما ودولة الامارات العربية المتحدة خصوصًا تقوم بدور محوري في أي عقوبات تفرضها الامم المتحدة على طهران. إذ إن حجم التجارة بين الامارات وايران يزيد عن 20 مليار دولار سنويًا فضلاً عن أن هناك استثمارات مالية لإيران في الاماراتبمليارات الدولارات، وهو ما يخلق تبعات اقتصادية لأي عقوبات محتملة على ايران .
وقد اعرب الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم صراحة في السابع من الشهر الجاري خلال زيارة لالمانيا الاتحادية معارضة بلاده لأي ضربة عسكرية لايران لكنه أكد من جانب آخر على ضرورة انصياع ايران لطلبات المجتمع الدولي بما في ذلك التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم المثير للجدل. وترى مصادر دبلوماسية خليجية أن الشيخ محمد بن راشد سيعرض على القيادة الإيرانية نتائج اجتماعه مع الرئيس الاميركي جورج بوش في دبي الشهر الماضي، حيث كان التوتر مع ايران في صلب تلك المحادثات. وقالت هذه المصادر إن الشيخ محمد لن يذهب الى ايران بصفته وسيط في الازمة النووية لكنه سيكون صريحًا في تحذيراته لإيران من مغبة تجاهل الخطوات التي تتخذها الدول الغربية والتي تشمل تشديد العقوبات الاقتصادية دون استبعاد عمل عسكري.
وكان هذا الموضوع واحدًا من ابرز الموضوعات التي بحثها الشيخ محمد بن راشد مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والتي شاركت بلادها في صياغة قرار تشديد العقوبات على طهران وهو قرار ينتظر أن يصادق عليه مجلس الامن في اي لحظة، خاصة بعد ان توافقت عليه الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن، إضافة إلى المانيا.
كما يشار الى ان الشيخ محمد بن راشد استقبل نهاية الاسبوع الماضي الدكتور علي اكبر ولاياتي مستشار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في دبي، فيما اعتبر تمهيدًا للزيارة التي يقوم بها لطهران منتصف هذا الاسبوع .
ومع ان احدًا لا يتوقع نتائج حاسمة من زيارة الشيخ محمد لطهران، إلا ان المصادر الدبلوماسية الخليجية تقول إن التحذيرات التي قد يحملها الشيخ محمد لطهران ستجد آذانًا صاغية خاصة اذا تضمنت التأكيدات الخليجية المعروفة وهي ان دول الخليج ستطبق اي عقوبات دولية تفرض على طهران حتى لو اثرت هذه العقوبات سلبيًا على تلك الدول . وتقول المصادر الخليجية ان طهران لا تستطيع التعويل على النافذه الاماراتية لاختراق اي عقوبات جديدة محتملة في ضوء وجود مناخ دولي لايسمح لاي دولة بخرق عقوبات دولية ، ووجود نوع من الخصوصية الاماراتية في هذا المجال من حيث انها تدعو الى التزام الشرعية الدولية والقانون الدولي في خلافاتها مع ايران بشأن الجزرالثلاث التي تحتلها طهران وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى. وسيكون من شأن التساهل في تطبيق قرار عقوبات على طهران الاضرار بمصداقية الامارات للالتزام بقواعد القانون الدولي .
ويتوقع ان يتم في اجتماعات الشيخ محمد تناول تداعيات الازمة الرئاسية في لبنان في ضوء اتهامات لبنانية وعربية بأن ايران تعطل اتفاق الاطراف اللبنانية على آلية لاختيار المرشح التوافقي للرئاسة وهو العماد ميشال سليمان . كما سيتم تناول الاوضاع في العراق ومسؤوليات الدول المجاورة للعراق لاخراجه من دوامة العنف التي يعيشها.
واستبعدت المصادر الاماراتية ان يثار في اجتماع الشيخ محمد بن راشد مع مضيفيه الايرانين موضوع الجزر الثلاث التي تحتلها ايران مشيرين الى ان هذا الموضوع يبحث ضمن قنوات معروفة قد لا يسمح وقت الزيارة القصيرة التي يقوم بها الشيخ محمد بالمرور فيها . ومع ذلك فأن هذه القضية كما تضيف المصادر الاماراتية هي من بين الامور التي تظلل اي محادثات مع ايران حتى لو لم تكن مدرجة في جدول الاعمال .
اما زيارة الشيخ محمد لسوريا فإنها تكتسب اهمية في ضوء المسعى الصامت الذي تبذله دولة الامارات لتخفيف الاحتقان الذي تخلفه ازمة انتخاب رئيس جديد للبنان على العلاقات السورية اللبنانية . وتجيء زيارة الشيخ محمد الذي يحتفظ بعلاقات شخصية جيدة مع الرئيس السوري بشار الاسد ، بعد زيارة قام بها رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان لسوريا والتي صاحبها اعلان عن مشروعات اماراتية سورية بمليارات الدولارات . وتشكل سوريا ميدانًا لاستقطاب استثمارات اماراتية خاصة في المجال العقاري .
وتقول مصادر اماراتية ان القمة العربية المقبلة في دمشق ستكون من بين الموضوعات التي سيتناولها الشيخ محمد بن راشد مع الرئيس السوري بشار الاسد.
التعليقات