طلال سلامة من روما: بات ممكناً إنتاج مضادات الأجسام الأحادية (monoclonal Antibody) البشرية لمكافحة الأنفلونزا بشكل سريع، في المختبرات. هذا ما يفيدنا به الباحثون في جمعية (Oklahoma Medical Research Foundation) وجامعة quot;ايموريquot; بأميركا. بفضل التقنية الجديدة، نجح الباحثون في إنتاج كميات كبيرة من هذه الأجسام المضادة التي تستهدف فيروس الأنفلونزا خصوصاً خلال أسابيع قليلة فقط بدلاً من الشهور الثلاثة الضرورية التي تحتاجها التقنيات الراهنة.
عندما تصيب العدوى الجسم، يبدأ نظام المناعة إنتاج أجسام مضادة بيد أن عدد كبير من هذه الأخيرة غير فاعل. ويتمكن عدد ضئيل منها الالتصاق بفيروس العدوى لتحييده. وفق التقنيات التقليدية، يكون إنتاج الأجسام المضادة صعباً وبطيئاً جداً. وتكمن المشكلة في عدم القدرة على تمييز واختيار الخلايا التي تنتج الأجسام المضادة(لمحاربة فيروسات العدوى) بصورة بسيطة. ثمة طريقة أخرى تقتضي بإنتاج أجسام مضادة هجينة مع الخلايا quot;بيquot; (B)، وهي خلايا تكتشف الخلايا والمواد quot;الغريبةquot; مثلاً كما البكتريا التي دخلت إلى الجسم. تعد الطريقة الثانية أسرع إنما يوجد خطر عدم التجانس بين بروتينات هذه الأجسام المضادة الهجينة والجسم الذي قد يتفاعل معها بصورة خارجة عن السيطرة.
هذا وتتمحور الطريقة الجديدة حول عزل خلايا quot;بلازماquot; من الدم الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح مضاد للأنفلونزا. تعتبر خلايا بلازما عنصراً أساسياً في رد الفعل الأولى للجسم حيال العدوى أو اللقاح. لكن حياة خلايا quot;بلازماquot;، على عكس خلايا quot;بيquot;، قصيرة جداً كونها تقوم بتدمير نفسها ذاتياً ضمن أيام معدودة.
تمكن الباحثون الأميركيون في أسر وعزل خلايا البلازما الموجودة بالدم، بعد فترة وجيزة من التطعيم. كما نجحوا في تعقب خلايا البلازما التي تنتج أجسام مضادة معينة لمكافحة فيروس الأنفلونزا. واتضح لهم أن 80 في المئة تقريباً من خلايا بلازما المعزولة تنتج مثل هذه الأجسام المضادة. صحيح أن اللقاحات تحفز نظام المناعة بالجسم لكنها تحتاج لمرور بعض الوقت كي تتفاعل. وهناك مخاطر مرتبطة بمفعولها الجانبي. أما الطريقة الجديدة فتضمن رد فعل سريع ومركز للأجسام المضادة البشرية المنتجة.
ترتكز الخطوة المقبلة في إنتاج أجسام مضادة لمكافحة فيروسات العدوى الأخرى، كما فيروس التهاب الكبد من نوع quot;سيquot; وجرثومة ذات الرئة الفصية وفيروس الأنتراكس.
التعليقات