وترى تلك المصادر أن شكر الشيخ خليفة للزعيم القذافي على طرحه لقضية الجزر لا يعني ان هناك رضى اماراتيًا عن الاسلوب الذي طرح فيه الزعيم الليبي هذه القضية، لاسيما أنه طرح هذه القضية في سياق الحديث عن العلاقة مع ايران واعتبار قضية الجزر كما لو انها عارض سياسي مفتعل علينا تجاوزه بسرعة . كما ان الحديث عن الجزر جاء في سياق تشكيك في التركيبة السكانية للامارات حين قال إن 80% من سكانها هم ايرانيون، وأنه باستثناء الاسر الحاكمة فإن الشعب الاماراتي بمعظمه من اصول ايرانية.
وتضيف تلك المصادر أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ليس من الزعماء الذين يدخلون في سجالات سياسية وله اسلوب خاص في احتواء اي خلاف وهو العمل على توضيح المواقف وشرح ما قد يحيط بها من غموض او سوء فهم، وهو ما فعله في لقائه بالقذافي حين طرح الجهود الاماراتية من اجل معالجة قضية الجزر معالجة سلمية سواء من خلال التفاوض المباشر او من خلال اقتراح عرضها على المحافل الدولية المختصة بمعالجة النزاعات الدولية بما في ذلك محكمة العدل الدولية. مع الاشارة الى ان ايران هي التي رفضت على الدوام هذه الاقتراحات واستمرت في سياستها التي تعمل على تغيير معالم الجزر الثلاث وتغيير تركيبتها الديمغرافية .
وتقول مصادر اماراتية إنها لا تتوقع تصعيدًا في الخلاف بين ابوظبي وطرابلس على خلفية ما قاله القذافي في قمة دمشق مشيرة الى ان الامارات تعاملت مع ما طرحه القذافي بحسن نية، وهو ان الزعيم الليبي لم تكن لديه المعلومات عن الموقف الاماراتي وانه باقتراحه طرح الخلاف على الجزر على محكمة العدل الدولية ينسجم مع الموقف الرسمي الاماراتي، وبالتالي فإن كرة القذافي التي اطلقها في القمة تستقر الآن في المرمى الايراني الذي يتعين عليه التعامل معها.
وتشير المصادر الإماراتية إلىأن ثمة تطورات في العلاقات الاقتصادية الاماراتية الليبية يمكن ان تساعد البلدين على تجاوز ما تصفه المصادر بالعارض الذي اصابها في دمشق. فالإمارات وليبيا يرتبطان بعلاقات استثمارية متشعبة، وهناك برامج تعاون كثيرة بين البلدين في عدد من المجالات وتوظف فيها عشرات البلايين من الدولارات ولا تبدو ليبيا والامارات على استعداد للسماح لسوء فهم عارض ان يقوض هذه العلاقات وتلك البرامج.
التعليقات