الملاحظة الأبرز في قرار الملك عبدالله بن عبد العزيز إقالة الشيخ سعد الشثري من منصبه في هيئة كبار العلماء، ليلة الأحد، تتمثل في أن القرار لم يتضمن عبارة quot; بناءً على طلبهquot;، وهو التقليد المعروف في القرارات الملكية التي يعفي من خلالها العاهل السعودي أحد المسؤولين في مؤسسات الدولة المختلفة.
وتتضمن عادة القرارات الملكية مثل هذه العبارة حفظًا لمكانة ومركز الشخص المُقال أمام الرأي العام.
الرياض:يرى مراقبون تحدثت quot; إيلافquot; معهم أن خلوّ البيان الملكي من هذه العبارة دليل على وجود حالة استياء من الملك تجاه الشثري، بسبب الزوبعة التي أثارها وفي وسائل الإعلام المختلفة بحديثه عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
ورأى هؤلاء أن هذا ربما يكون عقابًا من الملك عبدالله تجاه الشثري.
كما أن هذهتعتبرمن الحالات النادرة التييتم فيها إقالة مسؤول أو أحد أعضاء الهيئات الكبرى بقرار ملكي دون وجود عبارة بناء على طلبه. إحدى الحالات سجلت عندما أجرت السعودية التغييرات السابقة التي أقيل فيها رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح اللحيدان، حيث صدر وقتها قرارًا بإقالة الشيخ يوسف الغفيص العضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من هيئة كبار العلماء دون إشارة للعبارة المذكورة.
وضمن الآراء التي أثيرت وقت إقالة الغفيص، أنها جاءت بسبب نشاطه في معارضة قرارات الملك عبدالله من خلال إصداره لعدد من البيانات، وأسباب أخرى قالت بسبب غيابه المتكرر واعتذاره عن جلسات هيئة كبار العلماء وكان العذر مرض والدته.
وهي أسباب تبدو قريبه مما حدث مع الشثري، الذي اتهمه عشرات الكتاب والإعلاميين بأنه يقف أمام مشروع وحلم العاهل السعودي ببناء جامعة علمية متطورة.
كما لاحظ مراقبون اليوم أن ثمة ارتباطًا بين قرار إقالة الشيخ سعد الشثري والشيخ الغفيص، وهو الاستياء مما بدر منهما من تصريحات أثارت الرأي العام، معتبرين أن الجامع بينهما أنهم من جيل الشباب الذين أدخلهم الملك عبدالله في هيئة كبار العلماء على سبيل تجديد دماء الهيئة.
وجاء القرار ليؤكد أن الصحافة السعودية بإتحادها استطاعت إقالة الشيخ سعد الشثري، كما كانت صاحبة اليد الطولى في إقالة الشيخ اللحيدان بعد آرائه المتشددة في رؤية هلال رمضان ومن ثم فتواه في قتل ملاك الفضائيات.
وأيضًا الشيخ إبراهيم الغيث رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق، بعد أن شنت الصحافة هجومًا موحّدًا ضد آرائه في السينما وعمل المرأة في محلات الملابس النسائية ودمج تعليم البنات وتغيير المناهج السعودية وغيرها.
التعليقات