الدار البيضاء أحمد نجيم: طرحت في الأسواق المغربية أول ترجمة للقرآن إلى اللغة الأمازيغية، واختار المترجم جهادي الحسين الباعمراني الحرف العربي لهذه اللغة. ويقع الكتاب في 426 صفحة من القطع الكبير.
وأشار المترجم في مقدمة باللغة العربية إلى "جواز" ترجمة القرآن إلى اللغة الأمازيغية، مذكرا ب"فتوى لعالم سوسي في هذا السياق. وأوضح أن الترجمة التي تمت في القرن السابع عشر كانت لمعاني القرآن، ثم تحدث عن قرار مجلس علماء الإسلام بالقاهرة قبل سنوات ودعوتهم إلى ترجمة القرآن إلى جميع اللغات، وأوضح أن هذه الترجمة تأتي تلبية لهذا النداء واقتداء بعلماء أمازيغ ترجموا فيما مضى "الأمهات الفقهية باللغة الأمازيغية". وشدد الباعمراني أن ما يقوم به هو "ترجمة لمعاني القرآن" وأنه اعتمد في ذلك على فهمه لهذه الآيات. وقال إنه اعتمد في هذه الترجمة على رواية ورش عن نافع وأنه استعان بطريقة الترجمات من بعض اللغات وأنه ركز على التفاسير المشهورة المكتوبة باللغة العربية.
وأرجع أسباب قيامه بهذه الترجمة إلى أن القرآن نزل رحمة للناس كافة وأنه من "المفيد للإسلام أن يترجم ويبلغ للعالم أجمع". وأضاف أن هذا العمل سيفيد الباحثين الأمازيغيين لفهم القرآن.
وتحدث مترجم القرآن في مقدمة باللغة العربية أن الأمازيغية لغة تأثرت بمحيطها وتطورت، وهي "من أقدم لغات العالم"، وأضاف أنه رغم ما تعرض لها وطنها من غزو أجنبي ومن تهميش عبر قرون فإنها لم تمت، كما ماتت لغات أخرى". وشدد على أن اللغة الأمازيغية لغة حية قابلة للتطور السريع، وقادرة على التكيف مع الحداثة على أحسن وجه".
واعتبر تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من قبل العاهل المغربي "بشائر مستقبل اللغة الأمازيغية في مغربنا الديموقراطي".
ولم يخض المترجم إلى أسباب اختياره للحرف العربي في كتابة اللغة الأمازيغية، مع العلم أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية اختار أن تكتب اللغة الأمازيغية ب"تيفيناغ"، وهو الحرف الأمازيغي، ويذكر أن هناك ترجمة تمت للقرآن إلى اللغة الأمازيغية ولكن بالحرف الفرنسي. ولحد الآن لم يترجم القرآن أو معانيه إلى اللغة الأمازيغية اعتمادا على تيفيناغ.