ما أن حط خبر رحيل الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين على مسمعي حتى تبادرت الأراء في ذهني عن هذا القائد الفذ الذي انجز وحقق الكثير لله اولا" وللشعب السعودي والعربي والاسلامي والعالمي. تذكرت ايامه يرحمه الله عندما كان وزيرا" للمعارف كأول منصب تقلده في 18/4/1373هـ وإهتمامه بالتربية والتعليم، فقد زرع الكثير وهذا هو يجني ما زرع حتى بعد رحيله الى رب العباد، فالجميع في داخل وخارج المملكة يدعون له بأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. هذه الأكف التي ترفع أياديها الى رب العباد لاشك ان الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب لها لإنه قال وهو خير من قال (إدعوني استجب لكم) فعلينا الدعاء وعليه الإستجابة.
رائد التربية والتعليم في بلادنا الذي فقدناه اليوم الاثنين السادس والعشرين من شهر جمادي الآخرة من العام الهجري 1426هـ الموافق الواحد من اغسطس / 2005م يعد من كبار الّرواد في مجال التربية والتعليم حيث ارسى دعائم التعليم الأساسية والذي إنتشر في ربوع المملكة العربية السعودية بشكل فاق التصورات والتخيلات البشرية، لقد اصبح كل طفل في المملكة له مقعد دراسي بعد ان كانت الأمية متفشية الجذور وضاربة أطنابها في المجتمع. سيرته في هذا المجال وفي غيرها من إدارة دفـة الدولة حافلة بالعطاءات المنقطعة النظير فقد الفت فيه الكتب وكتبت عنه المقالات وإحتفل بإنجازاته النوعية على مستوى المملكة العربية السعودية وغيرها فقد بنى أمة يشاد بها بين الأمم.كانت كل قراراته التي إتخذها مبنية على رؤى ثابتة ومتينة سواء منها القرارات ذات الشأن العام او الأنظمة المتعددة التي سوف يسير على خطاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ما ان تولى مقاليد الحكم حتى اصدر تصريحه الأول أن وزراء حكومة المملكة سيحتفظون بمناصبهم هذا التصريح يعد الوجه الحقيقي لثبات السياسة السعودية الذي إنتهجها الملك فهد يرحمه الله وسيسير عليها خلفه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.
إننـــا جميعا"،
مواطني المملكة العربية السعودية، نعزي في هذا الفقيد الغالي ونسأل الله ان لا يردنا في دعائنا له بالمغفرة والرحمة وان يوفق الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تقفي اثر المرحوم بإذن الله و"إنا لله وإنا اليه راجعون".

أكاديمي سعودي
Tawim [email protected]