محمد عبد العزيز من القاهرة: مر العام 2007 بحلوه ومره على السينما في مصر، عرض ما عرض، وانتقد ما انتقد من أفلام، ولكنه يظل عامًا فيه العديد من الأحداث التي قد تكون استثنائية على السينما في مصر، فقد عرض هذا العام حوالى 36 فيلمًا مصريًا، إضافة إلى الفيلم اللبناني quot;بوسطةquot; الذي عرض تجاريًا في مصر، ليصبح أول فيلم لبناني يعرض تجاريًا في مصر منذ عقود، وعام 2007 طغت عليه المشكلة التي حدثت بين قطبي التوزيع في مصر، وما صاحب ذلك من خسارة كبيرة للسينما في مصر، فقد اشتعلت المنافسة بين القطبين منذ موسم عيد الأضحى الذي حل في أواخر العام 2006 وقررا ألا يعرض كل طرف أفلام الطرف الآخر في دور عرضه، وهو بالطبع ما أثر سلبًا في إيرادات الأفلام، ورافق ذلك حرب أخرى وهي أرقام الإيرادات، فقد امتنعت الشركة العربية عن إصدار أرقام إيرادات أفلامها، والسبب في ذلك أن الطرف الآخر الأخوة المتحدين بقيادة الثلاثي أوسكار والنصر والماسة يدلون بإيرادات أعلى من أفلام الطرف الآخر، وهو ما رأته الشركة العربية إخفاءً للحقيقة، وتضخيمًا في الإيرادات لحساب أفلام الطرف الآخر، وقد تخطى الصراع كل الحدود مع موسم أفلام الصيف الماضي، والذي كان يعتبر موسم جمع أعلى الإيرادات، فبسبب هذا الصراع تراجعت الإيرادات بشكل ملحوظ، وهو ما شكل خسارة كبيرة للسينما المصرية.
حلمي وتقدم مستمر
دعك من مستوى الأفلام ودعونا نحسبها بالإيرادات، وهنا يتحدث لأول مرة هذا العام، وفي خطوة متوقعة النجم الشاب أحمد حلمي في فيلمه quot;كده رضاquot;، فعلى الرغم من أن الفيلم عرض في أواخر موسم الصيف الماضي، إلا أنه حقق أعلى الإيرادات لهذا العام، وتفوق على أفلام الكبار محمد سعد وعادل إمام وغيرهم من النجوم، والسبب في ذلك يرجع للذكاء الذي يتسم به حلمي في اختياراته، والتي جعلت الجمهور ضامنًا لأفلامه قبل أن تعرض، وينتظرها ويدخلها أكثر من مرة، وهذا الأمر بالذات هو السبب في تفوق حلمي واعتلائه المركز الأول، وما ساعده على ذلك استمرار عرض فيلمه وبنجاح في موسم عيد الفطر، بل وتفوقه ففي الإيرادات على أفلام موسم العيد نفسها.
احمد حلمي من فيلم كده رضا |
عادل إمام بفيلمه مرجان أحمد مرجان أتى في المركز الثاني هذا العام مع عودته للنجمة الكبيرة ميرفت أمين، وساعده على هذا التفوق وقوف شركة مثل جودنيوز للإنتاج بجواره، وهي شركة تعرف كيف تقوم بعمل الدعاية لأفلامها بشكل جيد، إإضافة إلى نجومية عادل إمام وذكائه، واختياره لعناصر تزيد من جماهيرية الفيلم، مثل الشباب الذي استعان بهم في فيلمه، وكذلك المخرج علي إدريس والمؤلف يوسف معاطي.
وفي أفلام الصيف أيضًا كان هناك أحمد السقا بفيلم كوميدي رومانسي جميل مع النجمة منى زكي، وذلك في فيلم تيمور وشفيقة الذي كتب السيناريو له تامر حبيب وأخرجه المونتير خالد مرعي في أولى تجاربه السينمائية، وقد حقق الفيلم نجاحا معقولا يوازي نجاح فيلم الأكشن والإثارة الذي قدم في التوقيت نفسه وهو فيلم الشبح لأحمد عز والمخرج عمرو عرفة.
تراجع الكبار
محمد سعد يقدم من خلال فيلم quot;كركرquot; أسوأ أفلامه على مدار تاريخه السينمائي القصير، وهو المستوى الذي أبعد عنه الجمهور، وجعل مركزه يتراجع ضمن أفلام السنة، بعد أن ظل محتفظا بالمركز الأول منذ عرض فيلمه quot;الليمبيquot; عام 2002، وحتى كتكوت عام 2006، وهو خير دليل على أن جمهور محمد سعد بدأ يمل مما يقدمه، وأيقن معه سعد أنه ليس بالرقص والأغاني والحركات البهلوانية سيجذب الجمهور، وعله يتخذ من فشل كركر دافعا لأن يقدم أفلاما جيدة تحترم الجمهور الذي كان يحترمه.
أما هنيدي فقد ظل هو الآخر في تراجعه مع فيلمه الجديد quot;عندليب الدقيquot; على الرغم من أنه بذل كل أسلحته واستعان بمؤلف الأغاني الناجح أيمن بهجت قمر والمخرج وائل إحسان ووجه سوري جديد وممثل كويتي، وخرج للتصوير في مدينة جديدة على السينما المصرية، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، ولم ينجح بهذا الفيلم.من فيلم هنيدي الآخير عندليب الدقي
وعلى الرغم من مستوى الفيلم المتدني إلا أن تامر حسني حقق بفيلمه quot;عمر وسلمىquot; مع مي عز الدين نجاحًا غير متوقع، وهو النجاح الذي يرجع في الأساس إلى الفتيات المراهقات، ومحبي غناء تامر حسني، الذين وقفوا بجوار نجمهم وتكفلوا بصنع الدعاية لفيلمه عن طريق الإيميلات والمنتديات عبر مواقع الإنترنت المختلفة.
أسوأ موسم
يستحق موسم عيد الفطر السابق أن يحصل عن جدارة على لقب أسوأ المواسم منذ بداية موجة أفلام الشباب، فقد عرض خلال هذا الموسم سبعة أفلام، كلها كانت تتنافس على لقب الأسوأ، وتفوق على مستوى الإيرادات في هذا الموسم فيلم quot;الحب كدهquot; لحمادة هلال على الرغم من أن الفيلم مسروق باللقطة من فيلم quot;are we there yetquot;، وجاء بعده الفيلم الذي عرض في موسم الصيف quot;كده رضاquot;، وتنافست الأفلام الباقية عصابة الدكتور عمر والشياطين وأسد وأربع قطط وخليك في حالك والأولة في الغرام على المراكز الأخيرة، وأنفرد فيلم أحلام حقيقية باختلافه عن معظم الأفلام المصرية، وتقديمه لفئة أفلام الرعب والإثارة بشكل متميز على الرغم من المآخذ الكثيرة به.
موسم الأقوياء
من فيلم هي فوضى |
عيد الأضحى المبارك يستحق أن يطلق عليه موسم الأقوياء، فقد كانت هناك مواجهات قوية، وتنافس على خروف العيد كريم عبد العزيز وأحمد السقا ومصطفى شعبان، إضافة إلى أفلام هي فوضى ليوسف شاهين الذي عرض قبل الموسم بثلاثة أسابيع كاملة، وحقق خلال هذه الأيام إيرادات تخطت الثمانية ملايين جنيه، وهو أول أفلام يوسف شاهين التي تحقق هذا الرقم من الإيرادات، ومن المتوقع أن يتخطى الفيلم هذا الرقم بكثير، وكذلك هناك فيلم quot;الماجيكquot; الذي يعد التجربة الثانية لشباب فيلم quot;أوقات فراغquot; بالمخرج والأبطال أنفسهم، وأيضًا فيلم quot;حين ميسرةquot; الذي يقدم فيه المخرج الشاب خالد يوسف العشوائيات والبلطجة والإسلاميين بشكل جديد على السينما المصرية.
أول مرة
تجارب عديدة هذا الموسم كانت تمثل التجربة الأولى لصناعها، من ممثلين ومخرجين ومؤلفين، ولكنها في الغالب لم تحقق نجاحًا يذكر نظرًا لمستواها الضعيف، عدا فيلم quot;كده رضاquot; لأحمد حلمي الذي كتب السيناريو له السيناريست أحمد فهمي في أولى تجاربه السينمائية الطويلة، أما المخرج أمير رمسيس الذي قدم فيلمين هذا العام quot;آخر الدنيا، كشف حسابquot; فقد قدم مستوى لا يليق بأحد تلامذة يوسف شاهين، وشاركه زميله عماد البهات الذي قدم فيلمين هو الآخر quot;أستغماية، البلياتشوquot;، كذلك فإن رامز جلال قام بتقديم أولى بطولاته هذا العام من خلال فيلم quot;أحلام الفتى الطائشquot;، ونجح نجاحًا معقولاً جعله يستعد للبداية في تجربته الثانية quot;بليلةquot; الذي سيبدأ تصويره خلال أيام، أما هيثم أحمد زكي نجل الممثل الراحل الكبير أحمد زكي، فقد ظلم نفسه وورط في فيلم quot;البلياتشوquot; الذي قدمه في دور أقل بكثير من دوره السابق في فيلم حليم - على الرغم من ضعف حليم أصلاً - وصادف هذا الفيلم نقدًا شديدًا على المستوى الذي قدمه على كل النواحي التمثيلية والتأليفية والإخراجية، ومن التجارب الأولى أيضا المخرج أحمد الجندي بفيلم quot;حوش اللي وقع منكquot; مع مؤلف جديد آخر هو محمد القوشطي، وهناك المخرج أحمد يسري في فيلم 45 يوما، والمخرج أيمن مكرم بفيلمين هو الآخر quot;خليك في حالك وشيكاماراquot;، أما أفضل من ظهر من الوجوه الجديدة هذا العام فقد كان السيناريست الجريء الجديد ناصر عبد الرحمن، وإن كان له من قبل فيلم quot;المدينةquot; ولكنه يقدم نفسه في أواخر العام بفيلمين جماهيريين جعلوه معروفًا في الوسط الفني وهما فيلما quot;هي فوضى، وحين ميسرةquot;.
مؤجلات صيفية
شهد موسم الصيف الماضي العديد من التأجيلات والتخبطات، وذلك بسبب الحرب الشرسة بين قطبي التوزيع في مصر، فقد تم تأجيل العديد من الأفلام، وعرضت أفلام أخرى لم يكن من المخطط عرضها خلال هذا الموسم، وهو الأمر الذي أصاب السوق السينمائية بحالة من الركبة واللخبطة، فلم يكن معروفًا ما هي الأفلام التي سوف تعرض، وما الوقت الذي سوف تعرض فيه، ومثال على ذلك أن الأسبوع السينمائي في مصر يبدأ يوم الأربعاء، ويعرض الفيلم في الغالب مساء الثلاثاء، إلا أن هذا العام كانت هناك أفلام يبدأ عرضها يوم الخميس مثل كده رضا، ويوم السبت مثل quot;مجانين نص كومquot; الذي فوجئ الجمهور بعرضه أصلا من دون سابق إنذار، وكذلك ان هناك أفلام لم تكن موضوعة ضمن أفلام الموسم وعرضت مثل البلياتشو وعلاقات خاصة وحوش اللي وقع منك، أما المؤجلات فقد كانت كثيرة على الرغم من أن بعض أبطال الأفلام كانوا واثقين من أن الفيلم سوف يعرض بالفعل في الموسم الصيفي، مثل فيلم quot;عصابة الدكتور عمرquot; الذي صرح بطله مصطفى قمر بأنه سوف يعرض بشكل مؤكد في موسم الصيف، بل وقام بنشر أفيشات الفيلم في دور العرض، وعرض الأغنية الخاصة بالفيلم على قنوات الأغاني، ولكن كان للمنتج هشام عبد الخالق وجهة نظر أخرى بتأجيل عرض الفيلم إلى عيد الفطر، وكذلك فيلم هاني رمزي quot;أسد وأربع قططquot; وفيلم شريف منير quot;الشياطينquot;، وفي عيد الفطر أجلت أفلام أخرى من أجل عرض أفلام الصيف المؤجلة مثل فيلم quot;الماجيكquot; وquot;هي فوضىquot;.
أكثر من عمل
إنفرد شريف منير هذا العام بكونه الممثل الوحيد الذي قام ببطولة ثلاثة أفلام في عام واحد وهي أفلام quot;التوربيني وقص ولصق والشياطينquot; وعلى الرغم من هذه الغزارة في البطولات، إلا أن الأفلام الثلاثة لم تحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الإيرادات، أما على المستوى الفني فقد كان فيلم quot;قص ولصقquot; الأفضل وحقق إيرادات أعلى من الأفلام الأخرى، وحصل على أكثر من جائزة، وبالنسبة إلى شريف منير فقد أجل له الفيلم الرابع الذي كان من المفترض عرضه خلال العام نفسه quot;نقطة رجوعquot;، وهو ما منعه من تحقيق رقم قياسي جديد في البطولات السينمائية خلال عام واحد، ولكن نهاية العام ومع موسم عيد الفطر حدثت مشكلة توقف على إثرها الفيلم الجديد الذي كان من المفترض أن يبدأ به وهو فيلم quot;ميكانوquot; الذي كان سيشهد أول بطولات المطربة أنغام، وذلك إثر هجوم شريف منير على الشركة العربية منتجة آخر أفلامه quot;الشياطينquot; بسبب اعتقاده أن الدعاية التي قدمتها الشركة لفيلمه غير كافية، وهو ما أدى إلى فشل فيلمه في تحقيق إيرادات كبيرة.شريف منير وخالد زكي من فيلم الشياطين
ومن بين الممثلين الذين قدموا أكثر من فيلم هذا العام خالد أبو النجا، والذي قدم في بداية العام ثلاثة أفلام ثم أختفى طوال العام، فقدم أفلام quot;كشف حساب وفي شقة مصر الجديدة ومافيش غير كدهquot;، وكذلك أحمد السقا بفيلمين quot;تيمور وشفيقة، الجزيرةquot;.
أما المخرجون فقد قدم علي إدريس فيلمين quot;مرجان أحمد مرجان، عصابة الكدتور عمرquot;، وأكرم فريد فيلمي quot;عمر وسلمى، الحب كدهquot;، وأيمن مكرم quot;خليك في حالك، شيكاماراquot; وأحمد نادر جلال quot;كده رضا، خارج على القانونquot; عماد البهات quot;أستغماية، البلياتشوquot;.
جاهز للعرض في 2008
هناك العديد من الأفلام الجاهزة للعرض في العام الجديد، فقد كان عام 2007 الأغزر من الناحية الإنتاجية، وهناك العديد من الأفلام التي تأجل عرضها بسبب زحمة المواسم وكثر الأفلام، بل وتكفي الأفلام أن تغطي السنة بالكامل دون أن يتم تصوير المزيد من الأفلام، ومن هذه الأفلام التي انتهى تصويرها بالفعل quot;جنينة الأسماك، الغرفة 707، شارع 18، أشرف حرامي، كلاشينكوف، بلد البنات، بحر النجوم، طباخ الرئيس، إسألني أنا، شقاوة، لحظات أنوثة، خمس نجوم، نقطة رجوع، ألوان السما السبعة، عمليات خاصة، الغابة، أيامنا الجاية، حسن طيارة، توتي فروتي، صياد اليمام، على الهواquot; أي حوال 21 فيلمًا، إضافة إلى الأفلام التي بدأ التصوير بها بالفعل ولم تنته بعد، ومنها quot;ليلة البيبي دول، المسافر، إحنا اتقابلنا قبل كده، بلطية العايمة، دنيا الليل، كلام جرايد، يوم ما اتقابلناquot;.
حدث سعيد
كان خبر المصالحة بين قطبي التوزيع في مصر هو أسعد الأخبار السينمائية خلال هذا العام على الإطلاق، فمع تزايد مستوى سوء الأفلام، وخسارة الأفلام بشكل موحش مع منافسة الشركتين لبعضهما البعض، وتأثير عدم عرض أفلام كل طرف في دور عرض الطرف الآخر، وهو السبب الرئيس في تراجع أرقام الإيرادات هذا العام عن الأعوام السابقة، ولعلمهم بأن هذا الخصام هو السبب في تراجع الإيرادات بشكل كبير، وتفضيلهم للتعاون مع بعضهما البعض، أعلنا مع نهاية هذا العام، ومع بداية موسم عيد الأضحى المبارك الذي كان بداية فترة الخصام بينهما العام الماضي، أعلنا الصلح بينهما في خطوة جديدة قد تكون مبشرة خلال العام 2008، الذي يتمنى الجميع أن يكون عاما أفضل على المستوى السينمائي وعلى جميع المستويات بإذن الله.
التعليقات