مع التصاعد الفجائى فى الأعمال الإرهابية فى العراق والتى تقتل يوميا العشرات من المواطنين، وكل ذنبهم أنهم لسوء حظهم قد تواجدوا فى مكان حدوث العمل الإرهابى، وكذلك عودة الإرهاب بوجهه الكئيب إلى القاهرة وضرب الأماكن السياحية فى القاهرة فى عز الظهر، ومع إقتراب إنسحاب إسرائيل وإخلاء المستوطنات فى غزة زادت الأعمال الإرهابية هناك بالرغم من إتفاق الهدنة، لأنه يبدو أن (الأخوان الإنتحاريون) لايريدون لإسرائيل أن تنسحب ولا يريدون إخلاء المستوطنات، "طيب وبعدين يضربوا مين" عندما ينسحب الإسرائيليون ويتم إخلاء المستوطنات، ربما يضطروا ساعتها إلى ضرب الفلسطينيين كما يحدث فى العراق، ماهو لابد لهم أن يضربوا أحدا، لأنه ليس من المعقول أن يجلسوا بدون عمل (لأن اليد البطالة نجسة)، لذلك أخذت أفكر كثيرا، لماذا لا تحدث أعمال إرهابية فى إيران، ولماذا لم تحدث أعمال إرهابية فى بغداد أيام حارس البوابة الشرقية (بالمناسبة الراجل قال إنه حارس البوابة الشرقية ففوجئ بقوات التحالف تأتى له من البوابة الجنوبية، لكن والله هو كان جالس هناك أمام البوابة الشرقية فى إنتظار أى غريب يقترب من هناك، يعنى الراجل حيقطع بعضه يحرس لكم البوابة الشرقية وكمان البوابة الجنوبية، ده حتى حرام، وقد فعلها من قبله إستاذه عبد الناصر الذى علمه السحر، عندما قال بالحرف الواحد فى خطاب تبرير هزيمة 1967 :"إنتظرناهم فى الشرق فجاءت طائراتهم من الغرب"، يعنى عبد الناصر كمان كان قاعد حارس البوابة الشرقية، (الظاهر البوابة الشرقية دى وشها نحس)!!.

***

لم تحدث أعمال إرهابية أيام صدام حسين لأنه ببساطة لو حدثت مظاهرة سلمية (ناهيك عن عمل إرهابى) فإنه كان يسوى قرى ومدن بأكملها بالأرض، وكان لديه جهاز مخابرات لايرحم الأخ أخيه، والكل يعلم أن صدام "ولد العشائر" قد قتل زوج إبنته بعد أن منحه الأمان بالعودة من الإردن (وصدق الأهبل جوز إبنته وعاد إلى الفخ برجليه)، وقتل سكان حلبجة بالأسلحة الكيماوية، لذلك فإن فكرة أى عمل إرهابى لو خطرت فى منام أى مواطن عراقى لوجد المخابرات على باب بيته فى الصباح الباكرتوقظه من نومه لإيقاف حلمه ويسوقونه للإعدام وللمقابر الجماعية عقابا له على مارآه فى المنام!!
ولكن الآن الإرهابيون فى بغداد يسرحون ويمرحون ويتمتعون بجو الحرية، وإذا مست شعرة منهم فى سجن أبوغريب قامت الدنيا كلها إحتجاجا على سوء المعاملة التى يتعرض لها الإرهابيون البعثيون وغيرهم، والله يرحم ايام زمان... أيام كان يختفى عشرات الآلاف فى المقابر الجماعية بدون حس ولا خبر وبدون أى إحتجاج لا دولى ولا عربى ولا محلى (بالطبع). لذلك لم تحدث أعمال إرهابية أيام صدام لأن الناس كلها إما كانت فى الجحور أو القبور.

***

ولكن ماذا عن إيران، لماذا لا تحدث أعمال إرهابية فى إيران :
هل لأن إيران تشجع الإرهاب بصفة رسمية (على حد قول الرئيس بوش)، لذلك لا يصح أن يضرب الإرهابيون بعضهم البعض، (وعلى المثل المصرى "مايصحش يعضوا فى بعض")؟
هل لأن الناس فى إيران إما فى الجحور أم فى السجون ؟
هل لأن جهاز المخابرات الإيرانى يعرف "دبة" النملة؟
هل لأن الحرس الثورى الإيرانى (الحاكم الحقيقى فى إيران)، (ما يخرش المية)؟
هل لأن هناك هدنة غير معلنة بين التنظيمات الإرهابية العالمية وحكومة إيران؟
هل لأن الحكومة الإيرانية تمول (من تحت لتحت) بعض التنظيمات الإرهابية فى العالم؟
هل لأن معارضى الحكم الإيرانى هم من الليبرايين وهم "أخيب من الخيابة"، ولا يفلحوا سوى فى الكلام، ولا يقدرون على قتل فرخة، ويقدرون قيمة حياة الإنسان؟
هل لأن إيران إستطاعت أن تفتعل عدوا خارجيا، وما فيش أجعص عدو من أمريكا ؟ وعلى رأى المرحوم (ميكافيللى) :"لكى تسيطر داخليا ويلتف حولك الدهماء يجب أن تفتعل عدوا خارجيا"؟
هل لأن إيران تشغل الناس حاليا بموضوع القنبلة الذرية، وسوف تطلع على فاشوش، مثلما إكتشفنا أن صواريخ" صدام" النووية كانت عبارة عن (حلل) نحاس ملحومة فى بعض؟
هل لأن الأخوة الشيعة أكثر رحمة من إخوانهم السنة؟
هل لأنه لا يوجد سياح أو أجانب فى إيران يمكن ضربهم؟
هل لأنه يحدث تداول سلطة فى إيران وشهدنا أكثر من رئيس جمهورية، ولا يحتفظ بسلطته أكثر من مرتين؟
هل لأن حجم الفساد أقل كثيرا من الفساد لدى جيران إيران ؟
هل لوجود رقابة إعلامية على كل ما ينشر ويشاهد فى إيران، بحيث لا يعرف الناس الحجم الحقيقى للفساد هناك؟
هل لأن النظام الإيرانى قد حقق العدالة لمواطنيه ؟ أم أنه حققها بطريقة "المساواة فى الظلم عدل"؟
هل أنه (ربما) هناك توزيع معقول للثروة الإيرانية، لذلك فإن السخط الشعبى محدود؟
هل لأن نظام الحكم فى إيران (واخد باله) من الطبقات المسحوقة والتى "يستنسخ" منها الإنتحاريون؟
هل لأن الأمن فى إيران مجرد أمن مفتعل، وهو الأمن الذى يتحقق بالقهر الدكتاتورى، مثلما كان موجودا فى البلاد الشيوعية، تجد أمنا على السطح، ولكن السوس ينخر فى الأعماق؟

***

فى الحقيقة أنا أضع هذا كله فى شكل أسئلة لأن المعلومات المحدودة التى تصلنى عن الأوضاع فى إيران، إما قادمة من الإعلام "المتأسلم" والذى يرى أن إيران هى جنة الله على الأرض وأن كل العالم الإسلامى لا بد أن يحذو حذو إيران، وإما تصلنى عن طريق أجهزة الإعلام الأمريكية، والتى أحيانا تفقد موضوعيتها المعروفة عندما يجئ الحديث عن إيران.

لذلك أرجو من القراء الأعزاء أن يفيدونا عن الأوضاع الحقيقية فى إيران، ولكم الأجر والثواب عند الله.

[email protected]