[ المهنة الوحيدة فى مصر التى لاتحتاج إلى أى مؤهلات أو شهادات ، ولاتشترط أى نوع من الخبرة أو الموهبة ، ولا يعلن عنها فى باب الوظائف الخالية ، هى مهنة كتابة التاريخ!، فهى مهنة من لامهنة له ، وحرفة عابرى السبيل والمرتزقة والمهرجين والبهلوانات ، وسبوبة كل من يريد التلميع الإعلامى بورنيش المذكرات التاريخية .
[ مصر أصبحت تتزايد وتتناسل بمعدل مؤرخ لكل دقيقة !، وكنت أحسب أن المؤرخة إعتماد خورشيد هى آخر طابور فصيلة المؤرخين الذين يكتبون التاريخ بمداد الويسكى وعلى نغمات الصاجات وخيالات الدخان الأزرق ، وكنت متوقعاً أن تكون مذكراتها هى آخر مذكرات من هذا النوع الحلمنتيشى الذى يدخل إلى عمق التاريخ رقصاً وليس رأساً !، ولكنى فوجئت بمذكرات الفنان إيهاب نافع تدخل من نفس الباب وتوقظ نفس المخاوف والهواجس القديمة ، وتطرح تساؤلاً ملحاً وهو هل نستطيع أن نأخذ مثل تلك المذكرات كوثيقة تاريخية ؟ ، وهل بمثل هذه الكتابات سنعالج الأنيميا التاريخية التى تصيب المجتمع المصرى وتجعل شبابه يعرفون عبد الناصر على أنه محطة مترو، و مكرم عبيد على أنه شارع فى مدينة نصر ، ومحمد عبده على أنه مطرب سعودى ؟، وأعتقد أننى لوصدقت جميع ماكتب فى مذكرات الفنان إيهاب نافع لوجهت نداء عاجلاً إلى أقسام التاريخ فى جامعاتنا أطالبهم فيه بإعادة كتابة تاريخ مصر بحيث يركزون على دور المناضل إيهاب نافع فى صناعة تاريخ المحروسة ، وأتساءل مستنكراً كيف تناسى المؤرخون من أمثال محمد أنيس ورؤوف عباس وصلاح عيسى هذه اللحظات المصيرية الفارقة فى تاريخ مصر والتى صاغها المناضل التاريخى إيهاب جيفارا؟! .
[ إيهاب نافع شارك فى تأميم قناة السويس ، وتقديم النصيحة لعبد لناصر بعدم التعامل مع الروس ، وصناعة معاهدة السلام فى كامب ديفيد وتغيير السلاح المصرى من الدب الروسى إلى العم سام الأمريكى بالتفاوض مع البنتاجون....الخ ، بإختصار هذا الشخص صنع تاريخ مصر ، وكل قصة من تلك القصص يشيب لهولها الولدان وتكتب بالإبر على آماق البصر لنأخذ منها العبر ، ولكن لنحكيها بالتفصيل من البداية حتى لانقفز إلى النتائج مباشرة.
[علاقة إيهاب بعبد الناصر والتى كتب عنها فى مذكراته يطلق عليها بمصطلحات علم التمثيل الكوميديا السوداء ، فأى شخص له أدنى معرفة بشخصية عبد الناصر لايستطيع تصديق حرف من هذا الكلام حتى ولو كانت العلاقة علاقة رئيس بطيار طائرته الخاصة ، فمن ضمن الحكايات التى يحكيها إيهاب نافع فى مذكراته عن حقبته الناصرية ، أنه بعد تعيينه طياراً فى السرب الجمهورى زار مصر الرئيس الأندونيسى أحمد سوكارنو ، فإقترح إيهاب نافع -الذى لم يمض على تعيينه ثلاث سنوات -على الرئيس عبد الناصر (لاحظ العلاقة الوطيدة التى تسمح بإزالة الكلفة مابين سواق طيارة مبتدئ ورئيس جمهورية )، إقترح أن تتحول الزيارة إلى الأقصر ليفسحوا الضيف الذى يعشق الآثار ، وكأنه لايوجد بروتوكول أو رئيس ديوان أو مرافقين للضيف ...الخ ، وبالطبع كان عبد الناصر لايرد طلباً لإيهاب نافع وقال له والله فكرة مافيش مانع – ماهى سلطه وميغه وخلى البساط أحمدى- ولم يفوت نافع الفرصة وطلب طلباً ثانياً من عبد الناصر وهو أن يسمح له بالإحتفال بعيد ميلاد الرئيس أثناء الزيارة ، وعندما ذهب الرئيس والوفد إلى البر الغربى قام إيهاب نافع بالتزويغ منهم للقاء سائحة أجنبية شعرها يصل إلى وسطها حسب قوله ، وبعد أن شرب الخمر وسكر طينة وأثناء رقصهما معاً فى البار لمحه جمال عبد الناصر ، ولاتسأل كيف وصل عبد الناصر إلى البار ؟ ، وهل إلى هذه الدرجة عبد الناصر حاطط إيهاب فى دماغه ؟ ، المهم أن إيهاب نافع لم يتحرك من مكانه وبحسب تعبيره " عبد الناصر بص لى البصه بتاعته وطير شوية السبرتو اللى شربتهم " ، وسحبه عبد الناصر بقوة وجذبه ثلاث درجات من السلم ، وسأله إنت بتشرب ياإيهاب ؟! فرد إيهاب بأنه يشرب الخمر منذ أن كان فى الرابعة عشرة من عمره، وسأله عبد الناصر: يومياً !، فرد: يومياً يافندم ، وهنا تدخل سوكارنو بفضوله يريد معرفة ماذا يدور بين عبد الناصر وإيهاب ، فحكى له إيهاب بلكنة إنجليزية أعجبت عبد الناصر فقال عنه لسوكارنو: ده واد بربنض ، وبالطبع فشلت كل محاولاتى للوصول إلى ترجمة لهذه الكلمة وعللت ذلك بإن إنجليزيتى تنتمى إلى الإنجليزى الدمياطى !، وبرغم أن مسئولى الرئاسة وبخوه على الشرب وحكوا له أن عبد الناصر كان يكره الشرب ويعنف على صبرى عليه ، إلا أن عبد الناصر أصر على أن يكون إيهاب نافع طياره الخاص بعد أن وجه له لوماً رقيقاً قائلاً علشان خاطرى ياإيهاب سيبك من "منقوع البراطيش" ، ونصحه بشرب الماء إمتثالاً للآية الكريمة "وجعلنا من الماء كل شئ حى " ، ولم يفلح عبد الناصر فى إقناعه بالإقلاع عن الخمر ولكن إيهاب نافع ترك الخمر بعد أن زارته والدته فى المنام وقالت له بصوت جهورى " علشان تفضل الأرض خضرا إترك الخلبصة وشرب الخمره " ، وبعدها وفوراً ترك نافع الخمره ولكنه لم يترك الخلبصة.
كان إيهاب نافع يسيطر على عبد الناصر بقوى خفية غير معلومة وكأنه عامل عمل للرئيس الراحل ففى إحدى المناورات كان إيهاب نافع يطير مع الرئيس بهليكوبتر وكانت الطائرة تنقط زيت من الموتور فقال نافع للرئيس إن عمرها الإفتراضى باقى فيه 580 ساعة ونصح نافع الرئيس بتسليح الجيش من أمريكا ، فرد عبد الناصر: حاولت ياإيهاب لكن لم يوافقوا ، فقال له نافع: إذاً تطير الطائرات نصف الوقت فقط ثم يستبدل موتورها بآخر جديد ، فوافق الرئيس على الفور وقال له: نفذ ياإيهاب فوراً ، والذى أتعجب منه إيهاب ينفذ بصفته إيه ، فالذى أعرفه أن قائد القوات الجوية هو الذى بيده مثل هذه الأمور ، ولكنها بركات سيدى نافع والذى وصل تأثيره على عبد الناصر أن طلب منه عبد الناصر فى سيدى عبد الرحمن أن يخلع البدله العسكرية ويعرض عليه أوراقاً مهمة بالمايوه !، ولاأعرف السر الخفى وراء تلك الخطوة البلبوصية فى المسألة المايوهية ، بل والأخطر أن إيهاب نافع عندما إعتذر وقال إنه مش عامل حسابه على مايوه ، إنفعل عبد الناصر وعنفه وأمره بأن يتصرف ، وبالفعل تصرف إيهاب وضرب الأرض طلعت مايوه ، ولكنى أعتقد أن عبد الناصر ظل حزيناً إلى أن مات لأن إيهاب لم يحضر وقتها العوامة !!.
[ أما أشد الحكايات غرابة فهى عندما طلب عبد الناصر من إيهاب نافع أن يعيد الملك حسين للأردن بطائرة سابقة للملك فاروق بعد زيارة قصيرة لمصر ، وعندما عاد نافع لمصر سأله عبد الناصر عن إنطباعاته، فقال نافع أن الطائرة عجبت الملك حسين لدرجة أنه قادها بنفسه ، فإندهش ناصر وقال فاغراً فاه: وهل حسين طيار ؟!، وعندما رد عليه نافع بالإيجاب أمره ناصر بأن يرجع تانى عمان ويسلم الطائرة هدية للملك حسين !!، وبالطبع ستتساءلون كيف لايعرف عبد الناصر وأجهزة مخابراته الرهيبة معلومة تافهة مثل هذه المعلومة التى يعرفها أى طفل فى كى جى عن الملك حسين وبأنه تعلم الطيران فى أرقى الكليات العسكرية ، فهو لم يكن يتعلم ركوب بسكليتة او مرجيحه حتى يكون هذا الخبر خافياً على مخابرات عبد الناصر.
[ نأتى إلى الدور التاريخى لإيهاب نافع فى تأميم قناة السويس الذى أجهدت نفسى فى البحث عنه بصفتى أعمل فى هيئة قناة السويس وتحت يدى مكتبتها كاملة بالوثائق وأحاديث محمود يونس ومشهور وعزت عادل وعبد الحميد أبو بكر وغيرهم من شهود التأميم ، فكيف أصدق ماقاله فى صفحة 46 عن التأميم حين قال: كنت سعيداً بهذه الخطوة وشاركت مع من قاموا بتنفيذ القرار ، وكنت موجوداً وقتها فى الإسماعيلية بالقيادة انتظر كلمة السر وكانت "ديليسيبس" ، وبالطبع لابد أن ألوم المخرج محمد فاضل لأنه لم يسند بطولة فيلم ناصر 56 إلى إيهاب نافع.
[ تستمر المسيرة النضالية لإيهاب نافع مع الرئيس أنور السادات، ولأن نافع كان بطل الحرب فمع السادات صار بطلاً للسلام ، ويكشف لنا إيهاب سراً رهيباً فى مذكراته فيقول " لعبت دوراً سرياً فى معاهدة السلام حيث نقلت بعض المعلومات للرئيس السادات إستعان بها فى توقيع المعاهدة ، وكانت مهمتى نقل هذه المعلومات للرئيس مباشرة، وبالفعل سافرت إلى مصر وعندما وصلت مطار القاهرة كان هناك من ينتظرنى من رئاسة الجمهورية وطلبوا منى أن أسلمهم الملف الذى به تلك المعلومات والتى حصلت عليها من مصدر خاص لى فى أمريكا فرفضت وطلبت لقاء الرئيس بنفسى لتسليمها له ، وكنت وصلت فى منتصف الليل فأخبرتهم أنى أريد أن يكون اللقاء فى الصباح للأهمية ، فإقتادونى إلى فندق هيلتون النيل ولم أنم حتى الصباح " ، ويستكمل نافع الحكاية عند إستراحة السادات فى الإسماعيلية فيقول " رحب بى السادات وسلمته الظرف ، فقال لى: أنت طبعاً تعرف محتواه ، فقلت له نعم يافندم ، ففتح الظرف وأخذ يقرأ ، وبعد أن إنتهى من قراءة الأوراق قال لى: أين ستكون فى الفترة التى سأكون بها فى أمريكا ؟ ، فقلت له: يافندم أنا أعمل فى أمريكا ، فقال: ممكن أن تكون قريباً منا حتى إذا إحتجناك نجدك وقالها بالإنجليزى ، فقلت: بكل ممنونية يافندم " ، ولكن المفاجأة التى قدمها نافع لقرائه هى أنه لم يقل لنا ماهى تلك المعلومات الخطيرة التى لم يتوصل إليها الفريق الدبلوماسى المصاحب للسادات ولا أجهزة المخابرات المصرية ولا كل طاقم الوزراء والمستشارين والمساعدين ، وأنا متعجب أشد العجب ومسبهل أشد درجات الإسبهلال كيف لم يستعن الرئيس مبارك بقدرات إيهاب الفذة فى تحكيم طابا ، معلهش فلاكرامة لإيهاب فى وطنه.
[ ومادمنا قد ذكرنا الرئيس مبارك فطبعاً لم يترك إيهاب الفرصة وحكى ذكرياته مع مبارك منذ أيام الكلية الجوية التى كان إيهاب نجماً فيها يخفى الخمر فى زجاجات الورنيش الذى يلمعون به الأحذية حسب قوله ، ولكنه وبحكم أن الرئيس مبارك مازال على قيد الحياة لم يوسع دائرة الفشر والنخع كثيراً ، وإقتصرت حكاياته على أنه درس هو وحافظ الأسد على يدى الرئيس حسنى مبارك الذى عزمه هو وزملاءه على السينما وعزمهم أيضاً على ساندويتشات عسل بالقشطة ، وعندما لاحظ الرئيس طفلاً صغيراً ينظر إلى الساندويتشات تركنا وذهب لشراء ساندويتش للطفل ، غير أنه لاحظ أن للطفل ثلاثة أشقاء أخذوا ينظرون لشقيقهم بألم فما كان منه إلا أن ذهب مرة أخرى إلى الكافيتيريا وأحضر لهم ثلاثة ساندويتشات ، ولم يوضح لنا نافع هل حكايته هذه مقتبسة من الفيلم الهندى أم لا ! ، ومن المواقف التى حكاها نافع عن الرئيس مبارك أن زميلاً لهم إسمه الفطايرى كان الرئيس مبارك يقربه منه قاد طائرته خلال التدريب وذهب بها إلى قريته محلقاً على إرتفاع منخفض جداً فإصطدم جناح طائرته بشجرة وتزحزح من مكانه ، فأخذ الفطايرى يصرخ فى اللاسلكى قائلاً: يافندم أنا خبطت فى شجرة والطائرة إختل توازنها أعمل إيه ؟ ، ورد عليه مبارك برباطة جأش قائلاً: ولايهمك ، وأخذ يوجهه ويرشده حتى تمكن من إنزال الطائرة بأمان فى قاعدة بلبيس الجوية برغم تحرك الجناح من مكانه 12 سنتيمتراً ، ونقله مبارك بعدها إلى الكلية الحربية .
[ من المعلومات المهمة التى ينقلها لنا إيهاب نافع فى مذكراته أن الرئيس مبارك كان لايتحدث إليهم فى مرحلة المتوسط إلا باللغة العبرية التى يتقنها جداً وأنا شخصياً لم أسمع من أى مؤرخ سياسى ولا من الرئيس مبارك شخصياً أنه أتقن اللغة العبرية لغة إسرائيل التى كانت مازالت دولة ناشئة فى ذلك الوقت لم يلحق الضباط الصغار إستيعاب لغتها بعد فى أوائل الخمسينات ، وبلغت درجة إتقانه وحرصه على تعليم طلبته اللغة العبرية أنه كان يحبس لأى طالب يضبطه يتحدث لزميله باللغة العربية خميس وجمعه ويمنعه من النزول لأهله ، معقول هذا الكلام التخريفى ياعم إيهاب ، وأنصحك لاتنافق بهذه الطريقة التى تذكرنى بحكاية الدبة التى قتلت صاحبها .
[ لابد أن أعترف بأن المذكرات مسلية جداً ، وحياة صاحبها حياة حافلة عاشها بالطول والعرض والعمق مابين الأمراء والقصور والملايين ، لف العالم كله وعرف بنات بعدد شعر راسه وتزوج إحدى عشر مرة وإشتغل كل حاجة من سواق لطيار للمثل لمخابرات لتاجر سلاح وسمسار بترول.....الخ، وإشترى كاديلاك وهو عنده خمس عشرة سنة من صرة الذهب التى منحه إياها الملك عبد العزيز الذى كان يشرف والد إيهاب على علاج عينيه حيث كان أبوه طبيباً للعيون وللأسف أعجب الملك فاروق بالكاديلاك فأخذها من إيهاب ، لم يرتشف من الحياة فقط
بل إغترف منها وعاش أربعين حياة فى عمر واحد ، ولكن عندما يدخل فى التاريخ تنقلب المذكرات إلى كوميديا سوداء ، فمثلاً حكايته مع أيزنهاور تنتمى إلى هذا النوع من الكوميديا ، فهو يحكى عن زيارة سرية لأيزنهاور إلى مصر 1959 ، وأخذه إيهاب بالهليكوبتر من ألماظة إلى قصر القبة حيث قابله عبد الناصر فوق السطوح ، وبعد إنتهاء المقابلة عاد به إيهاب نافع إلى ألماظة ثانية ، ولكن أيزنهاور طقت فى دماغه وأراد رؤية الأهرامات فتأخر إيهاب عن الميعاد وإنقلبت المخابرات المركزية الأمريكية ، ولاأعرف لماذا تنقلب وأيزنهاور سايب الحكم ؟، وتشاجر إيهاب نافع مع رجال السى آى ايه ، وكأننا فى فيلم لفان دام أو فى خناقة ترسو مابين محمد صبيح وفريد شوقى ، والأدهى إن عبد الناصر الذى لايفقد وعيه إلا أمام نافع قال له: حصل خير ياإيهاب !، وكأنه كان بيوصل الطباخ بتاعه لموقف ميكروباصات العتبه
[ من التاريخ إلى التحليلات السياسية لإيهاب والتى كانت أشد فتكاً ، وإليكم بعض هذه التحليلات الإيهابية النافعية:
• قال الرئيس السادات من لم يغتن فى عهدى لن يغتنى أبداً ، وكان ذلك صحيحاً لأن أيام السادات كان هناك إنفتاح فعلى .
• المشير عامر كان يحرك المدرعات والدبابات بكفاءة عالية جداً ، والحب الذى كان سائداً بين القيادة كان أيضاً سائداً بين الجنود وقادتهم .
[ ماسبق كان مجرد عينة من التحليلات السياسية البارعة ذات قوة القتل الثلاثية التى أبدعتها قريحة الفنان المؤرخ إيهاب نافع ، وإذا إنتقلنا إلى التأريخ الفنى والكلام فى الفن فلم يختلف فيه إيهاب نافع عن التأريخ السياسى ، كان فاقداً للياقته الذهنية عندما كتب عن فريد الأطرش أنه كان بتاع بنات ومدمن قمار ومتسول من أمراء الخليج، وهو-فريد- الأمير إبن الأمير ، فيقول عنه " فى عام 1966 وكنا فى بيروت كنت أمتلك سيارة مرسيدس نذهب بها إلى كازينو لبنان يومياً ، وفى إحدى الليالى أخذ فريد الأطرش يلعب حتى الرابعة والنصف صباحاً وكانت خسارته 196 ألف ليرة فكتب شيكاً بالمبلغ ولم يكن لديه رصيد فى البنك ، قلت له: أنت كتبت شيكاً بمبلغ كبير وليس لديك رصيد فماالعمل ؟، فقال: مايهمكش ثم سألنى بهدوء غريب: ماذا تريد أن أغنى لك ؟ ، فنظرت إليه متعجباً وقلت: أغنية "بحبك بقربك وبعدك" ، فغناها بسرعة لأنه كان يريد أن ينام وراح فى سابع نومه ، وبعد الإفطار سأله إيهاب إلى أين نذهب ؟ ، فقال نذهب لأحد الشخصيات الخليجية الشهيرة ، وصل إيهاب وفريد وجلسا مع الرجل الكريم حسب وصف إيهاب ، وهمس فريد فى أذن هذا المسئول فضحك وقام من مجلسه وصعد إلى الدور الثانى من الفيلا ونزل ومعه كيس مملوء ناوله لفريد فشكره ثم خرجا من الفيلا ، وطلب فريد من إيهاب إيداع الكيس فى البنك مبكراً لأن ميعاد صرف الشيك التاسعه صباحاً ، وإكتشف مدير البنك أن المبلغ الموجود فى الكيس 500 ألف ليرة ، وعندما سأله فريد حاول إيهاب أن يكدب عليه ولكن فريد أحس بالخدعة وبعد أن عرف الرقم الحقيقى ذهب سريعاً إلى الكازينو ليلعب القمار وكسب 163 ألف ليرة فى تلك الليلة
[ أما عن ماجدة زوجته الثالثة وسبب شهرته و"سعده " كمايقولون فهو يهاجمها ويقول أنها هى التى عرضت عليه الزواج وكانت تطارده ، ويكتب فى مذكراته " تعرفت على المنتج تاكفور أنطونيان فكان كلما إلتقانى يقول لى: ماجدة معجبة بك وقد صرحت لى بذلك فلماذا لاتتزوجها ؟ ، ومن كثرة زنه على ودانى أذعنت له ودامت الخطبة لمدة شهرين ومن ثم تم الزواج ، والحقيقة أن ماجدة كانت دائماً تتدخل فى عملى ممايسبب لى مشكلة وخصوصاً بالتمثيل ، حتى أن عاطف سالم كان يقول لها دعيه هوه يؤدى الدور لأن تدخلك فيه سوف يجعله يؤدى الدور بطريقتك أنت ، وبعد ذلك بأربع سنوات حدث خروجى من مصر لأننى لم أكن أستطع العودة بسبب خلافات لى مع القيادة ، فعشت ببيروت وهى ظلت فى القاهرة حيث انها رفضت الحياة العائلية مع إبنتنا وفضلت الأضواء والشهرة ولم يكن ذلك بالطبع مناسباً فوجدت أنه مافيش داعى أفضل معلقها فطلقتها .
[ وهذه القصة بها كثير من المغالطات فبالطبع إيهاب يعرف جيداً أنه من طائفة ممثلى متحف الشمع الذين لايتركون أى بصمة على عقل ووجدان المشاهد ، وأنه لولا ماجدة الصباحى للفظته الشاشة فوراً وهذا ماحدث بالفعل ، ثانياً: من هو الذى ترك إبنته هل هى ماجدة التى ظلت تربي إبنتها حتى كبرت فى أحضانها أم هو الأب الذى تزوج من كافة جنسيات العالم وكأنه شهريار ، وتنقل من إمرأة إلى أخرى وكأنه ينتقل من طبق سلطة إلى طبق مكرونة فى أوبن بوفيه !.
[ أهم مافى مذكرات إيهاب نافع القسم الخاص بالنساء فى حياته ، ومن ضمن زيجاته الحداشر مابين المصرية والمغربية والأمريكية والأسترالية والألمانية والسعودية ....الخ ، تظل زيجته من سميرة خاشوقجى زوجة محمد الفايد السابقة ، ومن "فالترود بيتون " زوجة رأفت الهجان السابقة ، هما أشهر وأهم زيجتين .
تعرف إيهاب على سميرة الزوجة الرابعة فى فيكتورياكولدج وتزوجها لمدة سنتين ، وكان يجلس معها فى قصرها فى بيروت طوال النهار ، وإنفصل عنها عندما إتهمته بأنه تزوجها من أجل عيون شقيقها عدنان الذى كان يعطيه مرتباً قدره 20 ألف دولار فى أوائل السبعينات بالإضافة إلى طائرة خاصة .
أما أرملة رأفت الهجان صديقه العزيز فقد تزوجها فى أبريل 1982 حتى يونيو 1989 ، وقد حدث الطلاق بسبب رفضها لتسديد قرض بمبلغ 261 ألف دولار كان قد منحه إيهاب لها
لتعمل فحص تربة لحقول بترول ، وقد حسم إيهاب أمر طلاقها بعد أدائه مناسك الحج وسؤاله لشيخ الحرم المكى عن حل مشكلته ، فطلب منه الشيخ أن يقوم ويتوضأ ويطوف سبع مرات ويقرأ سورة الفيل 72 مرة ويقول فوضت أمرى إلى الله ويطلب القصاص منها إذا كانت قد ظلمته ثم يقرأ الفاتحه ، وفوراً ولأن سر إيهاب باتع وخطوته واصلة ، تقبل الله دعاءه وماهى إلا لحظات حتى إتصل إبنها وقال أن أمه فى غيبوبة ولايعرف أحد من الدكاترة سببها .
[ وهكذا تحول إيهاب نافع فى مذكراته إلى شيخ صوفى صاحب طريقة ، ومارشال صاحب إستراتيجية ، وفالنتينو صاحب كاس ، وتحول معه التاريخ إلى راقصة لعوب تفتح الأزايز لمن يدفع أكثر وينفحها الجنيهات فى ثنية صدرها الناهد ، فهل سيظل تاريخنا على هذا الحال يصنعه الناس فلاينصفهم ، ويستفيد منه الحكام فلايخذلهم ، ويكتبه الحواة الهواة فلايخجلهم ولاهم يخجلون !.

[email protected]