رئيس شركات النفط في لبنان يحذر عبر إيلاف
التهافت يؤدي إلى أزمة الوقود والسوق السوداء

سيارات تصطف بانتظار دورها للتزود بالوقود.تصوير ريما زهار

ريما زهار من بيروت:تركن السيارات في صف طويل أمام محطات الوقود في لبنان، الأمر الذي يبشر بأزمة تلوح في الأفق. الجميع ينتظر تزويد سيارته ببعض الوقود الذي بات أثمن من المأكل والمشرب لأهميته. بعض المحطات أغلقت فيما قرر بعضها الآخر بيع الوقود بالـquot;قطّارةquot; وتحديد كمية البيع بـ(عشرين ألف ليرة لبنانية) لكل سيارة، وإن حالفك الحظ، فسيسمح لك صاحب محطة الوقود بالتزود بكمية تعادل 30 ليرة، لتذهب عملية تعبئة الخزان كله الى غير رجعة.

وتأتي أزمة الوقودلتضاف على الأعباء الإقتصادية والأمنية والإجتماعية التي يرزح تحتها اللبناني اليوم، وفي حال سألت عن سبب quot;التقنينquot; في بيع الوقود خلال فترة انتظارك التي تتراوح بين ربع ونصف الساعة إلى أن يأتيك الدور لتزود سيارتك ببعض الوقود، يأتيك جواب سريع quot;هذه التعليمات ... بانتظار وصول بواخر النفط إلى لبنانquot;.

ابو حمزة: تقنين في التوزيع
quot;إيلافquot; لم تكتف بهذا الجواب، فحملت السؤال إلى رئيس تجمع شركات النفط في لبنان بهيج ابو حمزة، الذي أوضح أن هناك كميات نفط في لبنان لكن التقنين يتم في التوزيع، لأننا اليوم نعيشظروفا غير طبيعية، والمفروض أن نعمد الى ترشيد في توزيع المحروقات، من أجل quot;تقطيعquot; هذه المرحلة، بانتظار حل مشكلة الاستيراد من الخارج.

ازمة المحروقات تتفاقم في بيروت
يضيف quot;هناك كميات توزع بمقدار مليون ومليون و200 ليتر يومياً، وهي في ظروف حالية كافية للاسواق، والمطلوب من المواطنين تخفيف استهلاك المشتقات النفطية ومساعدة الدولة والشركات لتجاوز هذه الازمةquot; نافيا انقطاع الوقود من الأسواق اللبنانية quot;فالبارحة تم توزيع كميات كبيرة واليوم وزعت حتى الآن ما يكفي حاجة السوق، ولكن لا يمكن ان نعتبر ان الامور طبيعية وان نكمل حياتنا بشكل طبيعي مع استهلاك عادي وعدم الاخذ بالاعتبار الظروف التي يمر فيها البلد فنحن في حصار منذ 3 أسابيعquot;.

ولدى سؤاله عن خيارات لبنان في الاستيراد يجيب أبو حمزة قائلا quot;لبنان مبدع ودائمًا لديه خيارات وانشاءالله لن نصل إلى عدم إمكانية تأمين النفط الى لبنان، وسنتجاوز هذه الازمة اولًا بموضوع ترشيد الاستهلاك، وهي عملية أساسية بغض النظر عن الكميات التي سنستوردها من الخارج وبغض النظر عن وصول بواخر او عدم وصولهاquot;.

أما عن إمكانية توظيف التجارب السابقة لمواجهة أزمة الوقود الحالية التي يمر بها لبنان يقول أبو حمزة إن quot;التجارب السابقة علمتنا الكثير لهذا السبب اخذنا اليوم مبادرة بترشيد الاستهلاك وتأمين التوزيع تفاديا لتفاقم الأزمة، وفي الأيام العشرة الأولى أمنّا السوق بشكل اكثر من كاف، والجزء الاكبر ذهب للتخزين، واليوم أخذنا المبادرة بتقنين توزيع المادة ونوزعها بحسب حاجة السوق وهذا يمنع التخزين، والكثير من المواطنين الذين خزنوا في بيوتهم رجعوا اليوم الى استهلاكها، وهذا يساعد على تجاوز الأزمة، والتجارب علمتنا كثيرًا، ولكن هذه التجربة مختلفة اذ ان الحصار مستمر منذ ثلاثة أسابيع، وهناك تقنين في المادة إلا انها غير مفقودة وسيتم تأمينها خلال الأسابيع المقبلةquot;.

احتكار
ولدى سؤاله حول إحتكار بعض محطات لمادة الوقود يرفض أبو حمزة توجيه الاتهامات مبينا أنه quot;في كل قطاع هناك بعض الذين يستغلون الظروف، اما معظم المحطات فهي لا تحتكر المادة، ولكن لا يجب فقط توجيه التهمة الى المحطات التي تخزن بل الى المواطن ايضًا، وهناك منازل عدة خزنت عشرات الليترات للاستهلاك الخاص، ولا نستطيع توجيه التهمة فقط لصاحب المحطة أو الشركة فالمسؤولية تقع على عاتق المواطن ككل، فهو الذي يساعد على تفاقم الأزمة وبعض المواطنين يخلقون سوقًا سوداء لأنهم، كي يحصلوا على المادة، يدفعون مبالغ ضخمة لان امكاناتهم تسمح لهم بذلك ما يخلق سوقًا سوداء، واتمنى عدم التهافت لأن الكمية التي توزع الى حد ما، شبه كافيةquot;.

كارثة
وحول ما الذي ينتظر اللبنانيين في حال لم يتم تأمين ممرات لاستيراد النفطخلال الأسابيع المقبلة، يجيب ابو حمزة قائلا إن quot;مادة المحروقات أساسية ولا يمكن وضع هذا الاحتمال لأنه يؤدي إلى كارثة إذا - لا سمح الله - طالت هذه الازمةquot;. ويوضح أبو حمزة ان quot;الطاقة عنصر أساسي في الحياة، وانقطاعها يؤدي الى انهيار الحياة في لبنانquot; إذ أن مادة المشتقات النفطية تطال مختلف الأمور الحياتية في لبنان وانقطاعهاسينعكس على quot;العجلة الإقتصادية والدولة بمؤسساتهاquot; خصوصا مع نسبة النزوح المرتفعة خلال هذه الأيام.