|
شهدت مصر عدة حوادث قطارات في السنوات الأخيرة، يعود سببها إلى ضعف صيانة العربات والقاطرات واستمرار الاعتماد على العنصر البشري، ويشكو المواطنون من سوء حالة معظم قطارات ركاب الدرجة الثالثة التي تستخدمها الأغلبية من الفقراء، ويرون أن عمليات التطوير التي أعلنت عنها الحكومة تركز فقط على قطارات الدرجة الأولى. وطالب النواب بضرورة محاسبة المسؤولين عن التقصير،وفي الوقت الذيقرر فيه عدد من النواب التقدم بطلبات إحاطة لرئيس الوزراء ووزير النقل لبحث أسباب تكرار حوادث القطارات، تتضارب الأنباء حول مطالبته بتقديم استقالته.
القاهرة: جدد حادث قطاري الصعيد الذي وقع مساء أمس الأول بالعياط جنوب القاهرة الحديث عن إهمال الحكومة، وأرجع نواب وأعضاء في البرلمان سبب الحادث إلى الفساد الحكومي المستشري والإهمال الجسيم، فيما اتهم آخرون الحكومة بتضليل الرأي العام بالحديث عن تطوير السكك الحديدية. ويأتي ذلك في وقت تضاربت فيه أنباء عن إقالة او استقالة وزير النقل محمد لطفي منصور بسبب الحادث.
وطالب النائب الاخواني حمدي حسن بتقديم المسؤولين عن الحادث الى المحاكمة، وقال في اتصال هاتفي لـquot;إيلافquot; انه quot; يجب محاسبة من فضلوا حماية كراسيهم بدلاً من حماية الشعبquot;، وأضاف ان quot;اجمالي ما تم تخصيصه للشعب وللخدمات المقدمة إليه لا يمثل شيئًا، مقارنة بما يتم تخصيصه لضمان امن أهل الحكم والسادة المسؤولينquot;، مشيرًا الى ان الامتيازات المتنوعة التي يستمتعون بها تكفي لنهضة في كافة الخدمات المقدمة للشعب بما يضمن له حياة كريمة.
وفتح حسن الحديث مرة أخرى عن الغاز الطبيعي الذي تصدره مصر لإسرائيل قائلاً quot;ان مصر لو تصدره بأسعاره الحقيقية لوفر ذلك أموالاً طائلة تكفي لنهضة الدولة والارتقاء بالخدمات المقدمة الى الشعب، وتساءل قائلاً quot;لصالح من تدعم الحكومة المواطن الصهيوني بدلاً من أبناء الشعب؟quot;.
وشهد مجلس الشعب أمس انتفاضة ساخنة ضد الحكومة، اذ استخدم النواب جميع الأدوات البرلمانية ما بين تقديم الاستجوابات مرورًا بالأسئلة الى الطلبات والبيانات العاجلة، متهمين الحكومة بالاستهتار والتسيب والإهمال، وقال حمدي الطحان رئيس لجنة النقل ان quot;الإهمال الجسيم من قبل الحكومة هو السبب الرئيس وراء وقوع هذا الحادث، حتى لو كان وراءه اهمال عامل المزلقان او سائق القطار، لأنهما في النهاية يمثلان جزءًا من الجهاز التنفيذي بالدولة، الحكومة quot;.
وطالب الطحان بإنشاء مجلس قومي لسلامة النقل يتبع رئيس الوزراء مباشرة ويشارك فيه نخبة من العلماء والمسؤولين عن النقل، تكون مهمته إصدار توصيات ناتجة عن دراسة الحوادث الجسيمة وان تلتزم الحكومة بهذه التوصيات.
ويقف وراء وقوع الحادث ثلاثة احتمالات وراء، الأول يتعلق بالإشارات او ما يطلق عليه quot;السيمافورquot; ووجود عيب بها، ووظيفتها إعطاء إنذار الى السائق بوجود قطار على نفس الخط وبالتالي يحثه على التوقف، او وجود خلل فى دائرة الهواء التى تتحكم بالفرامل، ومن ثم لا يستطيع السائق السيطرة على القطار، أما الثالث فيتعلق بوجود خلل فى جهاز ال atc المسؤول عن توقف القطار اتوماتيكيًا في حال استقباله إشارة من السيمافور quot;اشارة حمراءquot; .
وقد نفت مصادر لـquot;إيلافquot; ان جهاز التحكم atc الموجود في القطار الثاني كان معطلاً، ورجحت المصادر أن يكون مغلقًا، ومن المقرر ان يحسم هذا الاحتمال الجدل حول هذا الجهاز quot;يوتاquot; المعروف بالصندوق الأسود في الجرارين، وسيبين الجهاز أيضًا حسبما أضافت المصادر سرعة القطارات والتجاوزات المرتكبة من قبل السائقين وكذلك الاستجابة لأبراج المراقبة من عدمه. وتتجه النية بحسب المصادر الى تحميل العامل البشري السبب وراء حصول الحادث لان الجرار يتلقى التعليمات من أبراج المراقبة والسائقين.
ومن المقرر ان تعقد اليوم لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب اجتماعًا طارئًا لمناقشة الظروف والملابسات التي ادت الى تصادم القطارين، وسط جدل حول حضور وزير النقل للاجتماع ، اذ تتضارب الأنباء حول احتمال إقالته من منصبه. وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم الحكومة الدكتور مجدي راضي عدم وجود اتجاه لاستقالة الوزير او اقالته جراء الحادث، اذ اوردت مصادر أخرى انه لن يحض اليوم الاول لمؤتمر الحزب الوطني السنوي، الذي يحضره الرئيس مبارك، ما فسره مراقبون بانه خطوة لاقالة منصور من منصبه، بحسب جريدة quot;الشروقquot;.
يذكر ان الحادث وقع عندما تعطل قطار كان في طريقه من الجيزة إلى الفيوم (100 كلم جنوب القاهرة) قرب قرية جرزة التابعة لمدينة العياط quot; 40 كلم جنوب غرب القاهرةquot; اثر اصطدامه بدابة quot;جاموسةquot;، ليصطدم به القطار الثاني المتجه من القاهرة إلى أسيوط من الخلف بعد 10 دقائق من توقفه، ما أودى بحياة حوالي 18 قتيلاً وأكثر من 35 مصابًا بحسب الأرقام الرسمية، و40 قتيلاً وإصابة 120 آخرين بحسب مصادر غير رسمية.
وقد تعددت حوادث القطارات في مصرخلال السنوات الاخيرة، و حصدت وراءها مئات الضحايا، ففي أغسطس/ آب 2006، لقي 57 شخصًا مصرعهم وأُصيب 128 آخرين، نتجية تصادم قطارين للركاب، واشتعال النيران فيهما، بالقرب من مدينة quot;قليوبquot; الواقعة على مسافة غير بعيدة من شمال القاهرة. وبعد نحو شهر من ذلك الحادث، شهدت المنطقة نفسها تصادم قطار لشحن البضائع بآخر لنقل الركاب، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى و24 جريحًا. وفي واحد من أسوأ حوادث القطارات في مصر، لقي ما يزيد على 370 شخصاً مصرعهم، نتيجة اندلاع حريق بقطار للركاب جنوبي القاهرة، في فبراير/ شباط 2002، وسقط نحو 44 من هؤلاء الضحايا نتيجة قيامهم بالقفز من القطار الذي كان يسير بسرعة كبيرة بينما كانت النيران مشتعلة فيه. بالإضافة الى كارثة قطار كفر الدوار الذى انزلق من على الخط نحو سوق مزدحم بالمواطنين في واحدة من اكثر الكوارث خطورة والتي راح ضحيتها المئات من الارواح.
التعليقات