قروض بنكية لعمليات التجميل في لبنان
اللبنانيون يتهافتون على الشكل الحسن


ريما زهار من بيروت: يلجأ الناس عادة للاقتراض عندما تضيق بهم الحاجة، لكن في لبنان هناك من يمكن أن تلجأ إلى الاقتراض عندما تضيق عليها ملابسها أو تضيق ذرعا بشكل أنفها الذي لم يعد يعجبها، هذا التهافت على عمليات التجميل بشكل مستمر في لبنان جعل المصارف في هذا البلد تطلق خدمة قروض لتمويل هذه العمليات.
وتحت شعار quot;عش الحياة التي تحلم بهاquot;، يتيح بنك quot;فيرست ناشينونال بنكquot; للبنانيين الحصول على قرض يتراوح ما بين ألف إلى خمسة آلاف دولار لإجراء عملية التجميل، وبحسب الشروط التي أوردها البنك على موقعه الإلكتروني فإنه يتم سداده على مدار عامين بشرط أن يكون المقترض من الموظفين ولا يتعدى عمره 64 عامًا.
وتقديم القرض لإجراء عمليات التجميل يعني إتاحة الفرصة للمتطلعين من محدودي الدخل للدخول إلى عالم التجميل الذي طالما هيمن عليه الفنانون والأثرياء.

بعيدا عن الأزمة

إن المناخ السياسي المشحون والمخاوف من اندلاع حرب مع إسرائيل لم تمنع الإقبال اللبناني المتزايد على عمليات التجميل مع زيادة قدرها 20% منذ 2006، وهو العام الذي شهد حربًا إسرائيلية ضروسا على البلاد أتت على بنيته التحتية كما تبعتها أزمة سياسية بين الحكومة والمعارضة .

أكثر العمليات انتشارًا

وتفيد إلاحصائيات بأن أكثر العمليات انتشارًا تلك التي تتعلق بتجميل الأنف وتتكلف ما بين 1500 إلى 3000 دولار بما يضاهي قيمة العمليات نفسها في الولايات المتحدة وأوروبا، ثم يليها عمليات إزالة الدهون التي تتكلف 5000 دولار تقريبا وشد الوجه بتكلفة تصل إلى 7000 دولار.
وتشير الإحصائيات أيضا إلى وجود زيادة ملحوظة في عمليات تكبير الثدي التي تتكلف نحو 3000 دولار وذلك خلال فصل الربيع، حيث تعزي ذلك إلى استعداد النساء لفصل الصيف الذي يقمن بقضائه على الشواطئ اللبنانية.
ويقول أطباء إن النساء يشكلن نحو 88 % ممن يخضعون لعمليات تجميل في لبنان، حيث يطلبن تغيير ملامح وجوههن وأجسادهن.
ويرون أن التشبه بالفنانات هو الدافع الرئيسي وراء هذه العمليات بعد أن quot;أصبح الخضوع لها أمرا مقبولًا في المجتمع اللبناني المنفتحquot;.

جراحة التجميل

ان جراحة التجميل بدأت كطب علاجي يقوم بترميم التشوهات التي يصاب بها الانسان، والناتجة عن حادث معين أو خلل في التكوين. لكنها ما لبثت ان تحولت الى جراحة شائعة يسعى إليها الراغبون في تغيير بعض ملامحهم النافرة أو التي يعتبرونها كذلك، اضافة الى الراغبين في اخفاء معالم الشيخوخة. ومع تقدم الطب لم تعد جراحة التجميل تقتصر على عناصر الوجه بل تعدتها الى كل انحاء الجسم، وازداد الطلب عليها من الجنسين.
وللدوافع النفسية دورها في هذه quot;الطفرةquot; في عالم التجميل، وليس مستغربا الاقبال على هذه العمليات، ووسائل الاعلام تتحدث بكثرة عن الجراحات التجميلية كما تعرض باستمرار صورًا ومقابلات للمشاهير ونجوم الفن مركزة على شكلهم الخارجي، الذي غالبا ما يكون quot;صنيعةquot; ايادي أطباء التجميل.
وبالمناسبة يذكر ان العالم ينفق حاليًا نحو 160 مليار دولار كل عام على مستحضرات التجميل وتغيير الشكل، هذا ما تؤكده إحدى الاحصائيات التي تشير الى ان النساء الجميلات تزيد مرتباتهن عن النساء الأقل جمالا، والرجال الوسيمين عن الرجال الأقل وسامة، أما النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن فتقل مرتباتهن عن زميلاتهن النحيفات.
وإذا كانت نسبة الرجال التي تعير أهمية كبرى للشكل الخارجي قد ازدادت بشكل محدود، فإن غالبية النساء تعتبر ان الشكل الخارجي هو المفتاح الى الثروة، بدليل ان نحو 88% ممن يخضعون لعمليات تجميل في لبنان هم من النساء. وقد شجع نجاح مثل هذه العمليات وما تسفر عنه من نتائج جيدة اعدادًا اكبر من اللبنانيين على أن يضعوا مصير شكلهم في ايدي جراحي التجميل. وتلهث النساء وراء هذه العمليات اما لزيادة جمالهن أو للتشبه بالفنانات بعدما اصبح الخضوع لهذه العمليات امرا مقبولًا وشائعًا. وكل المطلوب منهن هو أن يحددن صفات معينة لجراح التجميل الذي اصبحت مهنته تدر الكثير من الربح إذا هو اجرى عملية واحدة على الاقل يوميًا.