مع إعصار كاترينا والتسونامي ثم زلزال القارة الهندية في أكتوبر 2005م يبدو أنها ليست نهاية المطاف بل هناك معلومات خطيرة عن تطور في مناخ الأرض قد ينهي الحياة، وتظهر آخر الأبحاث الكونية أننا مقبلون على كارثة. يصعب التنبؤ بها. قد تحول سطح الأرض بلقعا يبابا مثل سطح المريخ المعقم بدون حياة. وستكون خلال القرون القادمة في الألفية الثالثة. من خلال انقلاب مغناطيسية الأرض وبقاء الأرض بدون درع كهرطيسي واقي من أشعة الكون القاتلة والعواصف الشمسية الماحقة.
وقد يصدق ما جاء في الأثر (تؤلف ولا تؤلفان)(1). فهناك من السلف من رأى أن الكون لن يكمل الألف الثاني الهجري. ونحن حالياً عام 1425هـ. أي أن أمامنا لنهاية الألف الثانية الهجرية 575 سنة. وهو ما توقعه العالم (بيتر أولسون Peter Olson) من جامعة (جون هوبكنز John Hopkins Uni.) الأمريكية من انقلاب محور الأرض الكهرطيسي في القرون القادمة. وتحدث القرآن عن حفظ الأرض بالسماء فقال "وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون"(2).
وهذا السقف ليس فقط طبقة (الأوزون الأكسجين الثلاثي) بل هناك درع كهرطيسي يخلقه موتور متحرك من كتلة سائلة في قلب الأرض بحرارة 5000 درجة مئوية بقطر 1200 كم بسرعة 1600 كم في الساعة من مزيج من الحديد والنيكل(3).
والكرة الأرضية أربع كرات تغلف بعضها بعضا: قشرة خارجية مثل قشرة التفاح بسماكة 48 كم، ثم معطف واقي صلب بقطر 2300 كم، ثم لب سائل يدور حول لب صلب.
وهذا الدوران في اللب هو موتور الأرض الذي يولد الدرع الكهرطيسي الذي ينبثق من الجنوب فيطوق كامل الأرض ليعود فيغوص في القطب الشمالي ويكمل حلقة تامة؛ فالدوران يخلق المغناطيس وهذا بدوره يولد الكهرباء في حلقة عكوسة متبادلة التأثير تزداد باضطراد. كما عرضها (دانييل لثروب Daniel Lathrop) من جامعة (ميريلاند Uni Maryland) في أمريكا في المقابلة التي أجرتها معه قناة الديسكفري(4) ولكن هذا الاتجاه ليس أبديا بل يبدل محوره كل مائتي ألف سنة، وتأخر في المرحلة الأخيرة فلم يتبدل منذ 780 ألف سنة. وهو كشف وصل إليه الجيوفيزيائي (مايك فوللر Mike Fuller) من جامعة هاواي Uni.Hawaii)) في مناطق البراكين التي تقذف بحممها باستمرار منذ 5,5 مليون سنة فتشكل أرخبيلا يتوسع دوماً.
وبين كل تبدل وآخر يضعف الأثر المغناطيس ليتبعه تغير المحور وأحيانا بفواصل قصيرة وقد يستمر الفاصل من السكون أحياناً آلاف السنوات. أي أننا قد نكون مقبلين على فوضى مغناطيسية في محاور الأرض، وهو أمر وصل إليه الجيولوجي (روب كو Rob Coe) من جامعة (كاليفورنيا ـ سانتا كروز Uni.Calif.Santa Cruz) من دراسته على جبل (ستينز) في ولاية (أوريغون Origon) من الغرب الأمريكي. ودراسته تشمل بقايا سيول الحمم على جرف الجبل بارتفاع 950 متراً ولفترة 16 مليون سنة ليكتشف أن انقلاب المحور المغناطيسي يعقب انخفاضا ليخسر الدرع المغناطيسي 80 ـ 90% من قوته قبل أن يقلب بالاتجاه المعاكس، وفترة التغير من اتجاه إلى اتجاه تبدأ باضطراب ثم زحزحة في فترة قد تطول إلى 3000 سنة قبل أن يحصل كامل انعكاس الاتجاه. بمعنى أن بوصلة الشمال الجنوب المغناطيسي قد ترتج في اليوم الواحد في فوضى مغناطيسية قبل أن تستقر على الاتجاه المحدد الذي يختلف زمنه وقد يطول أحياناً إلى ثلاثة آلاف سنة وهي كافية لإحداث تدمير مروع في الحياة النباتية والحيوانية فضلا عن الإنسانية؟
وعندما يختفي الدرع تتعرض الأرض لأشعة كونية قاتلة. بالإضافة إلى لفح من الشمس يصفها (اندرو كوتس Andrew Cots) من مخبر (مولارد لعلوم الفضاء Mullardamp;UCL Space Science Laboratory) بأن بعضها يصل إلى حجم جبل إفرست وبشواظ يندفع في عمق الفضاء إلى مدى مئات الآلاف من الكيلومترات. وما يحمينا من هذه الريح الشمسية هو الدرع المغناطيسي الذي يطوق كل الأرض إلا قليلا عند القطبين وفيها نرى شفق (الآرورا Arora) العجيب وهو مكان مرور الأشعة القاتلة.
وإذا كان الإنسان بدأ يدب على الأرض منذ ملايين السنوات إلا أن الحضارة لم تبزغ إلا منذ ستة آلاف سنة. ولذا لا يوجد في التاريخ المكتوب شيئا من هذا التحول. وثبت أن المريخ كان يوما مثل الأرض حتى بردت كتلته الداخلية قبل 4.5 مليار سنة فاختفى الماء وأصبح عاريا من الدرع الكهرطيسي فتحول إلى جثة باردة في الكون الموحش.
وهذا الكشف بين الحياة والمغناطيس أعلنه (ماريو أكونا Mario Acuna) من وكالة ناسا (NASA Goddard Space Flight Centre) فبعد إرسال 16 بعثة إلى المريخ تبين في عام 1996 م أن المريخ ميت لأنه لا يرتدي معطفاً مغناطيسيا للحماية الكونية، وهو أمر حدث منذ أكثر من أربعة مليارات سنة حين خسر المريخ درعه الواقي. والتكهنات حول سبب ذلك هو برودة قلب المريخ الذي كان يعطي من المغناطيسية اكثر من الأرض 20 ـ 30 مرة بسبب كتلته الأصغر. وبرودة القلب أدت إلى توقف حركته وبالتالي تعرض ظهر الكوكب الأحمر إلى عواصف الشمس التي بخرت ماءه وحولت سطحه إلى كوكب عقيم.
والذي أكد هذه المعلومة الصور التي نقلت عن بقعتين من حوضي هيلاس وآرجاير في النصف الجنوبي من المريخ (5) الذين تشكلا من ضرب مذنبات خارجية بدون أثر من مغناطيس في الوقت الذي توجد بعض الأخاديد التي تحمل بصمة مغناطيسية وهو يدل على وقت وجد فيه الدرع المغناطيسي ثم فقد. فهل تسير الأرض على نفس المسار؟
والجواب أن فرن الأرض الذي يقذف حممه بين الحين والآخر يبرد بمعدل مائة درجة كل مليار سنة(6) ومن غير المتوقع أن يبرد في فترة قصيرة، ولكن المشكلة هي في محور الدوران. والمغناطيس له بصمة لا تخيب على الحديد. وآنية الفخار فيها حديد. وبتعريضها للنار يزول الأثر المغناطيسي فإذا بردت التقطت فورا طبعة المغناطيس. وبذلك أصبحت الآثار الفخارية ساعة زمنية لتطور وضع المغناطيس واتجاهه مثل أشرطة المغناطيس في الفيديو. وبدراسة الآثار الفخارية من الحضارات التي مرت على الأرض مثل الانكا والصين عرف أن الأثر المغناطيسي تآكل وبسرعة فائقة خلال القرون الثلاثة الأخيرة. وهو كشف وصل إليه الجيولوجي (جيريمي بلوكسهام Jeremy Bloxham) من جامعة (هارفارد Harvard Uni.) الذي قام بدراسته على آنية الفخار عند حضارة الإنكا وما بعدها ثم قام بدراسة سجلات البحرية البريطانية في القرون الثلاثة الأخيرة ليكتشف نفس الحقيقة عند البحارة الذين كان تحديد الشمال المغناطيسي عن الحقيقي (زاوية التغير) مشكلة موت وحياة بالنسبة لهم خاصة في جنوب المحيط الأطلسي حيث المغناطيس أضعف بـ 30% وكانوا يعرفونها من دراسة مطلع الشمس مع الأفق،
ويقول (بلوكسهام) أن مسألة الانقلاب من الشمال إلى الجنوب لا ريب فيها ثقلت في السماء والأرض والسؤال: متى سيحدث هذا؟
مع هذا فإن هذه القلبة لن تكون في 24 ساعة بل قرونا بين ذلك كثيرا. وهنا الخوف لأن كل الحياة متعلقة بالدرع المغناطيسي، الذي يغلف كرة الأرض، ولا نرى الأشعة الكونية المعروفة باسم آرورا في السماء إلا عند القطبين. وهي مكان انحراف الأشعة إلى خارج الأرض. وحاول فيلم (الكورThe Core لب الأرض) الاقتراب من فهمها وتصويرها للناس. ولكن كما تقول الفلسفة إن توقع الشيء غير مواجهته.
وقام البروفسور (جيري غلاتسمايرGary Glatzmaier) من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز باختبار طموح من خلال إدخال كل المعلومات Data)) إلى كمبيوترات فائقة السرعة تركها تعمل على مدار الساعة سبعة أيام في الأسبوع لا تعرف النصب أو اللغوب لمدة أربع سنوات ليكتشف حصول الانقلاب وولادة مجموعة أقطاب بدل شمال جنوبي.
وهذا الانقلاب سيكون ذو نتائج مدمرة علينا نحن البشر سواء في الوفيات أو حدوث السرطان بسبب انكشافنا الكامل لأشعة الكون المؤذية. والأرقام الأولية هي موت مئات الآلاف إلى الملايين مع زيادة حدة المشكلة لحين استقرار مغناطيسية الأرض وتشكل الدرع المغناطيسي الحامي وهذا إن طال وقته ستكون له نتائج كارثية تماما قد لا تنهي الجنس البشري ولكن قد تؤثر في مسيرة الحضارة الإنسانية كلها وإن كان (جلاتسماير) متفائل أن الحضارة الإنسانية حتى ذلك الوقت سوف تجد حلاً للمسألة؟ فدعنا نتفاءل إذن؟
والعقل العلمي المنهجي يفتح النافذة لكل الاحتمالات بما فيها نهاية العالم. وقد لا ينتهي العالم بل ينتهي الجنس البشري. وإذا لم يبق بشر لم يبق للحياة معنى. كما جاء في قصة الذئب الذي وقع في الفخ فمر به الثعلب فسر بمصابه فسأله الذئب عن نهاية العالم: أن الناس يقولون بقرب يوم القيامة؟ قال الثعلب: أما يوم القيامة فلا علم لي به وأما قيامتك فقد قامت بكل تأكيد. وكذلك الحال فيما لو انتهت الحياة الإنسانية على الأرض وتحولت إلى جمهورية للصراصير والأعشاب والعقارب(7) فهي قيامة للبشر وجنة للحشرات التي هي أكثر الكائنات تحملاً للأشعة الكونية. كما ثبت ذلك عند العقارب التي تتحمل 300 ضعف ما يتحمله الإنسان من الأشعة القاتلة.
وفي كل الثقافات نعثر على تنبؤات بنهاية العالم. وفي القرآن يتكرر مصطلح (الساعة) كناية عن نهاية العالم. وفيه أن الناس يسألون عن الساعة أيان مرساها؟ ويكون الجواب فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها(8)
ونهاية العالم قد تأتي من صور شتى بسيناريوهات مختلفة. وحسب (ستيفن هوكينج) الفيزيائي البريطاني المشهور في كتابه (قصة قصيرة للزمن)(9) فقد توقع للشمس أن تعمر 5,5 مليار سنة. وكان المتوقع أن تستمر الحياة على الأرض بنفس القدر لولا أبحاث كوسمولوجية حديثة ضغطت الزمن المتوقع للحياة على الأرض بـ 500 مليون سنة. وهي مدة كافية للتحرك نحو استعمار المجرة كما فعل سكان البيلوبونيز في استعمار الجزر المتناثرة في المحيط الهادي جيلا بعد جيل. بعد أن كشفت ذلك هياكل جزيرة (عيد الفصح Eastern Island)(10). وسيفعل البشر نفس الشيء في قفزة كل مائتي سنة في كل خمسة أجيال لاستعمار مجرة طريق الحليب(Milkway)) في مدة خمسة ملايين من السنين. وقد تستخدم طاقة من نوع (مضاد المادة) التي يكفي منها مقدار أقل من ربع غرام(0,147) لنقل مركبة إلى المريخ. ولكن لإنتاج بضع غرامات فلن تكفي كل المفاعلات النووية من نوع فيرمي لاب في واشنطن وسيرن في سويسرا ولمدة 150 مليون سنة؟(11)
وحسب (ماركوس فيلدمان Marcus Feldman) رئيس مشروع (تنوعات الجينوم البشري Human Genom Divresity Project=HGDP) من خلال الدراسات الجينية التي جمعها من 377 موضعاً من العالم مثل سيبريا وباكستان ونامبيا والبرازيل وغينيا الجديدة من 52 مجموعة عرقية، من آلاف العينات من اللعاب والدم والأنسجة من ألف شخص؛ وجد أن الجنس البشري في مجموعه يخرج من عنق زجاجة ضيق قبل حوالي سبعين ألف سنة، والمليارات الستة من البشر خرجت من بضعة آلاف من الأناسي. ولتفسير ذلك فقد احتار العلماء في السبب هل كان جفاف عم الأرض أو حرب طاحنة أو مرض بئيس(12)
ويذهب (ستانلي أمبروز Stanley Ambrose) من جامعة (الينوي Illinois) أن ما حدث يعود إلى بركان (توبا Toba) الذي انفجر في سومطرة حينها فأهلك الحرث والنسل وقذف إلى الجو بـ 800 كيلومتر مكعب من الحمم ما هو أقوى من بركان (بيناتوبو Pinatubo) الذي انفجر عام 1991م بمائة مرة. وهذا يوحي بالكثير عن هشاشة الجنس البشري
وقبل 65 مليون سنة ضرب نيزك شارد أمريكا الوسطى بما يعادل مليون قنبلة هيدروجينية فدخلت الأرض فيما يشبه الشتاء النووي وانقرضت الديناصورات. وفي عام 1918 م قتلت الأنفلونزا الأسبانية في أربع أشهر أكثر مما قتلت الحرب العالمية الأولى فمات 30 مليون من الأنام. وفي بوسطن مات في شهر واحد 12 ألف إنسان. وكانت أفضل التجارات في الأكفان والتوابيت. وكانت البلدية تجمع الجثث من مداخل المنازل مثل النفايات. ولم تكن الفيروسات معروفة ولا المجهر الإلكتروني مخترعاً. وجاء المرض وذهب بعد أن ظن الأطباء في أمريكا أنها نهاية العالم.
وعندما اندلعت الكوليرا عام 1905 في ألمانيا كان يموت كل يوم ألف إنسان؟ وحتى الآن لا يوجد لقاح وعلاج للإيدز. وضرب فيروس الغابة الايبولا بشدة ثم اختفى. ونحن نشهد حاليا عصر عودة الجراثيم المعروفة من الملاريا والسل بعد أن كسرت حاجز المقاومة فلم تعد الصادات الحيوية تفتك بها.
ومات في الأمريكتين من الجدري أكثر ممن مات بحراب الأسبان وبنادق الأمريكان. وجرب بوش على نفسه لقاح الجدري ووضعت أمريكا مشروعا بخمس مليار دولار للقاح الجدري. واحتفظت ببقايا مستودعات الفيروس بعد أن كان مقررا التخلص منه، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على المرض منذ عام 1972م فلم يعثر على حالة.
وفي فيلم (ما بعد الغد The Day after Tomorrow) نواجه مشكلة ارتفاع حرارة الأرض بكارثة كونية من دخول الشمال في العصر الجليدي. مما يجعل نصف الأمريكيين المدللين يزحفون لاجئين إلى المكسيك؟ والذي لفت النظر لاحتمالات من هذا القبيل شاب ألماني هو (ستيفان رامشتورف Stefan Rahmstorf) الخبير في توقعات المناخ في معهد بوتسدام من خلال أبحاثه على كمبيوترات التخيل (Simulation) ونال عام 1999م جائزة القرن من معهد (جيمس – س – مك دونيل james-s.-McDonnell) بقيمة مليون دولار لكشفه عن هذه الظاهرة.
وخلاصة أبحاثه تدور حول توقف تيار الخليج عن العمل. الذي يزحف على السطح بسرعة تسعة كم في الساعة فينقل دفء مياه الكاريبي وخليج المكسيك إلى أوربا وشمال الأطلنطي بما هو أكثر بعشرين مرة من أنهار العالم أجمعين أو ما يعادل ما ينتجه 250 ألف مفاعل نووي. فيخفض الحرارة في المناخ الأوربي في الشتاء بمقدار خمس إلى عشر درجات مما يخلق الاعتدال. ولولا ذلك لكانت النرويج أشبه بآلاسكا وألمانيا أقرب لسيبيريا. وعند سواحل أيسلاند يبرد فيثقل فينزل إلى عمق ثلاثة كيلومترات مما يحوله إلى قوة شفط للماء الساخن من جديد فيتشكل تيار بارد سفلي مقابل تيار حار علوي وبهذه الطريقة تكتمل دورة من الماء الساخن والبارد مثل الحمامات ولكن من حجم كوني.
ولا يكفي هذا بل يشترط كثافة الملوحة. وهنا الخطر فالماء لن يثقل وينزل إلى الأسفل إذا جاءته أمطار عاصفة فخفضت درجة الملوحة فيه، عندها ستختنق عملية التيار الساخن البارد مما يقود في النهاية إلى كسر هذه الحلقة المتبادلة من تيار الخليج في المحيط الأطلنطي وانقلاب جو الشمال بالكامل. وهي مسألة صرف لها المخرج الألماني (رولاند ايمريش Roland Emmerich) 125 مليون دولار ليظهر هذه القضية العلمية على صورة درامية في الفيلم(13).
مع هذا فإن أبحاث العالم الدانماركي (بوجي هانسن Boji Hansen) التي نشرت في المجلة العلمية البريطانية (الطبيعة Nature) عام 2001م، أظهرت بدراسة هذا التيار في نصف القرن الفائت أن هناك تراجع في حرارة التيار بنسبة عشرين بالمائة ولكنه عاد فأعلن في مايو من عام 2004م أن هذا الأمر اعتدل منذ عام 1999م.
وفي المقابلة مع عالم المحيطات الألماني رامشتورف قال: يجب عدم التقليل من هذه الظاهرة وقد لا تكون في بحر أيام كما جاء في الفيلم ولكنها إمكانية قابلة للتحقق مع الوقت.
ونحن نعلم في التاريخ أن أوربا الشمالية كانت قبل عشرة آلاف سنة تعيش فترة العصر الجليدي وفيها عاش إنسان نياندرتال(14) والمفيد في فيلم ما بعد الغد أننا نرى نجاة نصف الكرة الرضية الجنوبي وزحف الأمريكيين إلى المكسيك وطبعا نجاة العالم العربي وانقلاب محور الحضارة حسب الجغرافيا وسبحان مبدل الأحوال.
وهذا يعني أن الحضارة مرتبطة بالمناخ وهذه الأيام يعيش الشمال في مناخ جميل وغابات لانهائية ومطر مدرار ولكن انقلاب المناخ وقساوته تقضي على كل حضارة فلا يمكن في ظروف الإسكيمو أو الربع الخالي أن تنشأ أي حضارة. والحضارات العظمى نشأت على حواف الأنهار العظمى. وكل يوم هو في شان فتبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام(15)
مراجع وهوامش:
(1) تؤلف ولا تؤلفان هو قول شائع في بلاد الشام وليس هناك من حديث صحيح في هذا الصدد وإن كانت أحاديث وآيات تفيد بنهاية العالم وأحيانا يفهم منها النهاية الوشيكة مثل حديث الصحيحين (بعثت أنا والساعة كهاتين ثم يحلق بين إصبعيه السبابة والإبهام) أو الآية التي تقول (فقد جاء أشراطها). وهذه المفاهيم ليست خاصة بالثقافة الإسلامية بل موجودة في كل الثقافات أن هناك نهاية لهذا العالم الذي نعيشه ونهاية العالم ستكون ليست فقط من بوابة انطفاء وزوال الدرع المغناطيسي بل هناك مثلا خوف من ضرب الأرض بمذنب مثل الذي حدث مع شوميكر والمشتري وما يقوله العلماء أن 10% فقط من المذنبات الشاردة هي التي نعرفها وما نجهله يبلغ 90% . وهناك تخوف من اقتراب مذنب من الأرض عام 2015 ثم تبين انه سيكون ليس من القرب الخطير. وهكذا فهناك الكثير من المخاطر التي تهدد الأرض والجنس البشري وهذا يصب في خانة فكرة نهاية العالم. التي قد تحدث بسبب كوسمولوجي أو بيولوجي بانتشار فيروس قاتل مثل السارز والإيبولا أو بسبب نووي من حدوث خطأ في الحسابات. وهي أمور نادرة ولكنها إن حصلت فقد تنهي الجنس البشري والعقل العلمي المنهجي هو الذي يضع هذا الاحتمال على نحو جاد كما قال (ستيفان رامشتورف) خبير المناخ الألماني من معهد (بوتسدام) الذي اكتشف تيار الخليج واحتمال انقلابه وإدخال الشمال في عصر جليدي كما عرضه فيلم (ما بعد الغد) قال: يجب أن لا نخفف من هذا الاحتمال؟ قد لا يأتي بهذه السرعة ولكن قد يحدث؟ فهذه هي طبيعة العقل المنهجي العلمي (
2) سورة الأنبياء الآية 32
(3) قامت هوليود بتقريب هذه الحقيقة العلمية في فيلم لب الأرض (The Core) وأهمية ما جاء في الفيلم من خيال عرض بعض الحقائق العلمية المملوءة بالتحدي والتي تحتاج إلى حل ومما عرض تشريح الأرض وكتاب ( ديناميكية الأرض Die Dynamik der Erde) باللغة الألمانية من سلسلة طيف العلم ( Spektrum der Wissenschaft) قامت باستعراض علمي رائع لطبقات الأرض وكيفية حدوث التصدع التكتوني بين طبقات الأرض
(4) تم عرض المشكلة في قناة الديسكفري بعنوان (Magnetic Storm) وهي قناة تعرض مترجمة مع باقة الشوتايم المشفرة
(5) حوضي هيلاس وأرجاير هما في النصف الجنوبي من المريخ وأكد خلوهما من المغناطيس المسابر الفضائية التي أرسلت ورصدت مغناطيسية الأرض وحاول علماء ناسا الربط بين الحياة والمغناطيس
(6) هذه الحقيقة العلمية أكدها بيتر أولسون من جامعة جون هوبكنز الأمريكية من نفس مصدر الديسكفري
(7) وهو ما تنبأ به كاتب عن نهاية الكون من البوابة النووية وعنوان الكتاب مصير الجنس البشري
(8) سورة النازعات الآية 42 ـ 46
(9) ستيفن هوكنج في كتابه المترجم في عدة دور نشر (قصة قصيرة للزمن Brief History of the Time) وأثار ضجة كبيرة حين صدور أبحاثه عام 1978م ويعتبره البعض الدماغ الثاني في الفيزياء بعد اسحق نيوتن
(10) اكتشاف التماثيل في جزيرة عيد الفصح تحدث عنها المؤرخ البريطاني عن انهيار الحضارات في كتابه الموسوم مختصر دراسة التاريخ
(11) فكرة مضاد المادة وكيف صنعت راجع ما كتبه المؤلف في جريدة الرياض السعودية عن الإمساك بالظلال أو تصنيع مضاد المادة ـ العدد 10671 ـ تاريخ 11 سبتمبر 1997م
(12) جاءت هذه المعلومة في مجلة المرآة الألمانية (در شبيجل العدد 25 \ 2003)
(13) مجلة در شبيجل الألمانية العدد 22 \ 2004م ص 144
(14) إنسان نياندرتال كشف عنه للمرة الأولى في وادي نهر نياندر في مدينة دسلدورف في ألمانيا في منتصف القرن التاسع عشر وظهر قبل 150 ألف سنة واختفى نهائيا قبل حوالي 35 ألف سنة وعاصره أجدادنا الأوائل ولا يستبعد أن يكون قضى عليه جنسنا الهومو سابينز كما أن كلمة الغول الموجودة في الذاكرة الجمعية قد ترجع إليه؟
(15) سورة الرحمن.
التعليقات