&

بيروت- من أشهر وأبرز مذيعات قناة ART& الموسيقى وأكثرهن تجدداً وحيوية. صادقة وعفوية وتعتبر العمل رسالة مقدسة. رائدة في أفكارها، وفي طريقة تقديمها. إنها المذيعة اللبنانية نادين فلاح التي حصلت مؤخراً على لقب أفضل مذيعة في الوطن العربي بحسب الإحصاءات، وهي التي لطالما شاركت بتغطية أضخم مهرجانات الأغنية العربية، وخصوصاً مهرجان جرش الذي تعتبر أنه نقطة ضعفها.
*& كانت لك مشاركة مميزة في مهرجان جرش الدولي، ماذا تخبرينا عنه؟
*& صحيح، الحدث الأبرز على المستوى الفن بالنسبة لي كان مشاركتي في مهرجان جرش... لهذا المهرجان بالذات وقع خاص ومعزّة في قلبي، وأشعر أن شيئاً ما ينقصني إذا لم أشارك به وكأنه جزء مني. خلال العام 2000، قمت بتقديم أحد الفنانين بناءً على طلب منه (كاظم الساهر) وكانت تلك المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي تقوم فيها مذيعة بتقديم فنان على المسرح. ولهذا الموضوع أيضاً وقع خاص ومختلف، لأن لمسرح قرطاج رهبة فريدة من نوعها،
وإحساس مميز، إذ يجلس الجمهور الحاضر بشكل دائري إلى حدّ ما، فيشعر المرء بأن الجمهور وكأنه يحتضنه بحب ودفءٍ نادرين. أما هذا العام فقد طلب مني أن أقوم بتقديم كلّ الفنانين المشاركين، وكم كانت فرحتي كبيرة عندما قدمت حفلات سلطان الطرب جورج وسوف... كانت تلك لحظات لن أنساها ما حييت.
*& لماذا جورج وسوف تحديداً؟
*& لا أستطيع أن أصف حقيقة ما الذي جرى تلك الليلة، لأن الأعداد الكبيرة التي حضرت تلك الحفلات فاقت كل التوقعات، والحضور في هذه الحفلات (حفلات الوسوف) ضرب رقماً قياسياً في نسبة الحضور في تاريخ المهرجان كلّه ومنذ دوراته الأولى. وقد قيل إن حفلات الوسوف أنقذت المهرجان نظراً لتأثره مادياً ومعنوياً بالوضع السياسي. ولكن الجمهور رغم كل الظروف، كان بغاية الشوق لسلطان الطرب، وأتى بكل الحب والحنان لمشاهدته، غير مصدق أنه سيرى بالفعل هذا الفنان المحبوب واقفاً على المسرح يغني ويبدع طرباً... وكل هذا طبعاً بسبب عودته من فترة العلاج وكثرة الشائعات حول الأزمة الصحية التي ألمت به. لهذا السبب تدافع الجمهور لملاقاة سلطان الطرب غير مصدق أنه سيراه. وعندما اعتليت المسرح لتقديمه لا أدري بماذا شعرت... أعداد من البشر نعجز عن إحصائها،الجمهور يصفق دون توقف، اغرورقت عيناي بالدموع وكانت لحظات مؤثرة جداً، فارتجلت كل قلتها بعفوية وصدق، وأنا أتحمل مسؤولية كل كلمة قلتها عن الوسوف على مسرح قرطاج، حتى أن جورج وسوف قال لي إذا ضايقك أحد بسبب ما قلته عني، أخبريني وأنا أتولى الأمر. ولحظة صعوده إلى خشبة المسرح، الجمهور كله أجهش بالبكاء، وصفق حتى تعبت يداه، والوسوف نفسه بكى وعجز عن الكلام... لهذا، أعتبر هذه الحفلة لحظة لا تنسى. ولن أنسى بالطبع الفنانين الآخرين الذين قدمتهم على المسرح،وأيضاً اللقاءات التي أجريتها مع الشعراء والكتاب والمسرحيين وغيرهم. لهذا كل عام أذهب فيه إلى مهرجان جرش، أشعر أن جعبتي الثقافية ازدادت، ودائرة معارفي توسعت.
*& علمنا أن برنامج TOP 20& بحلّته الجديدة، تقوم بإخراجه ميرنا أبو الياس؟
*& نعم، هذا صحيح. نستطيع أن نقول أن البرنامج ارتدى فستاناً جديداً إذا صحّ التعبير. وكونه برنامج مستمّر منذ عدة سنوات، أعمد مع كلّ موسم إلى إضافة أشياء جديدة، كي لا يشعر المشاهد بالملل، وكي أشعر أنا أيضاً بأني متجددة. لهذا حتى ولو عدّلنا في بعض التفاصيل الصغيرة، هناك تغيير. وهذه المرة سوف يلمس المشاهد دون شك، أنه يشاهد برنامجاً جديداً مع الحفاظ على جوهر ومضمون البرنامج. أما عن المخرجة ميرنا أبو الياس، فإن تعاوني معها نابع من اعتقادي بأنها سوف تقدّم أسلوباً جديداً للبرنامج، فاتصلنا بها وقد لبّت الدعوة رغم أنها تلقّت عروضاً كثيرة لإخراج برنامج تلفزيوني. والحمد لله، لقد بدأ التعاون بالفعل، وأنا أساساً معجبة بطريقة عملها وأدرك أن لها بصمة مميزة في عالم الإخراج، بالإضافة إلى أسلوب خاص، وأيضاً أشعر أن في العمل معها متعة كبيرة، لأنها تهتم بأدّق وأصغر التفاصيل، وهذا هو سرّ نجاحها.
*& وماذا عن برنامجك الجديد D-JAY ؟
*& هذا البرنامج أعتبره حلم حياتي الذي تحقق، فمنذ مدة وأنا أفكر فيه، وقد خصصت له مجهوداً كبيراً متمنيةً من الله تعالى أن يوفقني فيه، وأن أبقى دائماً عند حسن ظن المشاهدين. هو يتضمّن عدة فقرات، أبرزها عمل ميكساج على أجمل الأغنيات العربية بناءً على طلب الجمهور، والتعاون سوف يحصل مع عدة شركات إنتاج، وسوف نعمد إلى إصدار هذه الأغنيات في الأسواق، بالإضافة إلى أبرز الأغنيات الضاربة في العالم العربي. وأيضاً مسابقة الكاراووكي على موسيقى الأغنيات، حيث نعمد إلى اختيار أفضل مشترك وننتج له أغنية. هذا بالإضافة إلى فقرة أعياد ميلاد الفنانين، حيث نحتفل مع الفنان إما من خلال الإتصال الهاتفي أو داخل الأستوديو. هو برنامج جديد بكل ما للكلمة من معنى وهو الأول من نوعه، وطريقته مبتكرة، ويسرّني التعاون من خلاله مع المخرج وليد ناصيف، هو مبدع ومحترف في مجال عمله. حتى أنه مكلف إنتاجياً، ولم تمانع إدارة ال ART& الكريمة في التجاوب مع متطلبات الإنتاج لأنها وجدت أنه برنامج جيد وقد يحدث ضجّة في الوطن العربي.(وتضيف مازحة، قد أعتزل من بعده ولا أريد شيئاً آخر).
*& لماذا لا تقدمين برنامج حوارات فنية أو مناقشات فنية معينة ؟
*& أعتبر أنني أكتفي بالحوارات من خلال تغطية المهرجانات وأثناء السفر. فمثلاً خلال مهرجان فبراير العام الماضي، أجريت حوالي ال 14 لقاء مع أبرز نجوم الأغنية العربية، وأيضاً خلال مهرجان جرش وغيرها. وأكثر من هذا، في قناة ART& الموسيقى، كل واحدة من الزميلات المذيعات، لها دور معين في القناة، لا تستطيع واحدة منا أن تعتدي على برنامج الأخرى، فمثلاً الزميلة جومانا بو عيد تقدم برنامج ستوديو المشاهدين، وفرح تقدم وراء الأضواء وإلخ.. صحيح أن لكل مذيعة
أسلوب خاص في طريقة الحوار، لكن أكثر من برنامج حوارات على قناة واحدة يصبح تكراراً لا لزوم له. وأعود وأقول أنني أحاور الفنانين في مناسبات معينة أهمها المهرجانات.
* شاركت مع زميلاتك في قناة ART& الموسيقى خلال حلقة مباشرة على الهواء لمناسبة رأس السنة الميلادية. ولكن من شاهد الحلقة شعر أنك قمت باستفزاز الزميلات،&ومن دون شك لست أول من يقول لك هذا؟
*& (تضحك وتقول) أنا لست مستفزة، ولكنني واضحة وصريحة. قد أوجه ملاحظة لأحد الأشخاص، وينزعج، لكن بصدق أقول إن نيتي لا تكون جرح شعور أحد ولا الإساءة لأحد... أبداً. هذا ليس مبتغاي، ما أشعر به أقوله، وبنية صادقة. حتى أنني إذا أحب شخصاً وأهتم لأمره أطلعه على أخطائه كي أنبهه، لكن مشكلتي أنني واضحة وصريحة جداً فيعتقد الناس أني مستفزّة. لا أستطيع أن أجامل أحداً. على العكس، أحترم كل زميلاتيِ في القناة وأتمنى لهّن التوفيق. فمثلاً أحد الأمور التي حصلت معي، كنت أهنئ المذيعة ناتالي أسمر كونها حامل وستصبح أماً، فأخبرتني أنها ستتوقف عن العمل لهذا السبب رغم أنها كانت ستباشر بتقديم برنامج جديد، فنصحتها بعدم فعل ذلك، وأن لا تضيع الفرصة كي تثبت وجودها، خاصة وأن جسدها نحيل ولن يظهر عليها الحمل إلا بعد فترة، فعملت بنصيحتي وتراجعت عن قراراها. علاقتي بفرح بن رجب جيدة جداً، كذلك جومانا بو عيد، عشنا سوياً في إيطاليا لحوالي الست سنوات، وأيضاً علاقتي جيدة برانيا وكاتيا وشانتال... ولكن لا نستطيع أن نعتبر هذه العلاقات صداقات حقيقية، لأني أساساً لا أحب الإختلاط مع الناس. لهذا أعود وأقول أني لم أقصد أن أجرح أحداً ولا أن أستفزّ أحد، بل قلت ما قلت بنية صافية، وأغلب ما تفوّهت به كان مزاحاً لا أكثر، وزميلاتي يدركن ذلك.
*& لنتحدث قليلاً عن علاقتك بالفنانة جوانا ملاح شقيقتك؟ إلى مدى تحاولين مساعدتها مع خبرتك في المجال الفني؟
*& أستفز جوانا كثيراً مع أن علاقتي بها مميزة. غير أنني أنصحها دائماً بعد الإلتفات كثيراً إلى المجاملات والكلمات الرنانة التي تضر أكثر مما تنفع. فأنا شقيقتها، وأحبها، لهذا أنتقدها إذا أخطأت، كوني أتحدث لمصلحتها وأهتم لأمرها فهي شقيقتي أولاً وأخيراً وأدرك جيداً أن ما من أحد سوف ينصحها كما أنصحها أنا. ساعدتها باختيار الأغنيات وكنت معها في مصر أثناء تحضير الألبوم، خاصةً وأن هذا العمل يعتبر نقلة نوعية في مسيرتها. وأنصحها بعدم إجراء لقاءات دون معنى، فهي لم تستهلك نفسها، ولا تعرف ما هي الأساليب الملتوية... هي إنسانة طيبة جداً من الداخل، وأهتم بها كثيراً، خاصةً أن عملي مع الفناني ولديّ خبرتي في المجالن، وهي لا تهتم سوى بالفن، والمنزل.
*&& ما هي أبرز هواياتك ؟
*& المشي، فهو يساعدني على تصفية ذهني والتفكير ملياً بمختلف الأمور وأشعر كثيراً بالراحة في هذه الأثناء... كما أن التسوق هو إحدى هواياتي المفضلة، بالإضافة إلى الذهاب مع والدتي إلى السينما ومشاهدة الأفلام الجديدة، بالإضافة إلى المكوث في المنزل، ورغم أني إنسانة إجتماعية، لكن لا أحب الزحمة والضجيج. بالإضافة أنا شخصية متناقضة.