الفصل الأول
معظم القراء سيتساءل وهل الشذوذ والشاذون يستحق أن نتحدث عنهم أصلاً؟
سيتحول السؤال إلى صراخ وإحتجاج إن مكانتهم ليست فصلاً فى كتاب أو مناقشة على موقع إنترنت، ولكن مكانهم زنزانة فى سجن، أو حجرات منفصلة فى مستعمرة كمرضى الجذام!!.
بداية نقول أنه لا يوجد مجتمع أو شعب على هذه الكرة الأرضية مهما إدعى من فضيلة ينكر الشذوذ الجنسى أو يقول أنه برئ منه تماماً، وليس معنى أن ندين ألا ندرس، وليس معنى ألا نريد ألا نرى ونتعامى عن الموجود بالفعل، وليس معنى أنه غير مرغوب فيه أنه غير موجود أيضاً.
حتى فى المجتمعات الغربية التى بها حرية جنسية تنتشر صفات ونعوت الإشمئزاز والمكروه والآثم والفاسق والداعر على الشذوذ ومن يمارسه، هذه الصفات جمعها الباحث quot;كنيستونquot; ونشرها فى مجلة الشذوذ الجنسى 1980 JOURNAL OF HOMOSEXUALITY وهو لم يجمعها من ألسنة العامة ولكنه جمعها من ساحات المحاكم ومن على ألسنة القضاة.
تزايد حديثاً هذا الإشمئزاز وتعالت صيحات الهجوم والإدانة بعد إنتشار مرض الإيدز، والذى إكتشف العلماء أن من أهم أسباب إنتشاره الشذوذ الجنسى، وفسره البعض عندنا فى الشرق بانه عقاب السماء!.
وبالرغم من هذا الموقف الهجومى والعدائى ضد الشذوذ الجنسى إلا أنه فى العشرين سنة الأخيرة شهدت أوروبا وأمريكا حركات إحتجاجية قوية، لكنها هذه المرة إحتجاج على إدانة الشذوذ ومطالبة الإعتراف به وتخفيف أو إلغاء كافة القيود القانونية والإجتماعية والأخلاقية الناتجة عن هذه الإدانة، وقد أدت هذه الحركات الإحتجاجية إلى إعتراف الجمعية الطبية الأمريكية النفسية بالشذوذ وإعلان أنه ليس مرضاً حتى يعالج .
التعريف : حتى نستطيع أن نفهم ماهو الشذوذ وكيفية التعامل معه لابد أن نقترب أولاً من تعريفه ...علينا أن نعرف أولاً ماهو الشذوذ.....؟؟؟
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات