ندمع ونزدهي بالدمع ،، وعليك لأشق الجيب يا ولد عبد العزيز،، ووداعا إليك،، فلماذا السفر يا أبا فيصل؟ ، هل تستعجل حاضرنا بزوال، لا ،، أنت كنت الحاضر في الفكر والذاكرة ،، غيرك يرحلون أبدا،، وأنت تعود،، تبدأ أنت حيث ينتهي الآخرون،، ولكننا ندمع وعليك ومن على مثلك تتمشق خدود عذارى صحرائنا،، يا أخو نورة .
قبل ثلاثين عاما، وأنا في مقتبل العمر صحافيا صغيرا نكرة، كنت في حضور الموكب البهي لوداع الراحل فيصل، ومن بعدها بسنوات سبع كان وداع الملك الهادئ البدوي الأصيل خالد، وها أنت تنضم للكوكبة من الراحلين أبناء الملك المقدام سيف الجزيرة ودرعها ومؤسس وحدتها عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل.
تبكيك يا فهد جرودنا وشعابنا وسهولنا، كما تبكيك مكة والمدينة والطائف وعسير وبلاد نجد وتهامة والشمال وامتدادات باديتك التي أحببت حتى نجوع شمّر في الجزيرة أقصى بلاد العرب في شمال الشام.
فهد يا رمز عزتنا، ويا وشم قبيلتنا، ولا تنكفي دلال العز اليوم إلا لوداعك،، فهد،، في الكتب ودفاتر بنات الجزيرة اسمك عنوانا محررا لهن حين قلت قراراك الكبير بولوجهن أحرف الهجاء، وكان أن انتصرت لهن من حال وأدهن عنوة،،
فهد،، نراك بخلفائك من الغر الميامين،، ولا مات من خلّف النٌّجب رافعين الراس يوم الكسيرة، ولا تنكسر هامات ربع الرماح الأصيلة.
فهد في يومك،، نزدهي بك إلى السماء، ومع التاريخ،، لقد كتبت لنا سفرا خالدا،، ومجدا مرموقا،، ولا نامت أعين الجبناء،، توسعة الحرمين الشريفين أجمل سفر مخطوط،، أنت أعدت لنا سيرتنا الأولى المحمودة،، وفرسان عبد العزيز وصحبهم من السراة الذين هتف لهم الصباح مقرون بين حواجبهم السعد حتى يوم الدين.
يا مقبرة العود رحبي بزائرك الكبير،، وعليك لاشق الجيب يا بوفيصل.