عمّ تبحث القاعدة في السعودية بعد رحيل الأميركيين
اللواء التركي: هناك من إستغل البعد الديني للسعوديين في تجنيدهم
اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية |
فهد سعود من الرياض: أكد اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية أن هناك فئات تستغل البعد الديني الذي يتميز به السعوديين من اجل التأثير عليهم واللعب على عواطفهم في سيل تجنيدهم والسيطرة عليهم. قال اللواء التركي في حديث مع quot;إيلافquot; حول التقرير الصادر عن وزارة الداخلية اليوم والذي أعلن من خلاله اعتقال 701 شخص بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة، أن الجهات الأمنية السعودية تسعى بكل جهدها من أجل الحد من انتشار الإرهاب، ولكن طالما أن الفكر الضال لا يزال موجود ويسيطر على الكثيرين فإننا بحاجة إلى عمل كبير وجهد أكبر ليس على النطاق المحلي فقط، بل نحن بحاجة إلى عمل دولي مشترك من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة.
وأكد التركي أن الجهد مستمر، والمحاولات متواصلة، والعمل الأمني سوف يستمر على الوتيرة نفسهامن أجل حماية الوطن والمواطن من هذه الفئة التي تسعى للقتل والتدمير باسم الدين.
وأضاف التركي في حديثه مع إيلاف: quot;معروف عن السعوديين حماسهم الشديد لقضايا المسلمين بسبب طابعهم الديني البحت، وهناك من يستغل هذا الجانب للتأثير عليهم وعلى أفكارهم وإثارة عواطفهم من خلال القضايا التي تتعلق بالمسلمين ومن ثم يتم تجنيدهم وتوجيههم لتنفيذ عمليات إرهابية .
إقرأ المزيد: |
وتحدث بيان وزارة الداخلية على أن عددًا كبيرًا من المعتقلين خلال الأشهر الماضية هم من جنسيات مختلفة، آسيوية وإفريقية، وقال التركي ردًا على سؤال quot;إيلافquot; حول وضع آلية لمراقبة العمالة الأجنبية: quot;لا نستطيع أن نحكم على مجموعة كبيرة متواجدة وتعيش في السعودية، من خلال ضبط عدد محدود من الأشخاص، ولكن في حال وجدنا أن هناك quot;ثغراتquot; في الأنظمة تحتاج إلى متابعة لن نتوان في سد هذه الثغراتquot;.
وأضاف quot;نرى أحيانًا أن هناك من يستغل أشياء معينه من أجل تحقيق أهدافه الضالة، كمن يستغل العادات والتقاليد أو الوضع العام للسعودية من أنظمة وغيرها، كما نرى محاولة استغلال الطابع الديني الذي تتميز به السعودية، ولكن هل يعني هذا أن نتوقف عن التدين مثلاً؟ أكمل: quot;لا طبعًا، فنحن لا نقرن بين استغلال هذه الفئات بتغيير أنظمتنا وتعاملنا، ولن يكون هناك تغيير في الأنظمة إلا إذا وجدنا ثغره أو شيء يحتاج إلى التغير شريطة ألا يتعارض مع القيم والأنظمة السعودية.
مشاري الذايدي: أميركا ليست العدو الأساسي للقاعدة
وفي تعليقه على بيان وزارة الداخلية، قال المشرف على صفحات الرأي في الشرق الأوسط والمتخصص في الشأن الإسلامي، مشاري الذايدي، قال: quot;إعتقدت القاعدة حينما تستهدف المنشآت البترولية في السعودية أنها تلحق ضررًا كبيرًا بالنظام السعودي، وهدفها المعلن إسقاط الأنظمة لأنها تعتقد أن هذه الأنظمة أنظمة كفرية وغير مسلمة وعدوه لها وأوجاعها يكون عن طريق ضرب المصدر الطاقة الأساسي ومصدر الثروة الأساسي وهو البترول.
فأميركا هي عدو لهم، ولكن عدوهم الأساسي هو الدول، وإن كان عداؤهم الأساسي للسعودية مبررًا، في وقت سابق، حسب وجهة نظرهم، بوجود قواعد أميركية، ولكن هذه القواعد ذهبت الآن، فلا توجد قواعد الآن، وهذا دليل على أن النظام والدول هي عدوهم الأساسي، بصرف النظر عن أميركا، وهذا أمر يجب أن يكون واضحًا للجميع.وأضاف الذايدي:quot;وهي ليست المرة الأولى التي تستهدف المنشآت النفطية، في السعودية، فقد سبق لها أن استهدفت منشأة بقيق، وفي عملية مجمع الواحة في الخبر، فالبترول كان هدفًا أساسيًا لها.
وفي سؤال لإيلاف، عن سبب استخدام لغة العنف، في المناطق الإسلامية من قبل هذه التنظيمات، قال الذايدي : التهييج وإثارة المشاعر، وهو أسلوب قديم، واستخدمته كل التنظيمات التي تقدم نفسها باعتباره حركات جهادية، سواء في أفغانستان والبوسنة واريتريا، وغيرها، وهدفها من ذلك التأثير على الشباب الصغار.
المشوح : إستراتجية القاعدة تنقلب رأسا على عقب
ومن جهته، قال الباحث الإسلامي خالد المشوح، عضو لجنة السكينة وهي لجنة متخصصة في محاربة فكر التكفير على الإنترنت، أن محاربة أميركا كان هدف سابق، بمعني أنه بعد إجلاء القوات الأميركية من المملكة لم يكن بوسع القاعدة المزايدة على هذا الأمر، ولذلك اتجهت القاعدة إلى منهج جديد وهو إنتاج فوضه خلاقة في المنطقة، من اجل قدوم القوات الأجنبية حتى تكون المنطقة ساحة قتال وتنجيد للقاعدة.
وأضاف: الفترة التي مضت شهدت تلاشي لفكرة طرد المشركين من جزيرة العرب، ولذلك اتجهت القاعدة إلى محاولة إحداث فوضى في المنطقة، واستخدمت أسرع وسيلة وهي استهداف النفط الذي يعتبر عصبًا حيويًا للعالم بأسره من أجل جلب القوات الأجنبية للخليج، وهذه إستراتجية جديدة للتنظيم.
وأكمل: وزارة والداخلية السعودية انتبهت لها بوقت مبكر، وحسب ما اعلمه، أن هناك حِراكاً ملموساً من قبل تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية، استطاعت الداخلية أن تفهمه، فأصدرت هذا البيان حتى تبين أن هناك قضية من قبل الجهات الأمنية للخلايا النائمة في المنطقة، وحتى تبين أن هناك متابعة أمنية دقيقة للأشياء التي لم تحدث، أو التي يخطط لها من قبل التنظيم.
وختم المشوح حديثه لإيلاف قائلا: quot; واليوم انقلبت الإستراتيجية رأسًا على عقب من فكرة طرد المشركين في الجزيرة العرب، إلى جلب الاميركان للعرب من اجل تحويل المنطقة إلى ساحة قتال وحرب، وبعد أن تبخر الوتر الذي كانوا يسعون إليه، أصبح تركيزهم على ضرب المنشآت النفطية، وهذا دليل على ضعف الفكر لدى القاعدة، وفي الوقت نفسه خطورة استخدام استراتجيات جديدة، وهذا يتطلب متابعة quot;فكريةquot; مضنية من اجل فهم الاستراتيجيات الجديدة التي تحولت من السعي للطرد إلى السعي للجلب.
وكانت وزارة الداخلية السعودية قدأعلنت اليوم أنها إعتقلت خلال الأشهر الماضية 701 إسلامي من جنسيات مختلفة كانوا يخططون خصوصًا لضرب منشآت نفطية كما تمكنت قوات الأمن من ضبط أسلحة متنوعة وذخائر ومبالغ مالية ومستندات تفصح عن دعم مالي لأنشطة إرهابية ، بالإضافة إلى وثائق ومستندات ووسائط إلكترونية متنوعة.
جاء ذلك على لسان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، قال انه كنتيجة للعمليات الأمنية التي نفذتها قوات الأمن في مناطق مختلفة من المملكة تم القبض على701 من جنسيات مختلفة ، حيث تم وفقاً للإجراءات النظامية استمرار إيقاف ما مجموعه 520 لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة ، وإخلاء سبيل الباقين وعددهم 181حيث لم يتضح حتى الساعة ما يشير إلى ثبوت ارتباطات تنظيمية لهم بتلك الجماعات وفقًا لما تقضي به الأنظمة والإجراءات المتبعة.
التعليقات