تتعرض سوريا اليوم الى رياح غربيه وشرقيه، خارجيه وداخليه، تعصف بها الى الأعلى ومن ثم الى الأسفل رياح تنادي بالتغير. تشق سوريا الى شقين كما تشق السكين قطعة الجبن. شقين أولهما الشعب وثانيهما النظام. الشعب يراها رياحا باردة عذبه نقيه مستنشقه، تزيل عنه الغبار، وحرارة شمس الطغيان والدكتاتوريه الأسديه، وحاشية المنتفعين، الذين حولوا المزارع والغابات والوديان الخضراء الى صحراء قاحلة. أما الشق الثاني وهو النظام وأعوانه، فيروها رياحا جافه، حارقه، عجاجه ملئ بالتراب آتيه لدفنهم وهم واقفون، رياح ملئ بالغبار تفقدهم الرؤيا ليهيموا على وجوههم في صحراء صنعوها بأيديهم.
خارطة سوريا الأجتماعيه والسياسيه اليوم ممثله بلونين الأبيض النقي الشعب، والأسود القاتم، النظام وأعوانه. وأذا ما أردنا تحليل اللون الأسود وجدناه ممثل بقطبين. الأول هو بشار الأسد، عائلة الأسد، المجلس العلوي الأعلى وأجهزة المخابرات. الثاني هم المرتزقه، أعوان النظام، ممثلين بأعضاء حزب البعث العربي الأشتراكي الممزق، الذين كشفوا عن هويتهم بكل وقاحة وتجرد عن شعبهم المضطهد. 1200 عضوا وقفوا كالماشيه يصفقون لمولاهم خوفا وخشوعا، واخذوا يتسابقوا بالسجود الى سلطانهم الجديد الأبن بشار كما فعلوا من قبل وأكثر مع السلطان الأكبر الآله حافظ، يتنافسون أمام بعضهم البعض من هو الأكثر خشوعا والأكثر ولاء للسلطان الجديد.
بعد تزايد ألضغوط الداخلية والخارجية على النظام الطائفي وأعوانه المرتزقة وبعد خسارة النظام الورقه الاقوى في لبنان (أي خروجه من لبنان) وتزايد وتنامي الحس الوطني لدى المواطن السوري في الداخل والخارج، وكذلك بعض من أطياف المعارضة السورية فكر النظام وأعوانه باخراج مسرحية وهمية جديدة معتقدين بانهم ربما سينجون من ملاحقة الشعب والمعارضة ألشريفة وكذلك الضغط الدولي المتذايد، وهذه المسرحية هي المؤتمر القطري الهزيل والذي كتب فصوله ماسمى بالحرس والمخابرات الموالية له، وكان يهدف من وراء هذا المؤتمر جمع قطيع الضباع لترسيخ مبدأ الولاء الأعمى الذي توارثه من الأب الفقيد. مؤتمرعقده ليرسخ لهم عقيدتهم المزعزعة بعض الشئ وليذكرهم بأن لسلطانهم الاكبر قد مات وها أنا أمامكم للأبد مولاكم بشار الأسد.
مهمة بشار الأسد في هذا المؤتمر كانت محدودة وذات أهداف شخصيه داخليه لحماية مصالحه ومصالح الأسرة الحاكمه ومن يحيط بها من المستفيدين. المهمة حيث كانت تسير بأتجاه واحد وهو وضع النقاط على الحروف وتوزيع مراكز القوى بين رؤوس النظام والمرتزقة والحاشية داخل القاعة. فعملية الاصلاح التي كان يريدها النظام من هذا المؤتمر قد تمت وبنجاح تام، بينما الاصلاحات التي كان يحلم بها الشعب هي ليست بالحقيقة الاصلاحات التي تكلم عنها بشار وأعوانه. لذلك تم الاصلاح الذي أجتمعوا عليه، وهو اصلاح وتقريب مفاهيم القوى الموجودة بين الحرس القديم والحرس الجديد. تم ذلك باحالة بعض الوجوه القديمه التي كانت تريد نفسها أن تحال الى التقاعد للتفرغ من العمل السياسي، الى التقاعد لتكريس آخر عمرها في ادارة أموالهم المسروقة، وقد بدلوا ببعض الوجوه التي بدأ واضح أنهم وللخمس سنوات السابقه كانوا أكثر الشخصيات تملق وانسجام مع الوريث الجديد.
أما عن موضوع الصراع بين الحرس القديم والجديد الذي اخذ حيز كبير من متابعي المؤتمر داخليا وخارجيا، فمن الواضح أن ما يدعى بالحرس القديم الذي التف حول بشار الأسد خلال الخمس سنوات الماضية استطاع أقناعه بتنفيذ ما يريد باسم الولاء السابق والخبرة السابقه التي أشتقت من العمل تحت الولاء وجناح الأب الأسد، وهم الذين كانوا جزء أساسي في تمثيل المسرحيات السابقة، وهم اليوم ولضعف بشار الأسد، المسؤلون عن كتابة المسرحيات المستقبلية والتي هي نفسها ستكون العامل الأكيد على نهاية وتحطم هذا النظام بسبب تكريس جهود هذا الحرس على البقاء في مواقعهم والدفاع عن مصالحهم المادية والسلطوية خاصة مهما كانت عواقب هذه الاستراتيجية وما يترتب عليها من نتائج. أما عن هوية مايسمى بالحرس الجديد فقد توضح للجميع بأنهم امتداد للحرس القديم ذاتهم وأغلبهم من أبناء الحرس القديم وكأنما الوراثة في سوريا أصبحت اليوم حق مشروع ليست فقط لبشار الأسد،بل وتطورت لتشمل أبناء المرتزقه.
أما عن نتائج المؤتمر التي تخص الشعب السوري، فكان الشعب السوري في ظلمة لعشرات السنين، يفتش بحزة قلب وشعور ببعض العار والاستصغار أمام نفسه،عن أحفاد الحفنة القليله من ضعفاء النفوس المنتهزين العملاء الذين جعلوا من أكتافهم مربطا لحبال عربة الجنرال الفرنسي غورو قاتل بطل الأمة شهيدنا يوسف العظمة. واليوم نقولها ومن أعماق قلوب كل الوطنين والشرفاء في سوريا شكرا ولمؤتمركم الذي كشف لنا أخيرا عن هوية أحفاد مرتزقة غورو ال 1200 مؤتمر ومتآمر الذين كانوا وسيضلون عبيدا لكل سلطان جبار وأداة رخيصة بلا شرف على شعبه.
الأمين العام لتجمع الأحرار الوطني الديمقراطي
التعليقات