محللون يعتبرونها خطوة سلبية للرئيس الأميركي
لماذا اختار أوباما المرور بالرياض قبل القاهرة بيوم واحد؟
أحمد البشري من الرياض: سيناريوهات عديدة خرجت في الأيام الماضية، وبدأت بإعلان الرئيس الأميركي زيارة سيقوم بها إلى القاهرة، يلقي خلالها خطابه المرتقب إلى العالم الإسلامي وهو يقف على منبر جامعة القاهرة، السيناريو الثاني جاء بعد إعلان البيت الأول لزيارة القاهرة، ويضع الرياض ضمن مخطط الرحلة التي تنوي طائرة الرئيس أوباما إتباعه في الشرق الأوسط الكبير، وهو ما لاقى استحسان الدول العربية لضمه دولة عربية أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها.
التعديل الثالث في السيناريو الأميركي جاء قبل ساعات، حين أعلن البيت الأبيض مجددًا، تعديلاً جديدًا على خط سير الرحلة، ليعلن مطار القاعدة الجوية في الرياض المحطة الأولى لطائرة الرئيس الأميركي، قبل أن تقلع الطائرة من جديد وتهبط في مطار القاهرة، بعد أن يقضي أوباما ليلته الأولى عربيًا، على سرير سعودي في العاصمة الرياض.
وبعد الإعلان تسابق محللو السياسة للنظر خلف هذا القرار، أسبابه ومسبباته التي أوجبت هذا التغيير بعد يومين فقط من إعلان الرياض محطة في رحلة الرئيس أوباما، وجاءت أغلب التحليلات مقتربة من تطورات البيت الإيراني في المنطقة، وحليفه الكوري الشمالي، وقلق جاراتها والعالم من خطر الأسلحة النووية، بالإضافة إلى جملة من الموضوعات يتوقع المراقبين أن يطلب أوباما استشارة عاجلة حولها، قبل أن يتحدث بأي منها ضمن خطابه المرتقب في القاهرة.
ونظرًا لحساسية الفترة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والمشاكل التي تعصف بين الكثير من الدول، فإن زيارة أوباما المفاجئة للرياض وضعت سيناريو أمام الكثير من المحللين، وهو عن السر الذي جعله يغير مسار طائرته، لتهبط في السعودية قبل يوم واحد فقط من خطابة المرتقب في القاهرة؟
بعضهم يرى في هذا التغيير، حرصًا من أوباما على استشارة السعوديين، واخذ رأيهم فيما سيقوله، خصوصًا أنه يخطب للمرة الأولى في دولة عربية بعد أن اشتهر بخطاباته الرنانة في مدن وولايات أميركا.
وفي هذا الشأن تحدث لـ quot;إيلافquot; الدكتور سليمان جازع الشمري، عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام جامعة الملك سعود، الذي يرى بأن هذه الخطوة تحسب من الخطوات السلبية على السياسة الأميركية الحالية، ووصفها بتخبطات عشوائية يتخذها الرئيس أوباما، وشدد على أنه يتعين على رئيس بحجم أوباما أن تكون تحركاته مدروسة، خصوصاً وأنه قد خطط لهذه الزيارة من قبل ولم تكن زيارة مستعجلة او ارتجالية.
ويرى الدكتور الشمري، بأن وجود العاصمة السعودية الرياض او العاصمة المصرية القاهرة أولاً لا يؤثر في السياسات الأميركية تجاه المنطقة، لأن القرارات من وجهت نظره قد صيغت، والخطاب الذي سيلقيه أوباما سيكتب وسيراجعه مستشاريه قبل إقلاع الرحلة باتجاه البلاد العربية. ويرى الشمري بأن وضع السعودية قبل مصر في جدول الرحلة قد لا يحتمل أي بعد سياسي، وضرب مثال بأنه إذا ما قرر أوباما زيارة إسرائيل بعد مصر والسعودية، هل سيعني ذلك بأن السعودية ومصر أهم من إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
د سعد مارق، أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى في حديث هاتفي مع quot;إيلافquot; يرى بأن السعودية كيان مستقل وتمثل ثقل كبير جداً في العالمين العربي والإسلامي، ويرى بأن الدولتين تحظيان بدورهما التاريخي ولا يوجد هناك دولة أخذت دور أخرى، كما يجب أن نهمل الدور الرئيسي لمصر في المنطقة وخصوصاً في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الدور السعودي السياسي والإقتصادي، إضافةً إلى الإعتدال والتوزان في السياسة السعودية.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يمكن تجاهل أدوار السعودية الحالية، ما يجعلها من اهم المقاصد السياسية لأي رئيس في العالم، وقد تكون مقدمة على بعض الدول الأوربية المهمة، كما يجب على الرئيس أوباما استشارة السعودية في أي خطاب يوجه للعرب والمسلمين.
وفي ختام حديثه لـquot; إيلافquot; قال الدكتور سعد: quot;اجزم بأن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بينهما وهناك توافق وانسجام، كما أن هناك أجندة خاصة لكل زيارة ولكل دولةquot;.
ويرى مراقبون أن التعديل المفاجأ للزيارة من شأنه نقل الثقل العربي و الإسلامي إلى الرياض، بعد أن ظل فترة طويلة في القاهرة، وهو ما يشير إلى مهام جديدة تسند للرياض، خصوصاً بعد النجاحات المتوالية في الحرب ضد الإرهاب، وتنامي القوة الاقتصادية، التي أصبحت ضاربة ومؤثرة في العالم ما جعلها الدولة العربية والشرق أوسيطة الوحيدة التي تشارك في اجتماعات الدول العشرين العظمى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، إن أوباما quot;سيلتقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض في الثالث من شهر يونيو المقبل، ويرى غيبس هناك رغبة من أوباما لمناقشة العديد من المسائل المهمة، حيث قال: يعتقد الرئيس أن الزيارة quot;فرصة لمناقشة مسائل مهمة، مثل السلام في الشرق الأوسط، لكن تلك الفكرة لم تولد من شيء محدد.quot;
وكان أوباما التقى العاهل السعودي في إبريل الماضي على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في لندن، وأجرى معه مباحثات تتعلق بالتعاون quot;في مواجهة الأزمة الاقتصادية والقضايا المشتركة. كما تعد هذه الزيارة الأولى للرئيس أوباما للسعودية.
التعليقات