أسلوب الجنس
تحدثنا من قبل عن بعض الطرق المختلفة للجماع ولكننا كما ذكرنا أن الجماع طريقة، وأسلوب لتنفيذ هذه الطريقة، ولذلك فإن الأسلوب له أهمية ربما تفوق طريقة التنفيذ.
هذا الأسلوب يختلف إختلافاً شديداً بين الناس لدرجة أنه يستعصى على أى تصنيف، لأن أصحاب الأسلوب بشر، والبشر من المستحيل ان تجمعهم على الدوام الأوامر العسكرية!، فبعض الناس يفضلون الجنس فى حجرة النوم، والبعض يفضله خارجها، البعض يعشق الظلام والبعض الآخر يهوى النور، ومن الممكن أن يثبت الرجل مؤشر الراديو على البرنامج الموسيقى فتحوله المرأة على البى بى سى....وهكذا!!!
التوقيت والإيقاع من أهم العوامل المحددة لطبيعة الإستمتاع وطعمه، وكما أن الأكل له مشهياته، فالشهية الجنسية لها أيضاً ما يشجعها ويفتح نفسها، هذه المشهيات إما أن تكون بالمداعبات الطويلة، أو أن تكون كما يفضل البعض بالوصول إلى الهدف بأقصر الطرق، إن هذا يرجع بالطبع إلى إحتياجات وإستجابات اللحظة، وهناك أزواج كثيرون يمارسون الجنس بأسلوب البيزنس أو رجال الأعمال... الجنس عندهم دائماً فى نفس الوقت.. بنفس الروتين... بنفس الأوضاع.... وعادة بنفس الحوار، وهذا يمثل للبعض مللاً، وللبعض الآخر راحة من وجع الدماغ!!!!.
من أهم معتقداتنا الجنسية التى تخلخلت بعض الشئ فى العصر الحديث ما نؤمن به من أن الرجل هو الخبير الإستشارى فى العلاقة الجنسية فهو الذى يبدأ العلاقة ويحدد توقيتها، وهو المصفى القضائى فهو أيضاً الذى ينهيها بقرار القذف!، أما المرأة فهى سلبية وفى اغلب الأحيان مغفلة، وقانون الجنس لا يحمى المغفلين، وعليها أن تنتظر الفرج والقرار من الرجل الحكيم والمجرب، فرأيه هو السديد، وإيقاعه هو اللحن الوحيد فى الأوركسترا، وأداؤه لا يناقش فهو ملك خط الدفاع والوسط والهجوم وأحياناً الحكم ومراقب المباراة!.
هذه المعتقدات تجعل الرجل لا يمارس حتى أدنى أنواع الفضول الإنسانى المشروع، وأن يسأل زوجته ماذا تحب؟، وماذا تكره؟، كيف تستمتع ومم تشمئز؟، كل هذا يصبح فى مفهومه ترفاً وضياع وقت وقلة أدب وبجاحة.
للدلالة على أهمية دور المرأة الإيجابى فى الجنس، فإن ماسترز وجونسون يؤكدان على أنه أسهل للمرأة أن تدخل القضيب، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها، أن المرأة تعرف متى تكون مستعدة؟، وأين بالضبط؟ وحتى زاوية الحصول على أقصى النشوة.... (سنتحدث بالتفصيل عن جى سبوت فى دراسة قادمة).
لتقريب ما سبق إلى الأذهان، جرب أن تأكل أنت أو أنتى فى الظلام، وجرب أن تحاول إطعام غيرك تحت نفس الظروف أيهما أسهل؟؟؟؟.
يضرب ماسترز وجونسون مثالاً آخر حول إيقاع إدخال القضيب، فبينما يفضل معظم الرجال الإدخال العميق والعنيف والسريع، تفضل معظم النساء الإيقاع الهادئ والبطئ على الأقل فى البداية.
هكذا نجد أن الأسلوب الذى غالباً ما نستمده من ثقافتنا الإجتماعية يؤثر تأثيراً كبيراً فى مدى إستمتاعنا بالعلاقة وسعادتنا بها وفيها.
[email protected]
التعليقات