(... إن المحكمة الشرعية بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قررت تحويل المرتد سفير دولة مصر الموالية لليهود والنصارى إلى المجاهدين كي ينفذوا حد الردة فيه.... )
هكذا جاء في البيان المنسوب لتنظيم القاعدة على أحد مواقع الإنترنت المروجة للإرهابيين بخصوص مصير السفير المصري لدى العراق إيهاب الشريف الذي أعلنت جماعة القاعدة أيضا اختطافه قبل يومين.
أتمنى من كل قلبي أولا أن يُطلق سراح السفير المصري وأن لا يمسه سوء وأن يعود إلى أسرته وبلده وأتمنى أيضاً أن يتوقف الإرهاب في العراق عن قتل وخطف العراقيين وغير العراقيين.
ولكنني أتوجه بالسؤال إلى المهووسين من أدباء وكتاب وصحفيين في مصر كانوا وما زالوا يروجون للإرهاب بزعم أنه مقاومة، ما هو موقفكم الآن وقد طالت.. هذه المقاومة.. واحداً من أبناء بلدكم في سابقة ليست الأولى، إذ سبق لجماعات الخطف والذبح أن احتجزت مصريين يعملون في شركة الاتصالات المصرية التي توفر خدمة للهاتف المحمول في العراق.
لقد صدرت بيانات كثيرة من مصر وتظاهر الكثيرون منددين بالإحتلال الأمريكي للعراق وممجدين مقاومة الإرهاب والقتل التي يقوم بها أيتام حزب البعث وحثالات المتأسلمين الذين رفعوا السلاح في وجه العالم أجمع من أجل أن يحكمونا بالحديد والنار.
أعرف تماماً أن لا أحد في مصر من المهووسين والمختلين عقلياً والمصابين بعقدة الشعارات الموروثة عن حقب سوداء في تاريخنا القريب، أعرف أن هؤلاء لن يتخلوا أبدا عن نظرتهم الجاهلة بما يحدث في العراق، لأن هؤلاء وطالما ينامون على وهم النضال إن كانوا قوميين أو وهم الجهاد إن كانوا متأسلمين لن يعطوا لأنفسهم الفرصة لتأمل الحقيقة مرة واحدة وهي أنه لا توجد مقاومة في العراق لمحتل، بقدر ما يوجد حملة سلاح من كل نوع يحمل كل منهم أجندة دموية تحصد أرواح العراقيين ولا تبالي إن خرجت القوات الأمريكية اليوم من العراق أو بعد مائة عام.
إذا قتلَ الإرهابيون إيهاب الشريف وهذا ما لا أتمناه أبدا، فإن دمه سيكون في رقبة منظري الإرهاب في مصر من كل صنف ولون ونوع ، كما أن دم العراقيين المُراق كل يوم في بلدهم في رقبة هؤلاء أيضا وفي رقبة العرب والمسلمين الذين يخوضون حرباً وهمية مع الولات المتحدة فيما ينامون وبطونهم ممتلئة من قمحها وخاصة في مصر.