إيلاف تحاور آخر المستقيلين من الحرة مديرها في بغداد 1-2
الصحافيون العراقيون مهمشون والقناة فشلت بإستقطاب المشاهد العربي
مسؤول أميركي لـ إيلاف: الحرة مستمرة بنشاطها ولن تقفل قناة الحرة أكثر من مراجعة وأقل من إغلاق! أميركا تعلن فشل مشروعها الإعلامي: إقفال قناة الحرة قريبًا
أسامة مهدي من لندن: أكد آخر المسؤولين المستقيلين من قناة quot; الحرة quot; الفضائية الممولة أميركيًا مدير مكتبها في بغداد أن الصحافيين العراقيين مهمشون ويعانون من تمييز واضح على الرغم منأن هذا المكتب هو الأكبر والأهم للقناة في العالم خارج الولايات المتحدة وهو المصدر الرئيس لبرامجها ومقابلاتها وأخبارها ويستمد قوته من أهمية العراق العالمية والإقليمية والأحداث الساخنة التي تجري فيه منذ خمس سنوات واتهم مدير القناة بإعاقة محاولات تطويرها .
وفي حوار اجرته مع quot;إيلافquot; يقول الاعلامي العراقي سعد موحان الربيعي مدير مكتب الحرة في بغداد سابقًا والذي استقال منها قبل اسابيع قليلة إن قناة الحرة نجحت في العراق فقط، وفشلت في العالم العربي بسبب وجودها على الأرض في ظروف صعبة وبسبب مهنية وشجاعة وتضحيات العاملين في العراق من صحافيين وفنيين وإداريين وكذلك بسبب عدم قدرة الأطراف السياسية العراقية في التأثير عليها على الرغم محاولاتهم الكثيرة . واكد ان قناة الحرة العامة الموجهة الى العالم العربي قد فشلت في استقطاب المشاهد العربي لأنها لم تهتم بما يريد .. وهنا القسم الاول من الحوار مع الربيعي :
تأسيس مكتب الحرة في العراق وعمله
هل يمكن لكم أن تضعوا القراء بصورة كيفية عمل مكتب العراق للحرة ؟ متى تأسس؟ وما هي أقسامه؟ وعدد العاملين فيه؟ وكم مراسل له وأين؟ وما هي البرامج التي يقدمها والساعات المخصصة له؟
بدأ مكتب الحرة في العراق عمله رسميًا في شباط 2004 وكان متداخلاً في البداية مع مكتب راديو سوا لكنه إستقل كليًا بعد اكتمال مكتب الحرة في منتصف عام 2004. يتكون المكتب من أربعة أقسام هي:
أولا:- قسم البرامج
ثانيا:- قسم الأخبار
ثالثا:- قسم البث والإرسال
رابعا:-القسم المالي
عدد المتعاقدين في مكتب الحرة ببغداد حوالى 60 متعاقدًا مع الحرة، وهناك واحد وعشرون مراسلاً يعملون بالقطعة وهذا أمر مؤسف لأنهم أكثر الناس تعرضًا للمخاطر بسبب ظهورهم على الشاشة ومعرفة الناس بهم لذلك كان يجب أن تكون لديهم ضمانات وظيفية وأن يكون هناك إلتزام من قبل الحرة بهم لأنهم يعرضون حياتهم للأخطار بسبب عملهم في الحرة. وقد طالبت بتعيينهم كموظفين ثابتين وبرواتب تليق بهم كصحافيين مرموقين وتتلاءم من الأخطار التي يواجهونها، لكن المدير في واشنطن داني ناصيف رفض الأمر كليًا، ولم يتعاون معي في هذا الأمر. لدينا الآن 21 مراسلاً في مختلف أنحاء العراق وهم من أكفأ المراسلين وأكثرهم مهنية وهم يعرضون أنفسهم للأخطار يوميًا من أجل خدمة الكلمة الحرة. قبل أن أتولى الإدارة كان عدد المراسلين بين بغداد والبصرة هو مراسل واحد فقط، لكنني عينت مراسلين في كل من البصرة والديوانية وكربلاء والحلة وكنت على وشك تعيين مراسل في العمارة لكن الصحفي الذي كنا نعتزم تعيينه، وهو المرحوم نزار عبد الواحد، اغتيل بطريقة غامضة قبيل تعيينه. وفي بغداد عينت أربعة مراسلين إضافيين، ومراسلاً ثانيًا في أربيل. أما البرامج التي يقدمها مكتب بغداد فهي تغطي معظم ساعات بث الحرة عراق وهي كالآتي:
(بالعراقي) وهو برنامج يومي يبث الساعة العاشرة مساءا من الأحد إلى الخميس ويتوقف يومي العطلة الرسمية الأسبوعية في العراق وهما الجمعة والسبت. ويتناول البرنامج المواضيع الآنية الساخنة ويناقشها مع أصحاب الرأي وصناع القرار. يقدم البرنامج ثلاثة من أقدر الصحفيين العراقيين وهم عماد جاسم وعمر محمد وسعدون محسن. البرنامج له مشاهدون كثيرون في العراق خصوصا بين المهتمين بالشأن السياسي.
(أبواب) وهذا البرنامج أسبوعي يبث يوم السبت وتقدمه الصحفية اللامعة إيمان علاء ويعده الصحفي القدير محمد غازي الأخرس ويتناول الشأن الثقافي والفني في العراق طيلة أيام الأسبوع، ويسلط الضوء على إنتاج المثقف العراقي ويرى الكثير من المثقفين العراقيين أنه البرنامج الثقافي الأفضل في كل المحطات التلفزيونية العاملة في العراق، وقد عملت مع طاقم البرنامج على تحسينه كثيرًا خلال العام المنصرم. بعض القنوات الأخرى حاولت تقليده لكنها لم تنجح.
البرنامج الذي تتميز به الحرة هو ( سيرة مبدع ) وهو فكرة الأستاذ حميد الكفائي، والهدف منه تسليط الأضواء على المبدعين العراقيين الذين أهملوا في السنوات الأخيرة. وهذا البرنامج يتناول سيرة المبدعين العراقيين من شعراء وكتاب وفنانيين وموسقيين وممثلين ورسامين ونحاتين وروائيين، ويسلط الضوء على مسيرتهم وإنجازاتهم وقد بدأ بثه في الأول من شهر رمضان من العام الماضي والتقى بفنانين ومثقفين خارج العراق وداخله، وكان مفاجأة للعراقيين وحديث الشارع ولاقى ترحيبًا واسعًا من المثقفين والناس العاديين على حد سواء. وقد استضاف البرنامج الكثير من فناني ومفكري وشعراء الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وهذه الحقبة يعتز بها العراقيون ويعتبرونها فترة النهوض الثقافي والفني، إذ أنتجت الكثير من الفنانين والملحنين الذين اغنوا الفن والثقافة العراقية بالأدب والفكر والشعر والنثر والقصة والأغاني والألحان، والتي توقفت بعد دخول العراق في حروب الثمانينات وتحولت إلى أناشيد (وطنية) تحث على الحرب والصمود وما إلى ذلك. وهذا البرنامج يقدمه الشاعر والأستاذ الجامعي عارف الساعدي ويعده الأستاذ كاظم مرشد سلوم (وهو متخصص في السينما وله نتاج فني و ثقافي). ودعني أذكر هنا للتاريخ أن داني ناصيف عارض هذا البرنامج بشدة وقال إنه ليس هناك عدد كاف من المبدعين في العراق بحيث يمكن أن يستمر هذا البرنامج حتى لشهر واحد، لكننا بدأنا البرنامج وتمكنا أن نسجل أربعين حلقة خلال أربعة أسابيع فقط، وهو الآن مستمر للعام الثاني. هناك أيضًا برنامج يمزج بين الدين والفن هو (الحان السماء) ويبث يوم الجمعة ويتناول قراء القرآن الكريم وقصة المساجد التاريخية.
وهناك برنامج (حوار خاص) الذي كنت أقدمه شخصيًا وهو عادة مقابلة خاصة حول قضية آنية مع شخصية مهمة. وقد التقيت مع كبار المسؤولين السياسيين ورجال الدولة العراقية وصناع القرار وكانت المقابلات ساخنة تميزت بطرح جريء وإبراز للحقائق التي يتم تناولها أثناء المقابلة.
كذلك هناك برنامج (تحقيق) وهو برنامج شهري يبث في أول أربعاء من كل شهر ومدته ساعة تلفزيونية يتناول مشكلة ملحة تهم المواطن العراقي ويبدأ البحث في خفاياه وكنا نتلقى آراء وملاحظات المشاهدين وكان أكثره إيجابيًا، ومن الحلقات المثيرة جدًا كانت حلقة تلوث المياه في نهر دجلة وحلقة الألغام والحلقة التي تناولت مطار بغداد والتي أظهرت الأذى الذي يتعرض له المسافرون أثناء مغادرتهم العراق واضطرارهم للنوم على الأرض ثلاثة أيام بانتظار رحلاتهم التي لا تتعدى دول الجوار العراقي القريبة... وكنتيجة لهذا البرنامج فقد تعاقدت الحكومة العراقية لشراء ثلاث طائرات إضافية ووضعت حجر الأساس لإنشاء فندق في المطار لخدمة المسافرين.
وكانت لدي طموحات بأن استحدث ثلاثة برامج أخرى بغية توسيع مساحة المشاهدة للحرة وهي برنامج (نصف المجتمع) الذي يتناول قضايا المرأة العراقية، إذ تفتقر الحرة عراق لمثل هذا البرنامج حاليًا، وبرنامج يتناول القضايا المهمة التي حسمت في المحاكم العراقية، وبرنامج يومي لاستعراض الصحافة العراقية وبرنامج آخر تحت اسم (وجها لوجه) الذي يواجه فيه المسؤولون العراقيون نخبة مختارة من الجمهور.
هذه البرامج دُرست دراسة مستفيضة وحصلت على موافقة الأستاذ حميد الكفائي المدير السابق لقناة الحرة عراق لكن داني ناصيف أوقفها لأسباب لا علاقة لها بالمهنية وأعتقد أنه لا يريد أن تسجل هذه الانجازات لصالح شخص غيره.
نشرة اخبار العراق الاهم التي يتابعها العرقيون
ما هي أهمية مكتب الحرة في العراق ؟
مكتب العراق هو أكبر وأهم مكتب لقناة الحرة في العالم خارج الولايات المتحدة وهو المصدر الرئيسي لبرامجها ومقابلاتها وأخبارها ويستمد قوته من أهمية العراق العالمية والإقليمية وبسبب الأحداث الساخنة التي تجري فيه منذ خمس سنوات حتى الآن والتي لها علاقة وثيقة بكل بلدان المنطقة والعالم. كذلك فإن الوجود الأميركي الكبير في العراق والعلاقة الخاصة للولايات المتحدة مع البلد تجعله مهما. ودعني أقول إن قناة الحرة نجحت في العراق فقط وفشلت في العالم العربي، والسبب هو وجودها على الأرض في ظروف صعبة وبسبب مهنية وشجاعة وتضحيات العاملين في العراق من صحافيين وفنيين وإداريين وكذلك بسبب عدم قدرة الأطراف السياسية العراقية في التأثير عليها، على الرغم من محاولاتهم الكثيرة. نشرة أخبار العراق اليوم هي النشرة الإخبارية الأهم على الساحة العراقية والتي يشاهدها العراقيون على اختلاف توجهاتهم وذلك لشعورهم أنها تنقل الحقيقة إليهم والاعتقاد أن الحرة لا تخشى أحدًا في نقلها للأخبار والآراء لأن وراءها قوة الولايات المتحدة الأميركية، أما القنوات الأخرى العاملة في العراق فهي أما حزبية أو شخصية وأكثرها لها أجندات وتوجهات معينة، أما دينية طائفية أو سياسية. أما الحرة، وعلى الرغم من عدم حيادية ومهنية بعض الأشخاص فيها، وهؤلاء أصبحوا معروفين الآن، فهي قناة مستقلة تعمل حسب معايير الإعلام الحر السائد في الغرب.
علاقة مكتب العراق بالمقر الرئيس في واشنطن
ما هي علاقة مكتب العراق بالمقر الرئيس في واشنطن؟ تحريريًا؟ وظيفيًا؟ سياسيًا؟ توجيهيًا؟
مكتب العراق يعمل بالتنسيق مع مكتب واشنطن وهو الذي يقدم الأخبار والمقابلات والتحليلات والأفكار والبرامج خصوصا وأنه يبدأ العمل قبل واشنطن بثماني ساعات وهو فرق التوقيت بين بغداد وواشنطن. المراسلون يعملون بالقطعة، ومعنى هذا أنهم غير مثبتين ولا يحصلون على رواتب بل يدفع لهم أجر مقابل كل تقرير، وهذا أمر فريد من نوعه لا يليق بالقناة ولا يليق بصحافيين قديرين كالذين يعملون في الحرة، وهذا الأمر يزعجهم كثيرًا وقد حاولت تغييره لكنني لم أفلح مع عدم جدية داني ناصيف مدير الحرة في العمل وفي تغيير أي شيء. القنوات المنافسة للحرة مثل الجزيرة والعربية توفر كل الدعم والضمانات الوظيفية لمراسليها وصحفييها وتقنييها وقد رأينا أن القناتين أنفقتا أموالاً طائلة على مراسلين أصيبوا في العراق وقدموا رواتب تقاعدية ومساعدات مالية سخية لعوائل من قتل منهم. بينما قناة الحرة تنفرد بعدم تقديم أي دعم أو ضمان للصحفي أو التقني للأسف الشديد.
أما العلاقة مع واشنطن فقد كانت علاقة تعاون متواصل وثقة متبادلة عندما كان مسؤولنا الأستاذ حميد الكفائي وهو شخص ذو خبرة واسعة في هذا المجال وقد استفدنا كثيرًا من أفكاره وملاحظاته، بالإضافة إلى خبرته الإدارية المتميزة وأسلوبه الدبلوماسي الراقي في التعامل مع الآخرين، واحترامه للجميع دون شروط، وهذه أمور يعرفها كل من عمل معه. وعلى الرغم من تشدده في القضايا المهنية خصوصًا قضايا الحيادية والتوازن ومراعاة سلامة اللغة العربية في التقارير الإخبارية، مصرًا على إشراك جميع القوى السياسية في البرامج والأخبار، لكننا كنا مستفيدين من هذا التشدد لأنه يساهم في رفع المستوى المهني وقد ساهم فعلا في رفع المستوى المهني للحرة أثناء فترة وجوده فيها. كنا في بغداد نتخذ القرارات المهنية اليومية التي تتعلق بالوضع العراقي وإن كانت هناك أي ملاحظات للمدير في واشنطن أو أي من الزملاء الآخرين في مكتب واشنطن فإننا نتعامل مع هذه الملاحظات ونأخذ بها إن أمكن أو نقدم تفسيرا لهم. المهم أن كلا منا يعرف واجبه ويؤديه بمهنية تامة. لكن العلاقة ساءت بعد تولي داني ناصيف الإدارة فجأة وعلى نحو غير متوقع. وهذا الرجل ليس له تجربة لا في الإعلام ولا في الإدارة وقد ضاق الناس به ذرعا ليس في بغداد فحسب بل حتى في واشنطن وكثيرون منهم غادروا القناة بسببه لأنه أحدث فوضى حقيقية بسبب عدم قدرته على البت بأي شيء بسبب عدم المعرفة والخوف من عواقب اتخاذ القرار مهما كان القرار بسيطًا.
مدير الحرة ومحاولات تطويرها
لكن ناصيف كان مديرًا للأخبار في إذاعة سوا لمدة خمس سنوات؟
لقد تعاملت مع ناصيف لمدة عام كامل وخلال هذا العام كلما طرحت عليه سؤالاً أو طلبت منه أمرًا قال لي (بنحكي بعدين!) ولا تعلم متى يأتي زمن الـ (بعدين) وعندما تعاود السؤال يجيبك بالطريقة نفسها. واتضح لدي لاحقًا أن هذا الجواب جاهز لديه لكل من يسأله لأنه لا يمتلك إجابة وافية عن أي شي. حتى تندر بعض الزملاء ووصف الحرة وسوا بأنها (مؤسسة quot;بنحكي بعدينquot; للإذاعة والتلفزيون) أما عمله في سوا فلم يكن في الأخبار أو الإعلام بل كان منصبا إداريا شكليا. هناك إعلاميون مرموقون يعملون في راديو سوا، عراقيون وعرب، وهؤلاء هم الذين يديرون الأخبار والإذاعة والدليل إن ناصيف غادر (عمله) في سوا منذ أكثر من عام ولم يحل أحد محله ولم يتأثر عمل الراديو، بل على العكس فإن العمل قد تحسن كثيرا في غيابه وحصلت سوا على جوائز دولية بعد مغادرته. طريقة داني ناصيف في الإدارة هي إضعاف الأشخاص في مواقع المسئولية، خصوصا المجدين منهم، وتجاوزهم إلى الأدنى منهم وتسميم الأجواء بين الصحفيين والعاملين في القناة ومحاولة الانتقاص من المهنيين في القناة وتفضيل الأقل مهنية على أهل الخبرة ولهذا السبب غادر القناة كثيرون منذ مجيئه حتى الآن، وبينهم صحفيون لبنانيون وعرب وليس فقط عراقيون، وأنا متأكد أن كثيرين آخرين سيغادرون عندما يجدون فرص عمل أخرى. في نهاية المطاف فإن أكثر الناس معرفة في الشأن العراقي هم العراقيون ولا يمكن لشخص يجلس في واشنطن ولم يغادرها منذ ثلاثين عاما إلى أي بلد عربي، ولا يفقه في الشأن العراقي أن يدير قناة إخبارية عراقية في ظروف سياسية وأمنية صعبة.
دور العراقيين في قناة الحرة
هل معنى ذلك أنك ترفض وجود عناصر غير عراقية في الحرة عراق؟
أبدا. أنا عملت في قناة (أل بي سي) اللبنانية لمدة عام ولدي أصدقاء لبنانيون كثيرون وليس لدي مثل هذا الانحياز لكن يجب احترام الاختصاص والخبرة. كما لا يحق لي أن أبت في الشؤون اللبنانية أو السورية أو المصرية فإنه ليس من حق من يجهل الشأن العراقي أن يبت في شؤونه. هناك طاقات لبنانية كبيرة في الحرة لكن عليها الاهتمام بأقسام الحرة الأخرى الموجهة للعالم العربي وترك العراقيين يديرون قناة الحرة عراق. المشكلة أن قناة الحرة العامة الموجهة للعالم العربي فشلت في استقطاب المشاهد العربي لأنها لم تهتم بما يريد . بينما حققت الحرة عراق نجاحًا للأسباب التي ذكرتها آنفًا، ومن هنا فإن الإدارة اللبنانية الجديدة للحرة أرادت أن تدّعي هذا النجاح لنفسها فقامت بتهميش العراقيين كليًا.
وهل العراقيون في الحرة مهمشون فعلاً؟
نعم بل وهناك تمييز ضدهم في كل شيء حتى في الرواتب والرحلات الصحافية وكل شيء. الشؤون العراقية يتصدى لها لبنانيون الآن، والمسئولون العراقيون الآن يقابلهم لبنانيون ولا تكاد ترى مقابلة يجريها صحلفي عراقي الآن في واشنطن إلا ما ندر. قبل يومين كنت أشاهد الحرة أوروبا ورأيت مقابلة للرئيس الطالباني والذي أجرى المقابلة هو اللبناني حسين جرادي وبالمناسبة فهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها جرادي مقابلة مع الطالباني. وقد رأيته من قبل يقابل مسؤولين عراقيين آخرين ويذهب إلى أربيل والسليمانية وعمان في مهمات صحافية عراقية كان يجب أن تكون من اختصاص صحافيي الحرة عراق. وفي اليوم التالي شاهدت ساعة حرة تناقش تشكيل الحكومة العراقية ويقدمها أيضا حسين جرادي. أين الصحافيون العراقيون في الحرة من أمثال علي عبد الأمير اعجام ومحمد علي الحيدري وهاشم علي مندي وناصر طه؟ لماذا لا يعطون فرص إجراء مثل هذه المقابلات وتقديم مثل هذه البرامج؟ بل لماذا أنشأت الحرة عراق أساسًا إن كانت ستُتجاهل بهذه الطريقة الفجة؟ ودعني أضيف أن الأسماء المذكورة أعلاه هم من خيرة الطاقات العراقية في الحرة، لكن داني ناصيف يصر على تجاهل العراقيين ولبننة قناة الحرة بأكملها حتى قسم العراق. وهناك الآن فوضى حتى في أخبار (العراق اليوم) المهمة جدًا في العراق، فيوم يظهر علينا مذيع يقدم الأخبار بمفرده واليوم الآخر هناك مذيع ومذيعة يقدمان الأخبار معًا. وحتى الآن لم نر مذيعة ولو لمرة واحدة تقدم الأخبار بمفردها مما يعني أن هناك تمييزًا ضد المرأة إذ لا يسمح لها أن تقدم بمفردها بينما يسمح للرجال ذلك.
التعليقات