ينشد الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية
دافوس.. وتحديات المنطقة الشرق أوسطية
*الخبراء يؤكدون: منتدى دافوس قمة اقتصادية عالمية
محمد نصر الحويطى من القاهرة
تأتى اهمية بلورة مشروع quot;الشرق الأوسط الكبيرquot; السياسي والاقتصادي و استمرار دمج اقتصادات المنطقة العربية والدعوة إلى الخصخصة والخدمات الأساسية من التعليم والصحة والمواصلات وغيرها من المحاور الهامة التى يركز عليها منتدى الأقتصاد العالمى quot;دافوسquot; فى دورته لهذا العام والمنعقدة فى ال 20 من (ايار) الجارى بمدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية حاملا معه تحديا حقيقيا امام العالم اجمعه حول مقدرة المنطقة العربية والشرق اوسطية على تحديد مصيرها بايديها دون الحاجه الى مجهودات الدول الأخرى، ولا ننسى ايضا ان أهمية دعوة المنتدى quot;للاستقرار في المنطقةquot; العربية ومصر تحديدا لهذا العام لا تأتى فقط بهدف ظاهري هو جذب الاستثمار الأجنبي ولكن القيمة الحقيقية لاصرار مصر وتمسكها باقامة هذا المنتدى العالمى هو اظهار الثقة الحقيقية بالمناخ الأقتصادى والسياحى خاصة فى ظل الحركات الأرهابية والمناوشات الداخلية بالدولة هذا الى جانب اظهار موقف مصر والعالم العربى المعارض لمساندة مقاومة الاحتلال الصهيوني والأمريكي في المنطقة، ولو حتى معنويا.
ولا يمكننا ان نتجاهل ان اجتماع الشركات العملاقة وحكومات الشرق الأوسط في مصر لبحث quot;مشاكلquot; وquot;مستقبلquot; المنطقة الاقتصادي والسياسي ينفى بكل المقاييس والأعتبارات إهانة العالم لشعب مصر وشعوب المنطقة الفقراء الذين لم يوكلوا أغنياء العالم لبحث ما هو أفضل لمستقبلهم الاقتصادي والسياسي، خاصة في وقت تمنعهم حكوماتهم فيه من حق إبداء رأيهم في مستقبلهم هذا.
(الإصلاح الاقتصادي)
ويبدو ان quot;الإصلاح الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسطquot;، عاد ليشكل من جديد أحد محاور الإهتمام ضمن المبادرات المطروحة للنقاش في منتدى دافوس العالمى والذى يعقد لأول مره فى مصر وخامس مره خارج موطنه وهذا ما يضع صوب اعيننا كمصريين ان هناك منافسة مستقبلية (دون شك ) بين الأردن البلد المنظم التقليدي له، ومصر التي تطمح فى جلبه إليها ابتداء من العام الحالى وهذا ما يفرض ايضا كما تقول الدكتورة امنية حلمى ضرورة ايجاد اليات فعلية تسهم فى تحقيق اكبر استفادة من المنتدى العالمى والمقترحات التى تصدر عنه والتى تقول انها تنحصر فى المتابعه الجيدة من قبل الحكومة والتى تمثل عنصرا جديدا دخيلا على هذا المنتدى العالمى بعد ان كانت الشركات هى الضيف الأوحد على طاولته الأمر الذى يعنى بأن الحكومات العربية وخاصة المصرية لابد ان تقف موقفا مميزا من المؤتمر وتجيد التعامل مع ما يخرج عنه من توصيات او قرارات وان يكن على الصعيد الداخلى لتضمن بذلك استمرارة بمصر ولو لسنتين قادمتين .
ان لمنتدى دافوس كما تقول امنية حلمى ثقلا سياسيا واقتصاديا معروف منذ بدايات تنظيمه فى سبعينات القرن الماضى وبالتالى فان وضع جدولا ومعيارا يمكن من خلاله الأستفادة من مثل هذا المؤتمر اصبح امرا لا بديل له سواء امام الشركات المشاركة او الحكومة والتى يقع عليها العبء الأكبر خاصة وانها تمثل الجهه الرسمية المنوطة بتنفيذ توصيات المؤتمر ومقترحاته والخروج منه باقصى استفادة ممكنة, وعلى كل حال فتلبية رغبات كل الأطراف داخليا تعتبر اهم المتطلبات التى يجب ان تبنى عليها اليات الأستفادة من مثل هذا المنتدى الكبير.
وتضيف امنية حلمى ان هناك اسس ومعايير تحددها بعض الدول المنظمة لمثل هذه المؤتمرات تستطيع من خلالها ايجاد اليات سليمة لتفعيل تلك المؤتمرات منها على سبيل المثال تكوين اجهزة علمية متمثلة فى نخبة من الكوادر الموجودة بالدولة تشرف بشكل رئيسى على متابعة المؤتمر وتحليل لقاءته فى توصيات ومقترحات يسهل تنفيذها فيما بعد مؤكده على ان مصر لو قامت بذلك ونجحت فى الأستفادة من مثل هذا المنتدى العالمى لحالفها التوفيق فى اظهار قدرتها على الأبقاء عليه فيما بعد الأمر الذى ينبثق عنه دخول استثمارات جديدة للبلاد من خلال المشاركين بهذا المؤتمر.
وتستطرد امنية حلمية بأن مشاركة الحكومة تمثل سلاحا ذو حدين فى مثل هذا المؤتمر حيث ان تلك المشاركة قد تتيح فرصا للتكامل فيما بين القطاع الخاص والعام لكنها قد تلغى دور بعض الجهات الصغيرة كمؤسسات المجتمع المدنى التى تمثل مشاركتها ثقلا للمنتدى خاصة وانها احدى الجهات القادرة على تفعيل توصيات وقرارات المنتديات العالمية داخليا.
وتشير ايضا الى ان القطاع الخاص نفسه لابد ان يركز على تحقيق اعلى الأستفادة من خلال مثل هذا المؤتمر خاصة من خلال وضع اليات للتعاون الدائم مع الشركات والجهات الأستثمارية المشاركة من بعض الدول الأخرى مع العلم بأن هناك اكثر من 2250 شخصية عالمية مشاركة بالمؤتمر قد يزيد عدد رجال الأعمال منهم عن ال 2000 شخصية وبالتالى فأن المؤتمر يمثل فرصة جيدة للقطاع الخاص يجب ان يسيتغلها بكل ما لديه من مجهودات ويضع اليات تنفيذية يستطيع بها تحقيق اكبر استفادةت من هذا المنتدى العالمى.
وتلمح امنية حلمى الى ان نقاد منتدى دافوس من مناهضي العولمة في الغرب يقولون أنه يهدف فقط الى تحرير التجارة والاستثمار الدوليين على حساب فقراء العالم وبيئته، ولكن عقد المؤتمر هذه المرة فى مصر يكسبه مناعة مزدوجة ضد مثل هذه الأنتقادات خاصة وان مصر لازالت تصنف ضمن دول العالم الثالث وبالتالى فاقامته بها يمثل خطوة جيدة للمنطقة الشرق اوسطية ككل فضلا عن غياب أي فرصة للقيام باحتجاجات ضده، خاصة وهو يطرح هذه المرة البعد السياسي الإقليمي بصورةٍ لم يسبق لها مثيل، وتحديدا فيما يتعلق بالنفط والصراع العربي الصهيوني ومستقبل المنطقة العربية ككل وهو البعد الذي قليلاً ما ينتبه له مناهضو العولمة الغربيون.
(الشركات متعددة الجنسيات)
من ابرز ما يميز منتدى دافوس لهذا العام هو انه يضم العديد من الشركات الأوروبية التي تعمل على صعيد ما فوق قومي (متعددة الجنسيات والحدود) الأمر الذى سيترتب عليه استفادة مباشرة للأستثمار الشخصى وهذا ما يؤكده حسن فندى عضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرى والذى يلمح الى ان quot;دافوسquot; أصبح يمثل التجمع الأهم لممثلي الشركات متعدية الحدود على صعيد عالمي فالمنتدى يختار أعضاءه من بين رؤساء مجالس الشركات الألف الأكبر في الاقتصاد العالمي على أساس مقاييس صارمة أهمها مدى توسع نطاق عملياتها الدولية وارتباطها بالقطاعات الصاعدة في الاقتصاد العالمي مثل المعلوماتية والاتصالات والخدمات المالية.والتجارةت والصناعة والأستثمار ايضا موضحا انه من هنا تنبع أهمية منتدى دافوس من كونه أصبح المجلس السياسي للشركات متعدية الحدود ورأس المال المالي الدولي .
والمح فندى الى ان وحدة التمثيل الأساسية في المنتدى هي الشركة العالمية ومتعددة الجنسيات بينما وحدة التمثيل الأساسية في منظمة التجارة العالمية على سبيل المقارنة هى وزراء التجارة من ممثلى الحكومات مؤكدا الى ان هذا يعنى ان المؤتمر تم تصميمه خصيصا فى سبعينات القرن الماضى ليخدم مصالح الشركات لا سيما الحكومات المنضمة مؤخرا .
ويشير فندى الى ان مشاركة البنك الدولي وممثلى وزارات المالية يخلق فرصة جيدة لدراسة اجواء الأقتصاد العالمى بين البلدان المشاركة ومصر املا فى لفت انتباه العالم اجمعه للاستثمار داخل مصر ويخلق ايضا قوة اقتصادية لمصر وكل القطاعات الأقتصادية العاملة بها وبالتالي فإنه يعتبر أهم مجلس تمثيلي للبلد المنظمة في تمرير العولمة الرأسمالية وكل ما يرتبط بذلك من برامج وخطط عمل اقتصادية وسياسية وثقافية على نطاق دولي
.
ويؤكدا حسن فندى ان المنتدى العالمى quot;دافوسquot; يمثل مشاركة موسعة لكل الشركات العالمية فليس من الغريب ان ممثلين لشركة ميكروسوفت او نستله فضلا عن العديد من كبار رجال الأعمال فى العالم وكذلك رؤساء البنوك العالمية كستى بنك هذا بالأضافة الى عشرات الخبراء الأقتصاديون فى كل المجالات وهذا يعتبر تجمعا اقتصاديا عالميا يخلق فرصا قوية للأستثمار داخل مصر .
(قمة اقتصادية)
بيد ان اعظم اللقاءات السنوية لمنتدى دافوس العالمى تظل مقصورة على رؤساء مجالس الشركات العالمية الكبرى الا أن منظمي المنتدى غالبا ما يعمدون دوماً إلى دعوة عشرات رؤساء الدول والأكاديميين وممثلي المنظمات غير الحكومية حول العالم، في جوٍ يسوده وجود مئات من رؤساء مجالس إدارات أكبر الشركات العالمية للوصول إلى تصورات مشتركة وبلورة توجهات عامة حول قضايا الأقتصاد الأساسية للعام المقبل وهذا ما يؤكد عليه عباس ذكى رئيس غرفة القاهرة التجارية فى مصر والذى يقول ان المؤتمر يمثل قمة اقتصادية عالمية تتشرف مصر بتنظيمها هذا العام مما يمثل فخرا للأقتصاد المصرى .
ويعود عباس ذكى قائلا ان من هذه اللقاءات التي تستمر حوالي أسبوع كل عام الوصول إلى اتفاقات محددة لا يصدر عنها بيانات او توصيات بقدر ما هى تمثل تداخلا لشريحة رجال الأعمال العالميين وإعطاء quot;النخبة العالميةquot; فرصة سنوية لتبادل الآراء وتطوير شبكة العلاقات فيما بينهم.
ويستطرد رئيس غرفة القاهرة التجارية قائلا ان المنتدى في النهاية منظمة تضم في عضويتها نحو الف من كبار رجال المال والاعمال في العالم وتحاول مصر فى هذا العام التصدي لبعض المشاكل العالمية مع هؤلاء الاعضاء حيث ان تجمع الاعضاء مع السياسيين والمنظمات الاهلية ورجال الدين وغيرهميساعد بالعودة للاصول فى محاولة التعامل مع بعض المشاكل التي يراها رجال الاعمال في العالم، وكذا البحث عن كيفية تحسين مناخ الاعمال في الوضع العالمي الحالي بالعمل مع المنظمات الاهلية والحكومات.
ويوضح ان عباس ذكى ان مستقبل quot;الشرق الأوسطquot; من الإصلاحات الضرورية وخلق شروط أفضل للاستثمار الأجنبي وترويج التجارة الحرة على قاعدة أن الرفاه الاقتصادي شرطٌ لا بد منه للاستقرار السياسي فى كل القطاعات الأقتصادية كقطاعات الاتصالات والتكنولوجيا، والسلع الاستهلاكية، والمال، والبنية التحتية وهو ما يجدر بنا ان نسعى اليه من خلال هذا المنتدى العالمى خاصة وان الدفع بعملية دمج اقتصاد المنطقة في الاقتصاد العالميهو الهمية الحتمية ل quot;منتدى دافوسquot; في نفوذ وقوة المشاركين فيه.
التعليقات