سيف الفارس من الرياض: بدأت الدراما السعودية تثور بقوة عنيفة في الأعوام القليلة الماضية، مخرجة العديد من الأعمال المتنوعة، حيث أصبحت أرقام وأعداد الإنتاج تتصاعد عاما بعد آخر. ولكن السؤال الذي يدور في سماء الدراما السعودية هو: هل سنشاهد تميزا هذا العام، أم مثل كل عام -تكرار في الأجزاء والأداء، وانحسار في الأفكار والأدوار.
مع بداية شهر رمضان الكريم ستعرض القنوات الفضائية الكثير من الأعمال العربية المتنوعة، ولكن ستحظى الأعمال السعودية بنصيب الأسد من المتابعة محليا، وهذا ما يبرر تسابق القنوات الفضائية على تملك حقوق البث الحصري لها لما تجره لهم من منافع اقتصادية.
(الهدف) و(الصدف) تتشابهان في الأسماء باختلاف حرف واحد، ولكن هل هذا التشابه سيجر خلفه أيضا تشابهًا في التكرار والأداء والشخصيات والمواضيع؟!
الهدف والصدف من كبار المنتجين في السعودية، وان كانت أعمال الأخير أكثر تنويعا، بينما يقتصر الأول على عمل واحد في السنة- طاش ما طاش- باستثناء ما استجد معهم منذ العام الماضي في إنتاج عملين في السنة.
عباءة طاش ما طاش:
خمسة عشر عامًا هي عمر المسلسل الأشهر سعوديا طاش ما طاش، والذي طاله الكثير من التأييد والمعارضة والنقد الهادف واللاذع، حاول أبطال هذا العمل ndash; ناصر القصبي- عبدالله السدحان- إثبات أنهم الأجدر بعد تخليهم عن طاش ما طاش العام الماضي، بعد الكثير من الانتقادات التي طالت الأبطال بأنهم غير مؤهلين للخروج من عباءة طاش ما طاش، فسعوا جاهدين إثبات العكس، فكان هنالك سيل من الدمار الشامل لعملهم quot; كلنا عيال قرية quot;، الذي لم يجد المضمون في النص والقصة ولم يوفق في الإخراج ولا في الديكور ولا حتى في اقل الأمور الواجب توافرها مثل الإضاءة، فكانت تجربة لم تحصد النجاح المتوقع، أو الذي كان يأمله المشاهد.
فكان قرار العودة لعباءة طاش ما طاش، هو القشة الباقية للتعلق به والرهان عليه مرة أخرى، ليزيد عمر هذا العمل عاماً جديداً ويصبح ستة عشر عاماً.
ولا يزال المشاهد في هذا العام يطمح في أن يشاهد الفكرة الجديدة والإخراج المميز والأداء المناسب والتنويع وعدم السقوط في فخ التكرار، الذي أصبح سمة للمنتجين السعوديين في الآونة الأخيرة.
بيني وبينك 3 وقصة الثوب:
أما العمل الآخر بيني وبينك، فهو لا يزال صغيراً في السن، ولم يتجاوز عمره العامين وهذه السنة يتمم عامه الثالث، ولكنه استطاع أن يجتذب نسبة مشاهدة عالية كعمل جديد من نوعه ومضمونه وتوليفة أبطاله- فايز المالكي- حسن عسيري- راشد الشمراني- ولقي فيه معارضو ومنتقدو طاش ماطاش المتنفس الكبير لهم.
بيني وبينك عمل كأي عمل آخر له إيجابياته وله سلبياته، والذكي من يتعلم من أخطائه. فقد وجه الكثيرون سهام النقد للجزء الثاني بسبب عبارات وتلميحات وصفوها يومها بأنها تخدش الحياء والذوق العام.
ومن أبرز التصريحات التي أبرزتها الصحف السعودية تصريح الفنان حسن عسيري الذي قال فيه إن: quot;بيني وبينك3quot; سيظهر هذه السنة بثوب مختلف وسيكون أكثر محليةquot;.
أحدهم علق مازحا في ما يخص الثوب بأنهم أخيرا قرروا تغيير ثيابهم ( ثوب حسن البيج و ثوب فايز الأسود ).
أما الجزء الآخر من التصريح والذي يقول فيه عسيري إن هذا الجزء أكثر محلية، فهو ما يبحث عن المشاهد بالأساس، مع أن هذا التصريح يتنافى مع وجود الممثلتين التركيتين quot;نورquot; و quot;لميسquot; ولا نعلم حتى الآن هل وجودهما سيضيف للعمل أم سيقضي عليه؟!
ويخشى البعض أن يكون وجودهما كقطعة أثاث في العمل أو أن ينتقدهما جمهورهما، لعدم أهمية وجودهما، علماً بأن وجودهما في العمل ربما يجذب محبيهما من الداخل والخارج من بقية الدول العربية من الذين لم يسبق لهم مشاهدة العمل سابقا.
الكثير من الأسئلة طرحت هذا العام، كما في كل عام، قبل انطلاق الأعمال السعودية هذا المساء، هل سنشاهد هذا العام تميزا في الأفكار والنصوص والأداء والشخصيات؟، وهل سيجد النجوم الشباب الدعم داخل معترك الأبطال، بإعطائهم مساحات جيدة وأدوارًا رئيسة؟. وهل سنجد تدعيما لدور المرأة في الكوميديا السعودية التي نفتقدها في الأعمال الرمضانية خصوصا، أم سنشاهد السيطرة الذكورية كالمعتاد ؟
يذكر أن العملين الأبرز سعوديا، طاش ما طاش، وبيني وبينك، يعرضان حصرياً على قناة mbc.
إقرأ المزيد: ريم عبدالله: سأقود سيارتي لو سمح النظام الحملات الأصولية تعود مع عودة طاش هذا العام الحكومات الخليجية تراقبquot;الدراما القبليةquot;عن كثب |
التعليقات