شريطٌ مُصور يبدو فيه الزرقاوي منتشياً متبختراً مخططاً مفكراً واعظاًً، فيلمٌ سينمائي من تأليفه وتمثيله إخراجه، خرجَت نهايتُه من يده، انتهي بمقتلِه، كشفَه ودَلَ صائديه. فيلمٌ يتكررُ علي كل الشاشاتِ، لمن شدتَهم الأضواءُ، جاءت إليهم، لم يحلموا بها، أطارَتَ لُبَهم؛ بدايةً من أعضاءٍِ بالقاعدة وطالبان مروراً بأحمدي نجاد في إيران، النهاياتُ لم تُكتَب بعد، لكن دويَها متوقعٌ.
فضائياتٌ أُنشئت خصيصاً لتسليط الأضواءِ علي كل نجومِ التهديدِ والوعيدِ، أضافت إليهم نجومَ الفتاوى الأولسايز وبالطلب، نجومٌ جابَت شهرتُهم الآفاقَ في زمنٍ شحَ فيه الفكرُ والتعقلُ، استغلالُهم مُربحٌ، لهم ولمن أظهروهم علي الملأ. الأضواءُ جذابةٌ، فيها الدعايةُ، الشهرةُ، المالُ، العطورُ الفواحةُ، الإصابةُ بها مرضٌ مزمنٌ، من اِدعين اعتزالَ الفنِ لم تصبرن علي البِعادِ، عُدن بسرعةِ البرقِ، لوعظٍ يبغبغونه ولا يفهمونه، لشاشات ضاقَت عليهن ولو صُوِر لهن العكسُ، لأموالٍ وشهرةٍ مَرَضية.
من يرفضون العصرَ يستخدمون أدواتَه وأسلحتَه، يريدون الشهرةَ بأي سبيلِ، لكن لهم وحدُهم، بطريقتِهم؛ حتي الإنترنت استغلوه، بمواقعِهم وبسفهاءٍ يُسلطونَهم علي المواقعِ الأخرى. المعضلةُ كبيرةُ، إنها في الازدواجية، في اِدعاءِ ما لا يُفعلُ إلا عكسُه، في استمالةِ من في قلوبِهم شئٌ ما، في جرِهم. الوهمُ يُحَلي، التهلكةُ المحتومةُ تصَورُ وكأنها الفردوسُ.
العالمُ يتقدمُ بجَهدِ الجميعِ، دونما تفرقة بين جنسٍ وعرقِ ودينِ، المسلمون خرجوا بأيديهم من الحسابات، بتصورِ أفضليةٍ زائفةٍ، بالانجرارِ وراء القشورِ والسطحياتِ، بخداعِ الذاتِ، بضيقِ الأفقِ، بفتحِ الفضائيات والميكروفونات لمفتين الأولسايز، بتصديقِ الفكر الكارثى، بالانسياقِ وراء شياطين نفوسٍ أمارةٍ بالشرِ.
الأضواءُ فاضحةٌ، كاشفةٌ لعروضٍ هزليةِ، لا جدَ فيها ولو اِدعي من آلَ إليهم بوضعِ اليدِ أمرُ إطلاقِ الفتاوى والاجتهادات؛ النهاياتُ ليست من إخراجهم ولن تكون، ولو أمعنوا في التصورِ والتخيلِ والتمثيلِ.
أربي ذقن، شعارُ الكثيرين، فيه رزقٌ وفيرٌ، عند فضائياتِ الخرابِ الإجابةُ، وفي الأسواقِ، والطرقاتِ،،

ا.د. حسام محمود أحمد فهمي