من أهم السمات التي يتميز بها الأغبياء عن غيرهم أنهم لا يدركون عواقب أعمالهم، إنهم لا يفهمون حتى أبسط قوانين الحياة ونواميسها من أن لكل فعل ردة فعل مساو له بالقوة ومعاكس له في الاتجاه وذلك أضعف الإيمان.

في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وقعت تفجيرات نيويورك وواشنطن وكان نتيجتها القضاء على دولة الظلام والتخلف في أفغانستان مما أدى إلى دخول الصراصير في أجحارها وستمضي بقية حياتها هناك فلا تأس على أحد منهم إلى يوم يبعثون.

في التاسع من مارس عام 2003م، تمت الإطاحة بأعفن حكم ديكتاتوري في العراق فأشرقت شمس الحرية في هذا البلد العريق، موطن الحضارة الأولى للإنسانية جمعاء. نعم لم يستقر العراق ولم تبدأ حركة الإعمار بعد ولكن كل آت آت ما دام هناك حرية وكرامة للإنسان.

في 7-7-2005م، وقعت تفجيرات المترو في لندن وتبادل الأغبياء التهاني على نجاح غزوتهم كما تبادلوها في تفجيرات واشنطن ونيويورك. فهل من وقفة جادة هذه المرة في الغرب وخاصة بريطانيا بالعمل سوياً بالقضاء فعلاً على الإرهاب؟

أخشى أن ينصب اهتمام سكوت لاند يارد بعد تفجيرات لندن بالقبض على الجناة الذين قاموا بهذا الحادث البشع والمخجل علماً أن هذا ليس بيت القصيد في الموضوع فهؤلاء ماهم إلا مجموعة من الصعاليك الذين غسلت أدمغتهم وأوعدوهم قرائنهم من الشياطين أن لهم بعملهم هذا الجنة ولا شيء غير الجنة، فالملائكة بانتظارهم هناك ليسلموهم قصورهم وحور العين اللاتي سيقمن بإسعادهم جنسياً.

إن الإرهاب يتطلب اليوم وقفة خاصة، وقفة علمية يمكن تلخيصها كالتالي:
1- تدعيم جدي وفعال من دول الاتحاد الأوروبي بالتكاتف مع الولايات المتحدة الأميركية باستتباب الأمن وإنجاح العملية الديموقراطية في العراق، فهذا يعتبر الرصاصة الحقيقية القاتلة للإرهاب. إن وجود عراق ديموقراطي آمن ومستقر سيكون مصدر إشعاع في المنطقة برمتها. أما الصمت واللامبالاة عن القتل اليومي الذي يجري في العراق وبدون بذل أدنى درجة من الاكتراث قد ساعد الإرهابيين على التمادي بارتكاب جرائم أخرى مثل الجريمة التي ارتكبت في لندن.
2- إن السماح لمحطات تلفزيونية إرهابية من بث سمومها من لندن مثل محطة المستقلة يعتبر عملاً مشجعا للإرهاب. أليس هناك من يراقب ماذا تبث هذه المحطة و من تستضيف كل يوم؟ إن هذه المحطة تستضيف رؤوس الإرهاب وأساتذته وعمدائه حتى أن مقدمي برامج هذه المحطة يعطون هؤلاء الإرهابيين المتسع الكافي من الوقت ويقاطعون مناوئيهم كما أنهم يسهلون الاتصالات الهاتفية لمن هم على شاكلة أفكار هؤلاء الإرهابيين ويمنعون غيرهم من الاتصال. ومن العجب العجاب أن الـ بي بي سي كثيرا ما تعطي متسعاً من الوقت للأفكار المنحرفة والمتعاطفة مع الإرهاب من أن تبث ضمن برامجها.
3- ماهو الإرهاب؟ مامصدره؟ من وراءه؟ من أين يمول؟ أين وماهي المدارس التي تبث وتبشر بالأفكار الإرهابية؟ من هي الدول التي تقف وراء الإرهاب وتدعمه؟ ماذا تدرس هذه االدول في مدارسها لطلاب أبرياء عند دخولهم المدرسة لأول مرة، وكيف يتم تغذية هذا الطفل بالفكر التكفيري وكره ونبذ الآخر؟
4- من هي الدول التي أوجدت الإرهاب أساساً لتلعب على أمريكا والغرب بأن لا مفر من القبول بها كحكومات وحيدة في البلد المعني وإلا أن البديل الآخر سيكون هؤلاء الإرهابيين المتقمصين بجبة الدين المتطرف حيث سيكون من العسير على أمريكا والدول الغربية التعامل مع هؤلاء، حتى يستسلم الغرب لهذا الواقع المرير وكأن لسان حاله يقول: "ارضى بقردك وإلا سيأتيك أقرد منه."
5- لقد أمضى محفل الرغي والخطب والكلام في نيويورك والذي يسمى بهيئة الأمم المتحدة سنوات عديدة في محاولة لوضع تعريف للإرهاب ولم تنجح هذه المنظمة في ذلك حتى الآن. إن هذا النقاش البيزنطي قد عفا عليه الزمن والمطلوب:
6- تشكل لجنة متخصصة من رجال قانون وعلم اجتماع وعلم نفس وتاريخ وعلماء مكافحة الإرهاب ورجال أمن ميدانيين بحيث يكون عمل هذه اللجنة بحث جذور الإرهاب والدول الممولة له وتصاغ استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب ومواجهة الدول التي تعمل بالسر أو العلن بدعم الإرهاب وإرغامها بالكف عن ذلك.

إن الإرهاب لا هم له إلا القضاء على كل كائن حي متحضر يعيش على هذه الأرض. فإما......... وإما......، فهل في العالم من عقول تصغي وتعمل وتتكاتف لمحاربة داء العصر؟ أم أنها ستستكين وتسكت وتستسلم!

[email protected]