الخطوة الأولى من نوعها في منظمة عالمية بالانتخاب
سعودي يُدير التنمية بالاتحاد الدولي للاتصالات
سعيد الجابر من الرياض:حقق المرشّح السعودي فوزاً ساحقاً بعد ترشّحه ليدير قطاع التنمية بالاتحاد الدولي للاتصالات وذلك على هامش فعاليات مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد المقام حالياً في مدينة انطاليا التركية ويستمر حتى الرابع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري. وقد حصل السيد سامي البشير المرشد، الفائز بالمنصب على تأييد عدد كبير من دول العالم متقدما وبفارق كبير من الأصوات على منافسيه من كل من أوغندا والمغرب والجزائر. ويعد سامي البشير هو أول سعودي يشغل منصباً في منظمة عالمية بالانتخاب.
وذكرت مصادر لـ quot;إيلافquot; أن العملية الانتخابية قد إستغرقت ثلاث جلسات تصويت متتالية على مدار يومي الأثنين والثلاثاء 13 و 14 نوفمبر بنظام الاقتراع السري المباشر، حيث بدأت الجلسة الأولى منها في تمام الرابعة والنصف بتوقيت تركيا من مساء يوم الأثنين الماضي (الخامسة والنصف بتوقيت المملكة) بحضور الوفود الرسمية لأكثر من 159 دولة من الدول الاعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات، وقام رئيس المؤتمر بالترحيب بالحضور وإلقاء بيان موجز عن اللوائح والانظمة الانتخابية في الاتحاد، وفي تلك الأثناء تم توزيع بطاقات التصويت على الوفود، بعدها قام امين عام الجلسة بتلاوة اسماء الدول التي لها حق التصويت، ثم قام ممثلو وفود هذه الدول بوضع بطاقات التصويت في الصناديق المخصصة في هدوء وانسيابية تامة، بعدها تم التأكد من قيام الوفود بالتصويت ثم أقفل باب التصويت، ثم بدأت عملية فرز الأصوات تحت اشراف لجنة دولية محايدة، واستغرقت نحو نصف الساعة، لتيم بعدها اعلان نتيجة الجلسة الأولى التي لم يتمكن فيها أي من المرشحين الأربعة من تحقيق الأغلبية المطلوبة للفوز بالمنصب مع وجود تفوق واضح لكل من مرشح المملكة والمرشح الأوغندي، مما دعا المرشح الجزائري لسحب ترشيحه في الجولة الثانية بعد أن تضاءلت فرصته في الفوز. واجريت الجلسة الثانية في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الماضي باتباع نفس الخطوات الاجرائية، وأسفرت عن تقدم واضح للمرشح السعودي يليه المرشح الأوغندي وأخيرا المرشحة المغربية التي أعلنت انسحابها في الجولة الثالثة بعد تضاءل فرصها هي الأخرى.
ثم جرت الجلسة الأخيرة في تمام الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم نفسه ndash; الثلاثاء ndash; (الخامسة والنصف بتوقيت السعودية) وفيها تمكن المرشح السعودي من نيل أغلبية كبيرة واضحة، حيث حصل على (91) صوتا مقابل (70) صوتاً لمنافسه الأوغندي المدعوم من دول القارة الأفريقية، ليتم تنصيبه رسمياً مديراً عاماً لمكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد لمدة السنوات الأربع القادمة. وعقب إعلان نتيجة التصويت ضجت القاعة بالتصفيق الحاد للسعودية ومرشحها الفائز، سامي البشير المرشد، وتوافد ممثلي جميع الدول الاعضاء بتهنئتة والوفد السعودي.
وبهذه المناسبة أعرب المهندس محمد جميل ملا، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عن سعادته الكبيرة بهذا الانجاز التاريخي ونيل مرشح السعودية ثقة المجتمع الدولي، وهو مايعكس حجم المملكة ومكانتها المميزة في الأسرة الدولية. وأكد ملا عن ثقته أن هذا الفوز سيفتح الباب أمام الكفاءات الوطنية المميزة ويكون بمثابة حافزاً لهم للعمل من أجل الوصول لأعلى المناصب المحلية والاقليمية والعالمية. وأختتم وزير الاتصالات تصريحه بالتعبير عن أمله أن تساهم القيادات المنتخبة الجديدة في تفعيل دور هذه المنظمة العالمية العريقة وتطور قطاع الاتصالات العالمي، ومن ثم الأقليمي والمحلي بالسعودية.
وقد قام السيد سامي البشير المرشد بإلقاء كلمة موجزه أمام المؤتمر بعد أن تم انتخابه، شكر فيها الحكومة السعودية بقيادة العاهل السعودي على تقديم ودعم ترشيحه للمنصب، وشكر المهندس محمد جميل ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات على كل جهوده الصادقة والمكثفة في تهيئة كل الظروف له للفوز بالمنصب، كما شكر كذلك الدكتور محمد بن ابراهيم السويل وسفير المملكة في تركيا محمد الحسيني وجميع أعضاء الوفد السعودي معرباً عن اعتزازه بزمالتهم وصداقتهم وبالجهود التي قاموا بها في خدمة اعمال الاتحاد الدولي للاتصالات من خلال تمثيل المملكة في مؤتمرات ولجان الاتحاد المختلفة على مر السنين. كما هنئ سامي البشير المرشد زملاءه المنتخبين لقيادة قطاعات الاتحات المختلفة على تأييد الوفود المشاركة.
كما صرح المرشد عقب الفوز بالمنصب أنه سيسعى لقيادة قطاع تنمية الاتصالات بالاتحاد للعمل على تقديم كافة صور الدعم المتاح لمساعدة الدول النامية والدول الأقل نمواً في بناء استراتيجيات ورؤى واضحة للمستقبل مع تشجيعها على الاستمرار في سن التشريعات والقوانين اللازمة لتنظيم هذا القطاع لجلب مزيد من الاستثمارات والموارد التي تهدف في النهاية الى أحداث نقلة نوعية وتحقيق النمو المنشود. وأشار البشير إلى أن مكتب تنمية الاتصالات سيحرص في المرحلة القادمة تحقيق نمو متوازن ومستدام لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات العالمي من خلال تقليص الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للاتصالات هو المنظمة العالمية المسئولة عن تنظيم وسن التشريعات والقوانين التي تحكم قطاع الاتصالات العالمي، وتحديد نطاق الطيف الترددي الخاص بكل دولة ومتابعة وتنفيذ القرارات والتوصيات المتعلقة بتنمية وتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في العالم لاسيما في الدول النامية. وينعقد اجتماع المندوبين المفوضين للاتحاد مرة واحدة كل أربع سنوات لتحديد التوجه الاستراتيجي وتبني سياسات جديدة من شأنها تفعيل نمو قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات العالمي على ضوء التطورات السريعة المتلاحقة التي يشهدها هذا القطاع. وسيناقش المؤتمر العديد من القضايا الهامة المطروحة على جدول اعماله ومنها الخطط المالية والخطط الاصلاحية للاتحاد، ومتابعة تنفيذ قرارات القمة العالمية لمجتمع المعلومات في جنيف 2003 وتونس 2005 المتعلقة بالتحديات التي تواجه شبكة الانترنت لاسيما تلك المتعلقة بأمن المعلومات على الشبكة العنكبوتية، هذا بالإضافة إلى انتخابات المناصب الرئيسية بالاتحاد والتي ستتولى المسئولية خلال السنوات الأربع القادمة، حيث تم انتخاب السيد توريه من مالي، أميناً عاماً للاتحاد، والسيد زهاو من الصين نائباً لأمين الأتحاد، والسيد تومافياف الروسي، مديراً لمكتب الراديو، والسيد مالكوم جونسن، البريطاني مديراً لمكتب التقييس. علما بأن هذه الاتحاد يعمل بالنظام الفيدرالي، حيث يقوم المدراء المنتخبون معاً بإدارة أعمال الاتحاد.
التعليقات