إيلاف من امستردام: توفي الفنان التشكيلي العراقي زياد حيدر (54 عاما) في مرسمه بصورة مفاجئة بالعاصمة الهولندية امستردام حيث يعيش منذ ثمان سنوات. ولم يعرف بعد سبب الوفاة حيث شوهد في امستردام قبل ساعات من وفاته المفاجئة. وبرع الفنان حيدر برسم البورتريت بدقة كبيرة. بالاضافة الى اللوحات التجريدية والكولاج.وأقام معارض شخصية ومشتركة في عدد من العواصم العربية والاوربية. وله مساهمات نقدية في الفن التشكيلي العراقي.

احدى لوحات الفنان زياد حيدر
ومن المفارقة انه أبّن احد زملائه التشكيليين العراقيين قبل فترة وجيزة (مؤيد نعمة) بكلمات مليئة بالالم والعتاب جاء فيها:
(هذا الفنان الذي غادرنا بهذه الطريقة المفجعة وهو حامل معه أفكاره ومشاريعه وأوراقه وطينه وهو الخارج تواً من ذلك الطوفان ولم يزل مشحوذاً ومتوقداً.. وكان لحد لحظة رحيله مشروعاً كبيراً لفنان سبح ضد التيارات والانهزامات والانكسارات والمصالح الشخصية.. وبقى أميناً لأفكاره ومبادئه وقريباً من شعبه وهمومه.. ولم يتخل يوماً عن حمل أدواته لمقارعة الدكتاتورية ومن ثم مقارعة الإرهاب.. هذا هو المجد الحقيقي الذي صنعه مؤيد نعمة لنفسه وفنه ولم يمنحه له أحد!! لقد كان الحزب الشيوعي ذاته يقاتل البعثيين برسومات مؤيد نعمة.. على حد تعبير الفنان قاسم الساعدي.. قبل أن يخذله الجميع ويضل وحيداً وعندما لم يجد أحداً يتحد معه اتحد مع نفسه ومع أدواته ومع فنه..
ولم يجن شيئاً من هذا البلد غير المكابدات والعذاب والحرمان.. فمن يستمع للقاء إذاعة العراق الحر مع زوجته في باب أجيال يحس من نبراتها الحزينة بذلك العذاب والنكد والحرمان الذي كان يحيط بمؤيد نعمة حتى بعد سقوط الدكتاتورية ومجيئ المعارضة اليسارية!!
و أنا في وداع الفنان الصديق والزميل والرفيق فناننا المبدع مؤيد نعمة.. أقول لكل الذين يبكون مؤيد الآن.. أنتم الذين خذلتموه.. أنتم الذين ساهمتم في عذابه وحرمانه.. أنتم الذين عجلتم في رحيله المبكّر والمفجع هذا.. أنتم الذين كان بامكانكم إنقاذه يوم تركتموه وحيداً.. أنتم الذين كان بامكانكم المحافظة عليه.. مؤيد نعمة غادركم بهذه الطريقة المفجعة لأنه في غفلة من الزمن وجد نفسه محاطاً بكل الناس الذين خذلوه لثلاثة عقود!! غادركم مؤيد بهذه الطريقة المدمية لأنه لا يليق بكم وأنتم لا تليقون به!! فهذا البلد لا يستحقك يا مؤيد وأنت لا تستحقه!! فنم قرير العين يا مؤيد.. فالناس الذين خذلوك والناس الذين عزلوك واضطهدوك جميعاً هم الآن في موكب عزاءك يا مؤيد!! ويودعوك سوية في رحلتك الأبدية.. فنم قرير العين يا مؤيد.!!).

مقال الفنان زياد حيدر عن معرض اليونسكو الاخير للفنانين العراقيين

التشكيلي العراقي زياد حيدر في تظاهرة ثقافية هامة في أمستردام