تطوي كل ملفات الخلاف وتطفئ استفزازات quot;الجزيرةquot;
مصالحة أردنية قطرية quot;جديةquot; في عمان
عبدالله الثاني إلى الدوحة والجزيرة خارج الحسابات الأردن يرد اليوم على هيكل عبر quot;الجزيرةquot;
عامر الحنتوليndash; إيلاف: في تطور لافت على صعيد العلاقات الأردنية القطرية، علمت quot; إيلاف quot; أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيصل الى العاصمة الأردنية عمان مساء يوم الجمعة المقبل، أو صباح يوم السبت على أبعد تقدير لعقد لقاء قمة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بعد نحو تسعة سنوات من القطيعة، والجفاء والحروب الدبلوماسية، والإعلامية التي كانت تذكيها الدوحة عبر ذراعها الإعلامية قناة الجزيرة الفضائية، التي أقفلت عمان مكاتبها مرتين على مدى السنوات الماضية، إذ كانت آخر النزاعات هي إذاعة الجزيرة لحلقات مسجلة من برنامج quot; مع هيكل quot; تناول فيها الصحافي المصري محمد حسنين هيكل الدور الأردني في قضايا المنطقة بصورة سلبية بلغت حد اتهام ملوك هاشميين حكموا الأردن خلال العقود الفائتة، بأنهم عانوا من أمراض نفسية طبعت تصرفاتهم وقراراتهم خلال الأحداث المصيرية التي عاشتها المنطقة، وهو ما دفع عمان الى اعتبار البث القطري لحلقات مسجلة أنه نوعا من التشويش على الدور الأردني الذي سبق انعقاد القمة العربية في قطر في أواخر شهر مارس/آذار الماضي، وسط استياء أردني بالغ صامت رسميًا، ومعلن اعلاميًا.
ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن الأمير القطري سيصل الى عمان مصطحبًا معه وفدًا سياسيًا واقتصاديًا رفيعًا يضم رئيس الوزراء- وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذيأدى دورًا بارزًا في التمهيد لإزالة أكياس الرمل التي تعترض العلاقات الأردنية القطرية منذ تسع سنوات، إذ كان لقاؤه مع العاهل الأردني الشهر الماضي على هامش القمة الإقتصادية العالمية quot;دافوس البحر الميتquot; بداية للإتفاق الجدي على إنهاء الخلافات السياسية، وإطفاء استفزازات قناة الجزيرة القطرية، المغضوب عليها أردنيًا رغم أن الدوحة تؤثر بإستمرار نفض يدها من سلوكيات الجزيرة بالإعلان أنها لا تتدخل في عمل الفضائية وتتيح لها العمل بحرية انطلاقًا من أراضيها، رغم اتهامات عربية متكررة للدوحة بأن الجزيرة تعادي من لا يروق بسياسته أو تحركاته للقيادة السياسية القطرية، وسط أنباء ومعلومات أفادت أن عمان فكرت بجدية إغلاق مكاتب الجزيرة في عمان في شهر مارس/آذار الماضي، ومقاطعة قمة الدوحة إذ لم يتح لأحد ساستها الرسميين الرد عبر هواء الفضائية ذاتها على هيكل، وهو ما تدخلت بشأنه أطراف عربية من بينها الرئيس السوري بشار الأسد لإقناع القيادة القطرية بفتح أحد برامج الجزيرة لعمان، وهو ما تم عبر ترتيب من الإعلامي الأردني ياسر أبوهلالة مدير مكتب المحطة القطرية الذي أجرى لقاءً مع السياسي الأردني المخضرم زيد الرفاعي رئيس مجلس الأعيان واللاعب الأساسي في منظومة الحكم الأردني طيلة العقود الماضية.
وخلال قمة الدوحة التي نشط بها الأردن سياسيًا ودبلوماسيًا كان واضحًا حجم الجفاء والتباعد بين ساسة عمان والدوحة، رغم أن العاهل الأردني كان قد بادر أواخر العام الماضي الى كسر الجليد مع الدوحة عبر زيارة قام بها الى الدوحة، إلا أنها لم تعط مفعولاً لدى القيادة القطرية التي واصلت ndash;بحسب أنباء صحفية في عمان- الإيعاز للمؤسسات الرسمية بالإستغناء عن العمالة الأردنية في الدوحة وإعادتها الى الأردن، كنوع من تصفية الحسابات على خلفية ملفات وأزمات قديمة، وهو الأمر الذي استمر حتى بعد تمثيل الأردن بقمة الدوحة على أعلى مستوى، إلا أن قطر كانت ترد على الإستفسارات الأردنية المتكررة بشأن أوضاع عمالتها أن غالبية العمالة الأردنية هي في القطاع التعليمي الذي شهد مع بداية العام الحالي مبادرة تتضمن رفع يد الحكومة عن المدارس التابعة لها وجعلها مدارس خاصة كلّ على حدة ذات قرار مستقل ماليًا وإداريًا، وهو ما يعني رجوع الأمر إليها في مسألة تجديد عقود الأردنيين من عدمه، وهي التبريرات التي كانت عمان تعتقد معها أن لها خلفيات سياسية تضمرها الدوحة.
وفي وقت علمت فيه quot;إيلافquot; أن الزيارة القطرية ستكرس للمصالحة الجدية التي تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، فقد لوحظ أن الوفد الإقتصادي الضخم المرافق لأمير قطر يؤشر الى عزم الدوحة الإيعاز للمستثمر القطري بتنفيذ هجوم استثماري شامل على محاور وجبهات عدة في الأردن، لحاقًا بركب الإستثمار الخليجي في الأردن الذي تضاعف الى مستويات لاسابق لها منذ عام 1999، إذ إن تردي العلاقات الأردنية القطرية حال مرارًا دون تنفيذ مشاريع استثمارية ضخمة من جانب هيئات وشركات قطرية.
أبرز المحطات الرئيسة في العلاقات الأردنية القطرية:
1995: (يونيو حزيران) الملك حسين بن طلال يعلن منفردًا وخلافًا للتردد والإرتباك في المواقف العربية تأييد بلاده واعترافه بمآل السلطة الى ولي العهد (آنذاك) الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي نفذ انقلاب قصر أبيض ضد حكم والده الأمير خليفة، إذ سرعان ما تبع التأييد الأردني تأييد معظم الدول العربية والعالمية.
1998 : (سبتمبر أيلول)أمير قطر يزور العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال في مستشفى مايوكلينيك بعد إجرائه عملية جراحية دقيقة، و يبدي تعاطفه الواسع مع مصابه بمرض السرطان، الأمر الذي لقي ثناء الملك حسين.
1999: (يناير كانون الثاني) أمير قطر يصل الى عمان ويبقى في مطار عمان العسكري للمشاركة في استقبال الأردن للملك الغائب والمريض تعبيرا من جانب الدوحة عن تميز العلاقات الأردنية القطرية، وعرفانا للعاهل الأردني كونه أول حاكم في العالم يؤيد مآل السلطة إليه، ولوحظ التأثر الشديد وقتذاك حين صافح العاهل الراحل أمير قطر معانقًا وموجهًا كلامه إليه لفترة من الوقت.
1999: (فبراير شباط) عمان تعلن وفاة العاهل الأردني الملك حسين بعد صراع مع مرض السرطان، وتنقل العرش عبر آليات دستورية الى ولي العهد الأمير (وقتذاك) عبدالله بن الحسين، إذ سرعان ما وصل الأمير القطري الى عمان لتقديم تعازيه الى الملك الجديد، والتعبير له عن الدعم السياسي والإقتصادي للأردن.
1999: (مارس آذار) أمير قطر وزوجته موزة المسند يصلان الى مدينة العقبة الأردنية في زيارة خاصة وحميمية للقاء الملك الأردني الجديد الملك عبدالله الثاني وزوجته الأميرة (وقتذاك) رانيا العبدالله، من أجل تهنئة الأخيرة بنيلها لقب ملكة بالتزامن مع إنتهاء حالة الحداد الرسمي.
2000 ( سبتمبر أيلول) قطر تعلن عن مبادرة لحل النزاع بين الحكومة الأردنية وحركة المقاومة الإسلامية حماس على خلفية قرار عمان حظر الأنشطة السياسية والإعلامية للحركة على الأراضي الأردنية، واعتقالها قادة الحركة، إذ أرسلت الدوحة طائرة لنقل القادة الفلسطينيين الى الدوحة، لكنهم تحدثوا من الدوحة عن وساطة قطرية غامضة، وموقفًا غائمًا من جانب الدوحة بشأن ضمانات عودتهم الى الأردن كونهم مواطنين أردنيين.
2001 : (يونيو حزيران) السلطات الأردنية تفاجأ بوصول رحلة عادية لطيران قطر على متنها القيادي الحمساوي المبعد إبراهيم غوشه دون أي تنسيق أو إحاطة من الجانب القطري، إذ سرعان ما أبدت عمان غضبها من التصرف القطري فقامت بحجز الطائرة القطرية ومنع عودتها الى قطر إلا إذا أعيد على متنها القيادي غوشه وهو ما اعتبرته الدوحة تشددًا أردنيًا سيقود الى قطع العلاقات مع عمان، إلا أن التشدد الأردني استمر نحو شهر ظلت خلاله الطائرة القطرية جاثمة على الأراضي الأردنية، حتى تم التوصل إلى اتفاق أن تحمل الطائرة غوشه الذي وقع اقرارًا بإستقالته من حماس الى العاصمة التايلندية.
2003 (مارس آذار) محكمة قطرية تأمر بإعدام الأردني المجالي، وترفع الحكم لأمير قطر للتصديق عليه إلا أن لقاءً مفاجئًا بين الملك عبدالله والأمير حمد في العاصمة الفرنسية الدوحة حال دون التصديق الأميري على حكم الإعدام، قبل أن يقوم ملك الأردن بزيارة الى الدوحة التي أفرجت عن المجالي إكرامًا للعاهل الأردني.
2004 : استمرار المناوشات الإعلامية بين صحف أردنية وقطرية وسط ترد بالغ للعلاقات بين البلدين، واستدعاء متكرر للسفراء من الدوحة وعمان.
2005: الأردن يتخذ مواقف متطابقة مع المملكة العربية السعودية التي اشتد خلافها مع قطر، إلا أن الأخيرة ركزت القصف الإعلامي على الرياض وعمان، وقامت بتسريح الآلاف من الأردنيين العاملين
2006: معركة أردنية قطرية من نوع مختلف ساحتها أروقة هيئة الأمم المتحدة التي كانت تستعد لإنتخاب أمين عام جديد خلفًا للغاني كوفي أنان الي انتهت ولايته، إذ سرعان ما أبلغ الأردن جامعة الدول العربية عزمه ترشيح الدبلوماسي الأممي الأمير زيد بن رعد في منصب الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن قطر التي كانت تمثل المجموعة العربية في الأمم المتحدة حشدت بقوة من أجل التصويت للمرشح الكوري الجنوبي بان كي مون، بل زادت على ذلك بأن أعطت صوتها خلافًا للإجماع العربي لكي مون الذي فاز بالمنصب، وهو ما تسبب بإندلاع مواجهة سياسية واعلامية بين البلدين، علما أن عمان عينت لاحقًا مرشحها ليكون سفيرها في الولايات المتحدة الأميركية.
2007: (أبريل نيسان) عمان توقف الصحافي العامل في الجزيرة غسان بن جدو قبيل مغادرته الأردن وتصادر أشرطة كانت بحوزته لمقابلة أجراها لصالح الجزيرة مع ولي العهد الأردني الأسبق الأمير حسن بن طلال، وجه خلالها انتقادات حادة الى المملكة العربية السعودية، وتحديدًا لدور الأمير بندر بن سلطان آل سعود أمين عام المجلس الوطني السعودي، وهو ما اعتبرته الدوحة وقتذاك صيدًا صحافيًا ثمينًا وخارقًا للتحالف الأردني السعودي، بيد أن عمان حرقت بهجة الجزيرة عبر مصادرة الأشرطة ومنع الأمير حسن من الظهور على شاشة الجزيرة لاحقًا، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الدوحة ودفعها لشن هجوم غير مسبوق ضد الأردن.
2008: فتح قنوات الإتصال بين الدوحة وعمان وتكليف ورش سياسية ودبلوماسية لإصلاح الأعطاب، وهو ما تلته زيارة رسمية من العاهل الأردني الى الدوحة.
2009: (يناير كانون الثاني ومارس آذار)عمان تقاطع قمة غزة في الدوحة، وهو ما عدته الدوحة تراجعًا أردنيًا عن التقارب معها، إذ سرعان ما أوعزت للجزيرة التحرش بالأردن عبر حلقات مسجلة من برنامج quot;مع هيكلquot; وهو ما اعتبرته عمان استفزازًا، إذ هددت بمقاطعة القمة العربية في الدوحة، لكن أطراف عربية سوت الخلاف بصمت، إذ حضرت عمان قمة العرب ممثلة بأعلى مستوى.
2009: (مايو أيار) رئيس وزراء قطر يمثل الأمير القطري في المشاركة بالمنتدى الإقتصادي العالمي quot;دافوس البحر الميتquot; ويعقد لقاء عمل مطول مع العاهل الأردني تم خلاله التهيئة لزيارة أمير قطر والإتفاق على معالجة جذور الأزمات بين عمان والدوحة.
التعليقات