طرقت صديقتي وفاء بابي، وجه طائر، عرق خفيف ورائحة أعرفهاbull;bull;bull;bull;استقبلتها، بدت لي مرتبكة تلملم أشلاءها، عيونها تشع بالضوء والرغبة، سألتها ما الذي يحدث، اتخذت مكانا وبدأت تسرد بلا نهاية:
تعرفت إلى شخص جميل، أسمر، يشبه رجال الإسبان بخطوطه الحالمة، كنت معه، واخترقنا حدود المحالbull;bull;bull;
فغرت فمي: أين؟
في بيتهbull;bull;
وزوجك والأطفال؟ !
لا يهم، أريد أن أحيا، تعبت من التكرار، أريد ثمارا متعددة أقطف منها ما أشتهي، زوجي أصبح عاديا بالنسبة إلي، ثم هذا الرجل يعرف كيف يعامل المرأة، إنه يتعبني، وأحيانا يضربني كي أصل إلى نشوتي، أنا أريد الجنس ضاجا، صارخا، لا أحب الهدوء، وزوجي هادئ تماما وبياضه أصبح يزعجني، أريد لونا مختلفا، لونا رجولياbull;bull;
كانت صديقتي تتحدث وأنا أطرق في النصوص الروائية التي أقرأها، والتي كانت تبدو لي ضربا من الخيال، ولكنها الآن صارت واقعا، إذ تذكرت صديقتي سلمى وهي تتذرع بالمجيء إلي كي لا يعرف زوجها، وتقضي العشية مع عشيقها لتمر علي ربع ساعة قبل الرحيل، كأنها تثبت الحضور ثم تذهب وهي مشتعلة العينين، متيقظة، فمها ينفتح قليلا، وإغفاءة صغيرة تداهمها، تتلبسهاbull;bull;bull;bull;bull; شعرت بالرعب، ما الذي يحدث؟
عم تبحث النساء؟ وعم يبحث الرجال أيضا؟ ولماذا نبحث عن أجساد أخرى غير الأجساد التي تشاطرنا الرباط المقدس؟ هل هناك مساحات ضوء غريبة ترقد بداخلنا في حاجة لمن يوقظها؟ لماذا نركض ونلهث وراء رحيق مجهول؟ ولماذا يصبح الكائن الذي نشاطره اليومي كائنا عاديا لا يحمل التوقع والدهشة؟ هل نحيا وراء الفجاءة الملعونة التي تهز دواخلنا وتدغدغها؟
تقول سلمى إنها في حاجة إلى جنون لذيذ تخجل أن تمارسه مع زوجهاbull;bull;
ألهذا يعود الجميع متلبسا بالسرية والخوف من الافتضاح، كي يتم الحفاظ على عقد بليد يشهرونه في وجع المجتمع؟ هل في الأمر متعة سرية تعود بنا إلى الأزمنة الغابرة التي كان يمارس فيها الحب في الخفاء ممزوجا بالخوف الذي يزيده حلاوة؟ أم أن الأمر يتعلق بالهشاشة الداخلية التي ترغب كل يوم طبقا مختلفا؟ أم أن الأمر بحث عميق عن البدايات الجميلة، المؤرقة، المكتشفة والمنقبة عن لغز يموت بمجرد أن تنكشف اللعبة؟
يبدو أن زمن الحب بحث عن الرغبة الملتبسة أيضا، فمعظم من نسألهم bull;bull;bull;ما الذي يحدث؟ يجيبون: نحن في حاجة إلى عشيق يجعل حياتنا مع الزوج أو الزوجة ممكنة، إنها وسيلة لاستمرارية نحن في حاجة إليهاbull;bull;
تقول وفاء: حين أعود منتشية، فإني أمتع زوجي أيضا، ألا يكفيه أنني أجعله يعيش جنات عدن على الأرضbull;bull;bull;bull;bull;أريد أن ألمس أشياء مختلفة، لا أستطيع أن أحياها معهbull;bull;bull;ألا تفهمين؟
- آخر تحديث :
التعليقات