إذا أردت أن تصبح رجلاً مهمّاً في مجتمعك.. أشتم الناس. فالشتائـم لا تكلّفك شيئاً، إنها ببلاش، كما أن حكومات الدول التي تأويك، لن تأخذ منك ضريبة على ذلك، فاسرح وامرح على ذوقك، ولا تخف لومة لائم.
وإذا أردت أن تختصر الطريق، وتتبوّأ أعلى المراكز، وتتناقل أخبارك وسائل الإعلام، إنتقِ بعض الأوادم، وارجمهم بشتائمك القذرة جداً جداً، دون أن يرفّ لك جفن، أو أن يردعك ضمير، أو إيمان، أو خوف من يوم الحساب .
فالغاية تبرّر الواسطة، وغايتك أنت هي الوجاهة، فلا تخجل من صديق، أو قريب، ولا تلتفت إلى الأخلاقيّات وما يدور في فلكها، فالتهذيب، في هذه الأيام، اضمحل، والكرامة الذاتية انتحرت، والقيم الإجتماعية والإنسانية أعلنت إفلاسها، فماذا تنتظر؟ الشهرة أمامك، فلا تدع أحداً يقف حجر عثرة بينك وبينها، اشتمه بما ملك لسانك، وجندله أرضاً، فإن لم يقع، إلجأ إلى بعض الأساليب الوسخة المضجرة التي يلجأ إليها النواب، والوزراء، والزعماء، والرؤساء في كافة أقطار العالم، من أجل الحفاظ على كراسيهم، وصدقني أنك ستنجح مئة بالمئة، لأنهم نجحوا قبلك، وضحكوا على الملايين من شعوبهم، وما زالوا يضحكون عليها، ويحتفظون بمراكزهم، ويتلذذون بهتافات جماهيرهم.
قد تضطر في بعض الأحيان إلى استعمال شتائم طائفية بغيضة، وإلى تكفير كل من لا يعجبك شكله، أو رأيه، أو معتقده، لا فرق، فهذه الشتائم مسموح بها أيضاً، وكثيراً ما يلجأ إليها رجال الدين، والسياسة، والصحافة، والأدب، وعامة الناس. إنها شتائم شائعة، يتبعها كل فاشل لينجح.. وينجح! فاستعملها ولا تخف، فلا منظمات حقوق الإنسان ستلاحقك عليها، ولا الأمم المتحدة، حتى قوانين البلاد التي تعيش فيها لم تعد تهتم بها، فلكثرة استعمالها أصبحت فوق القانون، والويل ثم الويل، لمن يحاكم مريضاً طائفياً استعمل لسانه في تكفير الآخرين، وهدر دمائهم، لا لشيء، سوى لأنهم لا يؤمنون إيمانه، ولا يتبعون عقيدته، ولا يبشرون بما يبشّر به.
عليك أن تشتم، وأن تسلّط راجمات صواريخك على كل من يقف بوجهك، عندئذ ستجد أن الكثيرين سيعجبون بشتائمك، وسيهللون لطائفيتك، وسيعلنون أنك وحيد قرنك، فاشتم، ثم اشتم، ولا تخف إذا تخطيت حدود المحظور، فالشتيمة المسممة القاتلة لا حدود لها، ولا حظر عليها.
هناك أنواع كثيرة من الشتائم، تقذفها أحناك المبغضين، وتلوكها ألسنة الخبثاء، ولكن أكثرها انتشاراً هي الشتائم الإلكترونية، فجرّبها، وأدخل عليها بعض الجراثيم الفتاكة، كي تقضي على غريمك قضاءً مبرماً، وتشل حركة آلياته، وتقطع طرق مؤنته، مخافة أن يكيل لك بنفس المكيال، وهذا غير مسموح به بتاتاً.
أنت قبضاي عندما تشتم، فلا تدع أحداً يقوى عليك، ويتسلّق حائطك. لسانك بسبعة خناجر.. فلعّبها يا جدع !!
- آخر تحديث :
التعليقات