طلال سلامة من روما: بدأ الجراحون الإيطاليون الاعتماد على الموجات فوق الصوتية للقضاء على سرطان الكلية. منذ بضعة أسابيع، اعتنق الجراحون في مستشفى quot;سان جيوفاني بوسكوquot; بمدينة quot;تورينوquot; شمال غرب ايطاليا هذه التقنية لاستئصال سرطان الكلية، وهو سرطان شرس يستهدف الجهاز البولي بالجسم، الذي يصيب 7 آلاف شخص سنوياً هنا ويمثل 3 في المئة تقريباً من العدد الكلي لحالات السرطان بإيطاليا. تستند التقنية الجراحية الى ما يعرف باسم (HIFU) أي (High Intensity Focused Ultrasound) أي الموجات فوق الصوتية المركزة ذات الكثافة العالية. في السنوات الأخيرة، اختبرت هذه التقنية بصورة واسعة النطاق لاستئصال سرطانات البروستاتة والكبد والثدي وثانويات العظام.
تصل الموجات الصوتية الى الكلية بفضل منظار صغير يُغرس في البطن. هكذا، تسبب هذه الموجات لدى وصولها الى المنطقة المختارة مفعولاً حرارياً قاتلاً على الأنسجة السرطانية. يكفي دقائق معدودة كي تصل الحرارة المنبعثة من هذه الموجات الى 100 درجة مئوية. في الواقع، تقضي هذه الحرارة العالية على الأنسجة السرطانية والأوعية الدموية التي تغذيها دون إلحاق أي ضرر بالأنسجة السليمة. على صعيد المنافع، تخضع العملية الجراحية، بواسطة التقنية الجديدة، المريض للبنج العام لكنها أسرع بكثير من التقنيات السابقة. فالجراح يحتاج الى 8 دقائق فقط لتحرير الكمية الضرورية من هذه الموجات فوق الصوتية. كما تتقلص أوقات العملية الجراحية بنسبة 70 في المئة، ويتفادى المريض خسارة كمية كبيرة من الدم(التي قد تسبب نزيفاً دموياً حاداً) على غرار ما يحصل في العمليات الجراحية التقليدية.
تعتبر معالجة سرطانات البروستاتة بواسطة تقنية (HIFU) واعدة إنما ما تزال في مرحلتها التجريبية وتخصص بالأحرى للمرضى الذين لا يستطيعون الخضوع للعملية الجراحية التقليدية أو العلاج بالأشعة، لأسباب سريرية. نجد بين هؤلاء المرضى كذلك الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل الآثار الجانبية الناتجة عن استئصال البروستاتة. ويمكن تطبيق هذه التقنية على سرطان الكلية في مرحلته الأولية أي عندما يكون حجم الكتلة الورمية أصغر من 4 سنتمتراً. لحسن الحظ، تمثل أورام الكلية السرطانية، التي تتمتع بهذا الحجم، 50 في المئة من العدد الكلي للمصابين بسرطان الكلية.
التعليقات