لا رتوش على جبين الليل
لا نجوم توقد حطب الأحلام
لا امرأة تقف عند النافذة
لا تلويحة دافئة كفراش المتعب
أعمار ٌ يأكلها السوس ُ
ولكني من الأحزان تعبت ُ
لا أرثيك بل أرثي الشوارع والساحات التي غادرتك
أرثي العابرين على الأرصفة ِ بوجوه ٍ مجعـّدة
أرثي المأخوذين بأرباح اليوم
المتورّمين في أحشـاء الحانات
أرثي الأطياف التي تـتقافـزُ في مخيّـلتي
أرثي قطتك الصغيرة
نست طعامها ونامت تحت كرسي في سواد المرسم
أرثي باولا * المشدوهة وهي تحدّق في ساعة على الجدار
تبتسمُ وهي تـسافرُ في الوجوه تبحر ُ في العيون ولا ترى شيئا
وحدك إلى ركن لا يطرقه الناس
قبل أسبوعين
في ليلة عراقية منزوعة عن العراق
في أمستردام في حفل توقيع الكتاب عانقتني ولم يدر في بالي
لم يدر في بال مهدي النفري وعلي البزاز وصالح حسن وشعلان شريف وصالح بستان وصلاح حسن
ومحمد محسن أنك مهموم بالسفر إلى أقصى الأرض
وحدك إلى ركن لا يطرقه الناس ولا حتى قطتك الحمراء الصغيرة التي نست طعامها
ونامت في سواد المرسم
الآن وعند الباب على الشارع
حيث مسافة بحجم الكون تفصلنا
أراك واقفا في معطفك الأسود
مطرقا وأنت تنظر ُإلى أسفل
آه ٍ لو عرفتُ بماذا كنت تفكّر
باولا رفيقة حياة الفنان زياد حيدر في هولندا وهي تحترف التشكيل أيضا
هولندا 05-01-06
أثر الغريب الى زياد حيدر
صلاح حسن*
هذا الميت لي
لي جنازته واحلامها
سأدفنه في حياتي
واطعمه من دمي
كي لايموت موته .
انه ميتي وانا حياته
انا حضوره الهش
وهي غيابي الذي يتقدم
سوف ادفنه في حياتي
كي يستفيق من موتي .
هذا الميت ليس لاحد غيري
وجنازته لي
فمن ترى يرث الغريب
اذا مات وحيدا ؟ .
* شاعر عراقي مقيم في هولندا
8-1-
التعليقات